كلمة... منتهية الصلاحية!

  • 5/12/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عندما تعلمنا كلمة: «من جد وجد ومن زرع حصد»، تعلقت أذهاننا بمعانيها ووضعناها على أعلى الرفوف ولصقناها على الجدران، وكلمنا نظرنا إليها تَشوقنا للنجاح والإبداع... وسرنا في طريق العلم وانتقلنا من مرحلة إلى أخرى وزرعنا لأخذ الثمرات ونَشْرِها؛ ولكن هل فُتح لنا الباب لنقل العلم والعمل به في وظائفنا؟ هل تحقق ما وُعدنا به؟دخلنا في الحياة العملية وعَلِمْنا أن هذا المثل صار خيالاً أو شعاراً... انتهت صلاحيته في هذه الأيام التي أصبح فيها المجتهد والمخلص مظلوماً أو محارباً. لم تعد هذه العبارة ذات معنى، يكفي أن يكون لشبابنا وظيفة حتى لو كانت لا تناسب علمهم وشهاداتهم سواء اجتهدوا وتعبوا في دراستهم أو لم يجتهدوا، والأولى هم أصحاب الواسطات!اختيار المناصب اليوم يعتمد على المعارف والأهل والقبائل والطوائف والانتماء إلى الجماعات، جرى التجاوز والظلم بسبب الواسطة مع أن غيره الأكثر جدارة بالمنصب، وكأننا نقول: كلما قل علمك ارتفع منصبك!نجاح الانسان في الوظيفة تتدخل فيه عوامل أخرى غير الجد والاجتهاد. هذا هو الواقع ومع ذلك تبقى هذه العبارة - من جد وجد - أمامنا لنعمل بها مهما كانت ظروفنا، ونُعلم أبناءنا أهمية الجد والاجتهاد وأخذ العلم، وأنه كلما اجتهد تطور علمه وانتقل من مرحلة إلى مرحلة أعلى، ويجب أن نُبصرهم أيضاً أن الواسطة قد تلعب دوراً في الحياة العملية والوظائف الحكومية، فإذا لم يحصلوا على وظائف تناسب شهاداتهم عليهم السعي إلى الواسطة لأخذ حقهم؛ لأننا في زمن يرتفع فيه المزيف على الصادق.وعلى المتعلم الذي وُضع في غير مكانه، كمن تعلم اللغة العربية ولكنه صار إدارياً يرتب الملفات وينظم المواعيد، أن يخصص أوقاتاً أخرى خارج عمله للاجتهاد في العلم والعطاء، فإن نجاحه الحقيقي في صبره واستمراره في أخذ العلم وتوصيله لغيره بأي صورة؛ كالأنشطة الخاصة والدورات والندوات والكتابات، وقد تيسر لنا البحث والنشر في زمن التطور، فلا تحبس العلم بل جاهد في فتح أبواب العطاء، ويكفي أن تنظر إلى شباب تفوقوا في العلم وظلوا عاطلين... لا وظيفة عامة ولا عمل خاصاً. aalsenan@hotmail.com aaalsenan @

مشاركة :