تعد جريمة غسل الأموال، وما ارتبط بها من تمويل الإرهاب، من أخطر الجرائم التي ترتكب حالياً، خاصة في ظل تطور وسائل الاتصالات والتقنيات الحديثة والتحويلات المالية عبر الحاسب الآلي.يشير الدكتور عادل محمد السيوي في كتابه «التعاون الدولي في مكافحة جريمتي غسل الأموال وتمويل الإرهاب» إلى أن مكافحة جريمة غسل الأموال تلعب دوراً مهماً في مكافحة الجرائم المختلفة، مثل الاتجار في المخدرات وجرائم الفساد والابتزاز والسرقات، خاصة أن تحقيقات جريمتي غسل الأموال وتمويل الإرهاب هي الأسلوب الوحيد الذي يمكن للسلطات بموجبه التعرف على مآل الأموال، وبالتالي مصادرتها وردها إلى ضحايا هذه الجرائم، وغني عن البيان أن إجراءات مكافحة هاتين الجريمتين تحد من المخاطر التي قد تتعرض لها هذه السلطات وهي بصدد مكافحة أعمال الجريمة المنظمة، وذلك لأن وسائل مكافحة غسل الأموال تستهدف التعامل مع مؤسسات مالية أكثر من التعامل مع المجرمين أنفسهم، وأخيراً تتمثل أهمية مكافحة جريمتي غسل الأموال وتمويل الإرهاب في القضاء على مصادر تمويل الإرهابيين وغيرهم.ومن نتاج ما تقدم تتضح أهمية مكافحة الجريمتين، وهو الأمر الذي يترتب عليه ضرورة وأهمية إلمام سلطات أي دولة بهاتين الجريمتين اللتين عادة ما تتسمان بكونهما عابرتين للحدود الوطنية، وبالتالي لا تتمثل مكافحتهما فيما قد تتبناه الدولة الواحدة من تشريعات، ومن ثم تتداخل اختصاصات دول مختلفة في مكافحتهما.
مشاركة :