حوار: فدوى إبراهيم تحرص «أبوظبي للإعلام» على التنوع شكلاً ومضموناً خلال رمضان وعبر قناتيها «أبوظبي» و«الإمارات»، وذلك باعتماد مختلف الأنماط ضمن خارطتهما البرامجية في مجالات الترفيه والتراجيديا والبرامج التراثية والدينية والثقافية والطهي.. مع الحفاظ على المبادئ الأساسية في بناء مجتمع واعٍ ومثقف. حول ما تعرضه «أبوظبي» و«الإمارات» في شهر رمضان، يحدثنا عبد الرحمن عوض الحارثي المدير التنفيذي لدائرة التلفزيون في أبوظبي للإعلام في هذا الحوار: ما أبرز ما يميز خطة الموسم الرمضاني الحالي في قناتَي أبوظبي والإمارات، وإن كانت تحمل اختلافاً عما سبقها؟ - تتميز الدورة البرامجية لشهر رمضان المبارك عبر شبكة قنوات تلفزيون أبوظبي، بتنوع المحتوى لما تتضمنه من برامج اجتماعية ودينية ومسلسلات درامية عربية حصرية. وتعرض قناة «أبوظبي» التي اتخذت شعار «هل هلالك أبوظبي دارك» وقناة «الإمارات» وشعارها «رمضان يانا والخير لفانا»، 20 عملاً تلفزيونياً تتمثل في 10 مسلسلات، و10 برامج تتنوع مواضيعها بين الاجتماعية والوطنية والثقافية. وتراعي شبكة قنوات تلفزيون أبوظبي الأوقات المفضلة لدى جميع أفراد الأسرة، مع الحرص طبعاً على المحتوى الهادف، وإمكانية متابعة حلقات الإعادة على مدار 24 ساعة. الدراما التاريخية حاضرة من خلال مسلسل «الماجدي بن ظاهر» على «الإمارات»، فما أهمية حضور هذه النوعية؟ - هذه سابقة بالنسبة لشبكة قنوات تلفزيون أبوظبي التي منحت اهتماماً خاصاً في إنتاجاتها الحصرية هذا العام للدراما التاريخية، من واقع نهج أبوظبي للإعلام الذي يسعى إلى تبني سياسة التنوع الفكري والفني، وهو ما نجحنا في تحقيقه من خلال المحتوى التاريخي الذي يركز على عناصر التاريخ والموروث الوطني والثقافي والمجتمعي. إن هذا النوع من الدراما يدعم مهمتنا في مواصلة التركيز على تقديم أعمال فنية ودرامية محلية، تحقق عنصر الارتباط بالقيم الوطنية للمجتمع الإماراتي من جهة، والمشاهدين من مختلف البلدان العربية من جهة أخرى. نلاحظ قلة عدد المسلسلات على قناة «الإمارات»، فهل هو أمر مقصود؟ - شهد العام الجاري إنتاجات وأعمالاً درامية ضخمة، ونحن في أبوظبي للإعلام حرصنا على اتباع سياسة الانتقاء، ودعم أعمال تنسجم مع المحتوى الراقي مع مراعاة المعايير الحكومية من حيث الرسالة والمضمون، كما حرصنا على تحقيق المعايير الحكومية المرتبطة بخطة أبوظبي ومستهدفاتها ورؤيتها، بقالب ثقافي ودرامي ترفيهي، والتركيز على المحتوى التفاعلي وإثراء المشهد الوطني بالإنجازات الإنسانية وثقافة العطاء، مثل برنامج «عونك» الإنساني، والتراثي «الشارة»، اللذين نجحا في بناء قاعدة جماهيرية واسعة. هناك تركيز من قناة «الإمارات» على «الفيلرات» وهي: «ذهب مثلا، السنع قول وفعل، رمستنا، حكاية صورة» وكلها تضيء على الجانب التراثي للدولة، ما أبعاد هذا الاختيار؟ - لم تحد شبكة قنوات تلفزيون أبوظبي عن تقديم هذا النوع من البرامج والفواصل الفنية والإعلامية بالنظر إلى كونها تحاكي اهتمام شريحة واسعة من الجمهور، وتعزز مهمتنا في بناء محتوى وطني وشعبي يعبر عن دولة الإمارات ويثري حضورها في المجتمع، وترسيخ الماضي في نفوس الأجيال، عبر الإضاءة على الجوانب التراثية، والشعبية، والعادات والتقاليد. كما أن هذا النوع يعتبر مادة تفاعلية دسمة يمكن ترسيخ حضورها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالنظر إلى خفتها وقصر وقت عرضها، والتي من شأنها أن تحدث الأثر، في وقت بات الناس يتحولون إلى المنصات الإلكترونية الرقمية. برنامج «عونك» الإنساني يستمر في تسليط الضوء على دور الدولة في الخارج، فما أبرز محطاته؟ - الموسم الرابع من «عونك» يواصل مهمته في التقاط الصور المشرفة والأثر الإنساني الذي تحققه هيئة الهلال الأحمر الإماراتي عبر مواكبة جميع مبادراتها، تأكيداً على روح النخوة والمسؤولية التي تتمتع بها الدولة في جميع أرجاء العالم، وإنجازاتها الإنسانية الملموسة. ويسعى البرنامج الذي يرفع شعار «العطاء أجمل ذكرى قبل الرحيل» هذا العام لتعريف المجتمعات بمعاني العطاء التي تقدمها أيادي الدولة البيضاء إلى جميع أرجاء العالم، وحققت إنجازات كثيرة. تتركز حلقات البرنامج في كل من اليمن، ومصر، وإيطاليا، والولايات المتحدة الأمريكية، والأردن، وتونس، ولاجئي الروهينجا، كما يحتفي بموضوعات حول نشر ثقافة الوعي الصحي لتوعية الناس، و«كفالة سجين» و«عطاء الأم»، و«الأمنية الأخيرة» التي تركز على الأشخاص المصابين بمرض عضال يتحدثون عن أمانيهم البسيطة. ويقدم فقرة جديدة بعنوان «أطفال الإمارات من أجل الأطفال». البرامج الدينية ذات توجهات مختلفة، فبرنامج الإمام الطيب لشيخ الأزهر أحمد الطيب، يختلف في رؤيته عن الدكتور محمد شحرور، فما هو معيار الاختيار لديكم بهذا الشأن؟ - التنوع، وتلبية احتياجات وتفضيلات الجمهور هو ما نستند إليه في أبوظبي للإعلام، مستعينين باستراتيجيتنا وتوجهاتنا المسؤولة تجاه إيصال الرسالة المتميزة والراقية للجمهور. ما سبب اختفاء الدراما البدوية هذا العام من خريطة القناتين؟ - توجهاتنا في الموسم الراهن انتقائية وبعناية، إذ لم نتلق عروضاً لمسلسلات بدوية تحاكي المستويات التي اعتدنا على تقديمها للمشاهدين، واستعضنا عنها بالدراما التاريخية. ما طبيعة برنامج الدكتور علي بن تميم «الثلاثون الخطرة»؟ - يقدم البرنامج في كل حلقة كتاباً من الكتب التي تركت أثراً عميقاً في الفكر الإنساني وساهمت في تشكيل الثقافة العربية والإسلامية. ستتناول كل حلقة القيمة المعرفية لكل كتاب وأثره على العقل العربي والآثار الفكرية التي خلّفها، إلى جانب الظروف السياسية والاجتماعية التي أدت إلى ظهور الكتاب وكيف تأثر النص بها وأثر عليها. في نهاية الحلقة سيتم التحدث عن شخصية الكاتب وأفكاره والأثر الذي تركه على الفكر الإنساني عبر الزمن. وتشير عبارة الثلاثون الخطرة إلى الحلقات الثلاثين التي ستعرض في كل حلقة كتاباً وصفها بن تميم بأنها أخطر الكتب في التاريخ العربي. الكوميديا المحلية والمصرية والخليجية حاضرة بقوة على القناتين، فهل تجدونها ضرورة للترويح عن النفس في رمضان؟ - يعتبر معيار الترفيه، واحداً من مقومات استراتيجية أبوظبي للإعلام الهادفة إلى الوصول إلى أكبر قاعدة من الجمهور، باختلاف فئاتهم، وهو ما يضعنا على طريق الريادة للمشهد الإعلامي، فالكوميديا فن ترفيهي يقدم للمشاهدين رسالة مسؤولة، وهو امتداد للفنون التي تتبنى الشاشة الصغيرة عرضها. هل قصدتم ألا تغيب قضايا الإرهاب بتقديمكم مسلسلي «السهام المارقة» و«مليكة»؟ - إن شراكتنا في هذه الأعمال الضخمة وعرضها على شاشاتنا تأتي امتداداً لمسؤوليتنا المستمرة تجاه المجتمع، والمتمثلة في العمل على تعزيز الوعي وإيصال الصورة الحقيقية للرأي العام حول القضايا الحساسة، ودحر الفكر الإرهابي والمتطرف، الذي يمثله عدد من الأجندات التابعة للتنظيمات المشبوهة. عرض هذه المسلسلات يؤدي غرض بث الفكر التنويري الذي يطمح إليه المشاهدون بالنظر إلى كونه حاجة وضرورة ملحة تفرض نفسها علينا اليوم.
مشاركة :