"لقد قررتُ إنهاء حياتي"؛ "حياتي توقفت عن كونها ممتعة منذ 5 أو 10 سنوات".. كانت هذه العبارات الأخيرة للعالم الأسترالي "ديفيد جودال"، قبل أن يقرر وضع حد لحياته الطويلة. الرجل الذي بلغ من العمر 104 أعوام في أبريل الماضي، توقف قلبه عن الخفقان أمس الخميس، بناء على طلبه في إحدى العيادات التي "تساعد على الانتحار" في سويسرا. وتناول العالم الأسترالي وجبته المفضلة قبل موته، وكانت مكونة من: السمك ورقائق البطاطس وكعكة "تشيز كيك"، وفي الدقائق الأخيرة كان يعزف "قصيدة الفرح" من سيمفونية بيتهوفن التاسعة، ثم تم حقنه بمادة بنتوباربيتال، بحسب ما ذكرت "بي بي سي". ولم يكن "جودال" يعاني من أية أمراضٍ معضلة أو مزمنة، ولكن كان يعاني من متاعب الشيخوخة الشائعة؛ كضعف البصر، وعدم القدرة على الحركة إلا بمساعدة "كرسي متحرك"، وتدهور "نوعية الحياة التي يعيشها" مع التقدم في العمر. "أحب أن أتمكن من المشي في الأدغال مرة أخرى، وأنظر إلى ما حولي".. وهو على ما يبدو كان الدافع الأكبر لعالِم النبات ليضع حداً لمعاناته مع الشيخوخة، ويقرر التخلص من حياته. جدل واسع وأثارت قضية "جودال" جدلاً عالمياً واسعاً مع فشله في الحصول على رخصة "الانتحار" في بلده أستراليا التي أقرت قانوناً يسمح للبشر المصابين بأمراض ميؤوس من شفائها بالموت الرحيم سيدخل حيز التنفيذ العام المقبل، وهو ما لا ينطبق على البروفيسور؛ ما دفعه إلى عبور المحيطات والبحار نحو أوروبا، وتحديداً سويسرا التي تشرع عملية "القتل الرحيم" و"المساعدة على الانتحار". ودعمت جمعية "إغزيت" الحقوقية قضية "جودال" وتمكنت من الحصول على موعد له للخضوع للموت الرحيم ببازل، كما ساهمت في جمع الأموال اللازمة لسفره إلى سويسرا. وولد البروفيسور "جودال" في لندن العام 1914، وسافر إلى أستراليا في العام 1948؛ حيث تولى منصب "محاضر" في جامعة ملبورن في مجال النبات والبيئة. وتصدرت قصة العالم الأسترالي عناوين الصحف في عام 2016، عندما طلبت منه جامعة "إديث كوان"، التخلي عن منصبه، متعللة بالمخاطر التي قد يتعرَّض لها خلال السفر. وعدلت الجامعة عن قرارها بعد موجة الاستنكار من قبل المجتمع العلمي؛ كما أورد موقع "يورو نيوز".
مشاركة :