عمان – القبس | تتدحرج المنطقة بشكل متسارع إلى حرب ومواجهة بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، هذا التسارع عجل به الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي مزق الاتفاق النووي، بينما الأردن لا يزال يراقب تطورات الأوضاع بعينين مفتوحتين. وبالتزامن مع إعلان ترامب والاشتباك الايراني الاسرائيلي المباشر الأول من نوعه في جبهة الجولان منذ عام 1974، بدأت المنطقة تتدحرج إلى حرب كبرى. فالتصعيد لن يكون الأخير، فهجوم قاسم سليماني قائد فيلق القدس الصاروخي سيفتح الباب واسعاً على مواجهات أخرى محتملة من شأنها تغيير قواعد اللعبة على الأراضي السورية، خصوصا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ضاعف من مجهوده بالضغط على الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف العمل بالاتفاق وفرض العزلة مجدداً على طهران في أعقاب معلومات استخباراتية قدمتها تل أبيب عن النشاط النووي الإيراني، وعدّ نتانياهو ذلك نصرا شخصيا له، ليسافر إلى موسكو لوضع ادارة بوتين في تطورات التسخين المحتمل بين طهران وتل أبيب. بل إن الانسحاب الأميركي من الاتفاق لاقى ردود فعل إيجابية في إسرئيل، التي كانت وصفت الاتفاق في حينه عام 2015 بـ«الخطأ التاريخي»، ليصف نتانياهو الانسحاب الاميركي من الاتفاق بـ«القرار الشجاع»، بينما رأى وزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرمان بأنه «خطوة قيادية شجاعة، ستؤدّي في النهاية الى إسقاط النظام الإيراني»، ورأت وزيرة الثقافة الإسرائيلية يري ريغف أن «..وعد بلفور ضَمِنَ وطناً قومياً لليهود.. وإعلان ترامب يُحافِظ على هذا الوطن القومي… إلى الأبد». محللون يرون أن الاشتباك الايراني الاسرائيلي فجر الخميس لن يكون الأخير، إذ إن ايران تشعر أنها في مأزق حقيقي جراء القرار الأميركي بشأن النووي وبالتالي فإن انعكاسات ذلك ستكون داخلية على الشقين السياسي والاقتصادي، وخارجية خصوصا بدعمها المالي والسياسي لنظام بشار الأسد في سوريا والميليشيات الحليفة معه والحوثيين في اليمن ولحزب الله. أردنياً، لم يصدر رد فعل مباشر على «التسخين» لكن المعلومات الأولية تفيد بأن المملكة في حالة ترقب «بعيون مفتوحة»، خصوصا أن صواريخ طهران وجهت لمناطق قريبة من حدودها الشمالية الغربية التي تنتشر عليها جماعات ومنظمات ارهابية وميليشيات شيعية.
مشاركة :