لندن - كشفت دراسة أجراها علماء النفس في جامعة لانكستر البريطانية، أن الأطفال المصابين بالتوحد أكثر عرضة للمضايقات والبلطجة والعنف من أقرانهم، بسبب تقبلهم للسلوكيات غير العادلة. وللتوصل إلى نتائج الدراسة، راقب الباحثون سلوكيات مجموعة من الأطفال المصابين بالتوحد، الذين انخرطوا في ألعاب كمبيوتر مع مجموعة من أقرانهم. وأظهرت كلتا المجموعتين من الأطفال الرغبة في المشاركة على قدم المساواة في تلك الألعاب، لكن الأطفال المصابين بالتوحد كانوا أقل عرضة بنسبة 37 بالمئة للمعاملة بالمثل، وأكثر تقبلا للعروض غير العادلة للألعاب من زملائهم. وقال الباحثون إن الأطفال الذين يعانون التوحد معرضون لخطر البلطجة، لأنهم أكثر استعدادا لقبول السلوك غير العادل، من أقرانهم. واعتبر الفريق أن “قبول مرضى التوحد عروضا غير عادلة من أقرانهم قد يكون مواتيا لهم، لأنه يعطيهم مكافأة أكبر ويجعلهم غير منبوذين”. ورأى الباحثون أن هذه الاختلافات في المشاركة بين المجموعتين قد تكون مرتبطة بالعجز في التطور الاجتماعي والمعرفي لدى الأطفال المصابين بالتوحد، مقارنة بأقرانهم غير المصابين بالمرض. وقال قائد فريق البحث الدكتور كالوم هارتلي “تشير نتائجنا إلى أن الأطفال الذين يعانون التوحد قد يكونون معرضين بشكل خاص للتخويف، حيث يستغل أقرانهم اهتمامهم الأقل لتحقيق مكاسب شخصية وزيادة تحملهم للسلوك غير العادل”. ودعت هارتلي إلى “ضرورة أن تتصدى تدخلات الآباء والأمهات لهذه المخاطر، من خلال تعليم الأطفال أهمية المشاركة الإيجابية وتعليمهم ضرورة رفض السلوكيات غير العادلة في التعامل، وتعليمهم استراتيجيات الوقاية وسلوكيات المشاركة الجيدة بين أقرانهم”. وكانت دراسة سابقة حذرت من أن الأطفال الذين يتعرضون للبلطجة والعنف من زملائهم، أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب وإدمان التبغ والمخدرات والخمر في مرحلة المراهقة. ويصيب التوحد طفلا واحدا من كل 68 طفلا، فيما يصيب اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه طفلا واحدا من كل 10 أطفال في الولايات المتحدة الأميركية.
مشاركة :