مقعد وحيد للهبوط إلى الدرجة الأدنى لا يزال متبقيا بعدما تم حسم الاثنين الآخرين لستوك سيتي وويست بروميتش ألبيون. ذلك المقعد لا يزال معلقا ما بين ساوثامبتون وسوانزي سيتي، وانتصار الأول على الأخير في مباراة مؤجلة مساء الأربعاء الماضي يقرب الفريق الويلزي أكثر من الهبوط بشكل مؤسف. أداء ضعيف لسوانزي في منتصف الموسم أدى لاحتلال الفريق لقاع الترتيب لفترة لم تكن بالقصيرة، قبل أن تحدث استفاقة رائعة فيما بعد بسلسلة من المباريات دون هزيمة على يد المدير الفني الحالي كارلوس كارفاليال. ولكن أحيانا القصص الرائعة لا تنتهي بنفس الروعة، فـ4 هزائم متتالية أدخلت الفريق من جديد إلى دوامة الهبوط، بل جعلته في حاجة إلى معجزة في الجولة الأخيرة من أجل البقاء ودفع الفريق الويلزي نحو الهبوط. سوانزي سيكون في مواجهة ستوك سيتي الذي ضمن الهبوط بالفعل، ولكن هل يقدم ضيوف ملعب "ليبرتي" خدمة عظيمة لمديرهم الفني السابق مارك هيوز ويساهموا في بقاء فريقه الحالي ساوثامبتون؟ ذلك الأخير سيستضيف البطل المتوج مانشستر سيتي، ولا شئ لخسارته. اللعب على ضمان التعادل على الأقل يؤمن البقاء دون النظر لأي حسابات. ولكن بالنظر لتلك الحسابات، فتبدو الأمور معقدة على كتيبة كارفاليال. ساوثامبتون يحتل المركز 17 برصيد 36 نقطة، وبفارق 3 نقاط فقط عن سوانزي الذي يحل في المركز 18. ماذا إن خسر ساوثامبتون وفاز سوانزي في مواجهته؟ ستتعادل النقاط، وهنا يحتكم الفريقان لفارق الأهداف الذي يصب في مصلحة ساوثامبتون. ذلك الأخير لديه فارق -18 من الأهداف، مقابل -27 لدى سوانزي سيتي. ذلك يعني أن ساوثامبتون عليه أن يخسر دون تسجيل أي أهداف، مقابل أن يسجل سوانزي 9 أهداف أمام ستوك سيتي ليتعادل الفارق. ولكن ماذا إن حدث ذلك أيضا رغم شبه استحالته؟ في حال التعادل في النقاط وفارق الأهداف، يتم النظر لعدد الأهداف المسجلة لكل فريق، ويتفوق هنا الـ "ساينتس" برصيد 37 هدفا مقابل 27 هدفا فقط للفريق الويلزي. هل تسجيل 10 أهداف تبدو فكرة معقولة لفريق لم يسجل أي هدف خلال مبارياته الأربعة الأخيرة؟ السيناريو الوحيد الذي يبدو منطقيا بعض الشئ لسوانزي من أجل البقاء هو أن ينتصر على ستوك سيتي برباعية نظيفة، مقابل أن يخسر ساوثامبتون أمام مانشستر سيتي بسداسية نظيفة. إن كان رجال بيب جوارديولا في حاجة لهذا الانتصار، كان ليبدو مسارا معقولا من الممكن توقعه، ولكن مع حسم الأمور وحلول ختام الموسم، تبدو المهمة شبه مستحيلة أمام الفريق الويلزي للبقاء. أي طموح يبقى أيضا لفريق أعلنت إدارته بالفعل رحيل مديرها الفني كارلوس كارفاليال بختام الموسم "مهما حدث في الجولة الأخيرة"؟ برحيله، سيكون المدير الفني الرابع الذي يرحل عن قيادة الفريق الويلزي خلال 19 شهرا فقط. هل من الممكن توقع استقرار فريق ما في مسابقة بحجم الدوري الإنجليزي الممتاز بهذه الطريقة العشوائية في التغييرات الفنية، ومثيلتها في استقطاب اللاعبين؟ 90 دقيقة أخيرة في ملعب الحرية قد تنتهي بهبوط سوانزي سيتي إلى التشامبيونشيب، وعلينا أن نستعد لتوديع الفريق الويلزي بعد 7 سنوات من الاستمرار في أضواء الدوري الممتاز، تخللها التتويج بلقب كأس رابطة المحترفين في موسم 2012/2013.
مشاركة :