وباء إيبولا يهدد الكونغو الديمقراطية… ومنظمة الصحة العالمية تستعد لـ«أسوأ السيناريوهات»

  • 5/11/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لندن: «المجلة» اعتبرت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، أن خطر انتشار وباء إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية «مرتفع»، وأعلنت أنها تستعد لمواجهة «أسوأ السيناريوهات». وقال مدير برنامج إدارة الأوضاع الطارئة في منظمة الصحة العالمية بيتر سلاما في ندوة صحافية بجنيف، «نشعر بقلق شديد ونستعد لكل السيناريوهات، بما في ذلك أسوأها». وقد أحصت الوكالة المتخصصة للأمم المتحدة 32 حالة (حالتان مؤكدتان و18 حالة محتملة و12 حالة مشتبه بها)، منها 18 وفاة، بين الرابع من أبريل (نيسان) والتاسع من مايو (أيار)، في منطقة بيكورو، شمال شرقي كينشاسا، على الحدود مع الكونغو – برازافيل. وتساءل سلاما: «لماذا يقلقنا هذا الوباء؟ بالتأكيد، إنه مرض مميت، مع نسبة وفاة من 20 في المائة إلى 90 في المائة. نعرف أيضاً أن عدداً كبيراً من العوامل تقلقنا لأنها قد تدفع بهذا الوباء إلى الانتشار أكثر فأكثر». وأضاف سلاما أن ما يثير القلق خصوصاً هو أن المصابين توزعوا في «ثلاثة أماكن مختلفة»، ولو أن هذه الأماكن في منطقة ريفية واحدة حتى الآن. وأوضح سلاما أن العنصر الآخر المساعد على تفشي الوباء، هو أن ثلاثاً من 32 حالة، تتعلق بعناصر من الفريق المعالج الذين توفي واحد منهم. وكان وباء إيبولا ضرب غرب أفريقيا بين نهاية 2013 و2016، متسبباً بأكثر من 11 ألفاً و300 وفاة من أصل نحو 29 ألف إصابة أحصيت، أكثر من 99 في المائة منها في غينيا وليبيريا وسيراليون. وتعرضت منظمة الصحة العالمية آنذاك لانتقادات حادة بسبب تحركها البطيء، واتهمها كثيرون بأنها تأخرت كثيراً في إعلان «حالة طوارئ صحية عامة على مستوى دولي». وكان هذا الوباء ضرب جمهورية الكونغو الديمقراطية أيضاً عام 2017، وسرعان ما جرى تطويقه، وأسفر، كما أعلن رسمياً، عن وفاة 4 أشخاص. وسبب حمى إيبولا النزفية، التي ظهرت للمرة الأولى في زائير السابقة (جمهورية الكونغو الديمقراطية الحالية) في 1976، فيروس ينتقل عن طريق الاتصال الجسدي بسوائل الجسم المصاب. وسيتوجب على العاملين في المجال الإنساني تخطي صعوبات كثيرة لمساعدة المصابين. وقال سلاما إن «الوضع كارثي على صعيد البنية التحتية. الطرق المعبدة قليلة، والبنى التحتية الكهربائية في حالة يرثى لها، إضافة إلى النقص في المياه والبنى التحتية الصحية». وأضاف أن «الوصول إلى المصابين مسألة بالغة الصعوبة، وقد يستغرق أحياناً 15 ساعة على الدراجة النارية»، موضحاً أن «المواجهة ستكون بالغة التعقيد ومكلفة». وتأمل الأمم المتحدة أيضاً في إرسال المعدات إلى الأماكن المحتاجة ابتداءً «من نهاية هذا الأسبوع» من خلال الاستعانة بمروحيات. وتسعى منظمة الصحة العالمية إلى إقامة «جسر جوي» حقيقي، مع طائرات صغيرة، في أقرب وقت ممكن، لنقل مزيد من المساعدات. ويتمثل العائق الأساسي بانعدام وجود مدارج للهبوط. ميدانياً، يتوافر لمنظمة الصحة العالمية خبراء، وتأمل في إقامة مختبر متحرك في نهاية هذا الأسبوع. وسيتم أيضاً إرسال فريق آخر من 30 إلى 40 شخصاً يضم أطباء متخصصين في الأوبئة وفي اللقاحات. وتنتظر منظمة الصحة العالمية في الواقع الضوء الأخضر من سلطات جمهورية الكونغو الديمقراطية لتوزيع لقاح تجريبي ضد «إيبولا». وخلافاً لما حصل خلال الوباء الرهيب بين عامي 2013 و2016 في غرب أفريقيا، عمدت منظمة الصحة العالمية هذه المرة إلى التحرك السريع، كما شدد سلاما على القول. وأضاف أن «الحكومة أعلنت عن الوباء صباح الثلاثاء. وفي أقل من ساعة، كان فريقنا لإدارة الحالات الطارئة على أهبة الاستعداد». وتقيم أيضاً منظمة «أطباء بلا حدود» غير الحكومية مركز علاج للاهتمام بالإصابات في منطقة بيكورو الصحية، كما ذكرت منظمة الصحة العالمية. وعلى الرغم من أن الوباء «ينتشر في منطقة محدودة جغرافياً وبعيدة على ما يبدو»، فإن «خطر توسعه بشكل كبير على المستوى الوطني يبقى مرتفعاً بسبب طبيعة المرض ونقص المعلومات المتعلقة به»، كما ذكرت منظمة الصحة العالمية. ويتعين على علماء الأوبئة تحديد النقطة التي ظهر فيها للمرة الأولى. وقال بيار فورمنتلي، الذي يقود دائرة الحمى النزفية الفيروسية في منظمة الصحة العالمية، «نعرف أن البعض قد أصيبوا بالعدوى خلال عمليات دفن، وأن آخرين أصيبوا بالعدوى بينما كانوا يهتمون بالمرضى». على المستوى الإقليمي، وضعت 9 بلدان مجاورة في «حالة تأهب»، واعتبر الخطر «مرتفعاً» في جمهورية وسط أفريقيا وجمهورية الكونغو، بسبب قربهما من نهر الكونغو، كما ذكرت منظمة الصحة العالمية. إلا أن وكالة الأمم المتحدة لا تدعو إلى تقييد المبادلات التجارية ورحلات الشركات الجوية مع هذه البلدان.

مشاركة :