مسقط – خاص | أكدت الندوة الدولية «المهلب بن أبي صفرة الأزدي العماني» الدور الكبير الذي قام به المهلب بن أبي صفرة في الفتوحات الإسلامية وفي القضاء على خطر الأزارقة. وأكدت الندوة عمانية المهلب بن أبي صفرة بتتبع نسبه وبرصد ما كتبته المراجع التاريخية المتقدمة. ورعى حفل افتتاح الندوة، التي نظمتها جامعة نزوى، مستشار السلطان قابوس للشؤون الثقافية عبدالعزيز بن محمد الرواس الذي طالب «بوقف الاعتداء على الأسلاف وتاريخهم»، مشيرا الى أن التاريخ ليس إرثا لأحد ولكن الشخصيات تعود لأوطانها وانتمائها». تهدف الندوة الى رسم صورة واضحة لحياة المهلب بن أبي صفرة وإبراز دوره العسكري والسياسي ودور آبائه في عُمان والحجاز والعراق وأفريقيا وجرجان ودراسة الأدوار التاريخية للمهالبة وتحديد معالمهم الأثرية في ولاية أدم بمحافظة الداخلية. توثيق التراث وافتتحت الندوة بكلمة الدكتور محمد بن ناصر المحروقي رئيس اللجنة العلمية للندوة ومدير مركز الفراهيدي بجامعة نزوى الذي دعا الجامعات والمراكز البحثية الحكومية والأهلية الى أن تباشر لتوثيق التراث وحفظه وعرضه للداخل والخارج في عُمان والعالم، وتكثيف العمل لتقديم هذا التراث للنشء حفاظًا على الهوية والأصالة المميزة لعُمان، معتبرًا أن الانقطاع عن التراث «خيار من لا خيار له»، داعًيا الى انشاء صندوق وقفي يسهم فيه الجميع ليكون داعمًا لهذه الجهود على أن يسخر ريع هذا الوقف لتمويل الأبحاث العلمية. واستبق الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي من قسم التاريخ بجامعة السلطان قابوس تقديم أوراق العمل التي سيشارك فيها لاحقا بتقديم إضاءات من التاريخ العماني تحدث فيها عن جغرافية عمان، مشيرا الى أنها كانت تمتد إلى منطقة سلوى وأرض البينونة التي تفصل بين الأحساء وعمان، وحدد موقعها بالخط 50 شرقا وفق اعتماد الدولة العثمانية وبريطانيا عام 1913، وفي الجنوب إلى بلاد الشحر. واستعار الهاشمي مقولة للمقدسي تقول «عمان كبيرة وعرضها 50 فرسخا» ومن ابن خلدون قوله «عمان اقليم سلطاني يمتد إلى البحرين وحضرموت». وتحدث عن عمان قبل التاريخ في ظل دولة السومريين مشيرا الى أن المصادر تقول إن امرأة كانت تحكمهم اسمها شمس او شمسه كما تقول المصادر المتأخرة. ثم تحدث عن تاريخ عمان، مشيرا إلى مالك بن فهم ومرحلة معولة بن شمس بعده مرورا بالامامة الأولى والثانية والثالثة والرابعة استمرت فيها عمان كيانا سياسيا متحدا وثابتا. إضاءات ثم تحدث الهاشمي عن 7 إضاءات موجزة لكنها عميقة عن التاريخ العماني، وكأنها مراحل فاصلة في التاريخ العماني؛ الأولى كانت عن وصول مالك بن فهم لعمان وتحريرها من الاحتلال الفارسي في معركتي سلوت وقلهات، ثم دخول الإسلام الى عمان، ثم اضاءة القرن الثالث الهجري والإمامة الثالثة التي ظهرت فيها كتب فكرية وفقهية ونظام إداري وصناعة تمثلت في صناعة السفن، وتوحيد عمان تحت راية الصلت بن مالك الخروصي وتحرير سقطرى، ثم إضاءة دولة اليعاربة التي نجحت في طرد البرتغاليين ليس من عمان والخليج بل من المحيط الهندي، ثم إضاءة الإمام أحمد بن سعيد الذي أعاد توحيد عمان بعد أن ساد الدولة الضعف في نهاية حكم اليعاربة، ثم إضاءة الإمبراطيورية العمانية في عهد السيد سعيد بن سلطان حيث ظهرت كتب كثيرة، ثم إضاءة النهضة العمانية الحديثة التي قادها السلطان قابوس. وكانت أولى الأوراق العلمية في الندوة تستقصي دور آل المهلب بن أبي صفرة في المشرق الإسلامي خلال العصر الأموي قدمها البروفيسور فاروق عمر حسين فوزي. وبدأ البروفيسور ورقته بوضع أرضية لتفاصيل المشهد الذي كان سائدا في عهد المهلب بن أبي صفرة، والظروف التي قادت إلى نكبة المهالبة. بعد ذلك قدم الباحث جمال بن محمد الكندي قراءة في تاريخ آل المهلب من خلال استقراء المسكوكات الإسلامية.
مشاركة :