بعد حبّ سريع من أول نظرة.. بريطانيا تستعد لمصاهرة أميركا

  • 5/13/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تستقبل قلعة ويندسور، مقر العائلة المالكة البريطانية منذ نحو 1000 عام، كبار الشخصيات والمشاهير وآلاف الصحافيين، يوم السبت المقبل، حيث يجمع الحب بين الشاب الملكي وبريق هوليوود. يحتفل الأمير هاري، وترتيبه السادس في ولاية عهد بريطانيا، بزواجه بالممثلة الأميركية ميغان ماركل، إحدى نجمات المسلسل التلفزيوني الأميركي «سوتس»، في قلعة ويندسور. وخلال زيارة له إلى فرنسا، الأسبوع الماضي، قال الأمير تشارلز والد هاري: «إنه أمر رائع بالتأكيد، سيكون يوماً مميزاً جداً للجميع». والتقى هاري (33 عاماً)، الضابط السابق في الجيش، والذي اشتهر في وقت ما بجموحه، بعروسه المنتظرة في موعد رتبه صديق مشترك لهما في يوليو عام 2016. وقالت ماركل (36 عاماً)، إنها لم تكن تعلم الكثير عن الموعد المرتب مع الأمير، بينما قال هاري إنه لم يسمع بها من قبل، ولم يشاهد مسلسلها التلفزيوني. لكنه كان حباً من النظرة الأولى وبعد موعدين فقط اصطحب هاري ميغان إلى بوتسوانا، لقضاء عطلة، والتخييم تحت النجوم. وقال هاري، في مقابلة لإعلان الخطبة في نوفمبر الماضي، إن «وقوعي في غرام ميغان بهذه السرعة المدهشة أكد لي أن هذا ترتيب القدر، كان كل شيء مثالياً، دخلت هذه المرأة الجميلة حياتي فجأة، وكذلك دخلت أنا حياتها». وتقام مراسم الزفاف يوم السبت المقبل في كنيسة سانت جورج بقلعة ويندسور، مقر الملكة إليزابيث الواقعة غربي لندن، أقدم وأكبر حصن مأهول في العالم. وهناك تناقض صارخ في الحداثة بين الملكية البريطانية التقليدية، وماركل المطلقة والابنة لأب أبيض وأم أميركية من أصل إفريقي، والتي كانت خلفيتها مصدراً لاهتمام كبير وتعليقات لم تكن دائماً إيجابية. وأصدر مكتب الأمير هاري، في قصر كينزنجتون، بياناً انتقد فيه الإعلام في نوفمبر عام 2016، حيث استنكر العنصرية ضد ماركل في بعض التقارير الصحافية. كما احتلت أسرتها بؤرة الاهتمام، بعدما انتقدها إخوتها غير الأشقاء في الصحف، وقالوا إنهم شعروا بالازدراء، لعدم تلقيهم دعوات لحضور حفل الزفاف. لكنّ والديها المطلقين سيلعبان «دورين مهمين» يوم الزفاف. ومن المتوقع أن تصل ماركل إلى الكنيسة في سيارة بصحبة والدتها دوريا راجلاند، بينما سيرافقها والدها توماس ماركل في ممشى الكنيسة. بُعد آخر من جهتها، كلوديا جوزيف، كاتبة السيرة الذاتية للشخصيات الملكية، قالت «ستضفي ميغان بعداً جديداً للعائلة المالكة، من الواضح أنها تأتي من خلفية مختلفة تماماً، هذا أمر مهم للغاية ينقل العائلة المالكة إلى المستقبل». وتمتع الأمير هاري، الابن الأصغر للأميرة الراحلة ديانا، دائماً، بشعبية هائلة. وله ذكرى عالقة في ذهن الكثير من الأشخاص، عندما سار بوجوم وهو ابن الثانية عشرة خلف نعش والدته، بينما كان موكب جنازتها يجوب لندن، بعد موتها في حادث سيارة عام 1997. وعن هذا الحدث، قال هاري في مقابلة نشرت في يونيو الماضي: «أعتقد أنه لا ينبغي مطالبة أي طفل بفعل ذلك تحت أي ظرف، لا أعتقد أن هذا قد يحدث اليوم». وتركت وفاة والدته أثراً واضحاً في سنوات مراهقته، التي اتسمت بعناوين الصحف السلبية عنه. واشتبك ذات مرة مع أحد مصوري المشاهير أمام ملهى ليلي في لندن، وأثار موجة غضب بعدما ارتدى زي ضابط نازي في إحدى الحفلات. ثم بدأت حياته تعود إلى وتيرة طبيعية، بعدما التحق بالجيش، وخدم في أفغانستان، ونجح في تفادي الملاحقة الإعلامية. شعبية أصبح هاري الآن مناصراً لقضايا الصحة العقلية. وقال إنه كان على شفا الانهيار في العشرينات من عمره. وهذا الاعتراف الصريح بالضعف لاقى صدى في نفوس البريطانيين، إضافة إلى تواضعه الطبيعي عند اختلاطه بعامة الناس. وأظهر استطلاع للرأي، أجري الأسبوع الماضي، أن نسبة شعبية الأمير هاري بين المشاركين في الاستطلاع بلغت 71%، وهذا يضعه في ثاني مرتبة ضمن الأكثر شعبية في العائلة المالكة بعد شقيقه وليام، بينما سبق جدته الملكة إليزابيث البالغة من العمر 92 عاماً. أما ماركل فقد ولدت في لوس أنجلوس، وظهرت لأول مرة على شاشة التلفزيون في حلقة من المسلسل الطبي «جنرال هوسبيتال» عام 2002، ثم شاركت في مسلسلات تلفزيونية أخرى وأفلام. وفي عام 2011، تزوجت المنتج السينمائي تريفور إنجلسون، لكنهما انفصلا بعد عامين. واكتسبت شهرتها الكبيرة كممثلة، بعد مشاركتها في المسلسل التلفزيوني «سوتس»، الذي لعبت فيه دور ريتشل زين. وانسحبت ميغان من المسلسل الشهر الماضي، بعدما تزوجت الشخصية التي تجسدها من حبيبها. تقول كلوديا جوزيف: «يحب الأميركيون العائلة المالكة البريطانية، وعندما تتزوج ممثلة أميركية من أمير بريطاني، فهذا هو ما تكون عليه القصص الخيالية». لكن هذا لم يكن رأي جميع البريطانيين. وأظهر استطلاع رأي، الأسبوع الماضي، أن أكثر من نصف البريطانيين لن يشاهدوا حفل الزفاف. وقال غراهام سميث، المدير التنفيذي لحملة «الجمهورية» المناهضة للملكية، إنني «لا أعتقد أنه أمر مستساغ أن يكون طموح شخص ما الزواج من ثروة ومكانة غيره، وأن ميغان ماركل لم تحقق النجاح بنفسها». وأضاف «هذا ليس تصوري للقصص الخيالية».

مشاركة :