انتخابات العراق تختبر الولاءات الطائفية ومستقبل النفوذ الإيراني

  • 5/13/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد:زيدان الربيعي أغلقت مراكز الاقتراع للانتخابات التشريعية العراقية أبوابها عند الساعة 18,00 (15,00 ت غ)، من دون أي أعمال عنف، فيما أشارت تقارير إلى نسب مشاركة متفاوتة بين الكثيفة في المناطق المحررة من تنظيم داعش والمتوسطة والضعيفة في بعض المحافظات الأخرى. وتنافس 6898 مرشحاً على 328 مقعداً برلمانياً، عبر اقتراع مختلط يؤمن حصصاً نسبية، ويتعين على القوائم الفائزة تشكيل ائتلافات للحصول على أغلبية من أجل تشكيل الحكومة المقبلة للبلاد. وجرت عملية الانتخاب التي استمرت 11 ساعة بمراقبة 250 مراقباً دولياً و50 ألف محلي وتغطية 5 آلاف إعلامي عراقي و400 إعلامي أجنبي.وتعتبر هذه أول انتخابات عامة منذ هزيمة تنظيم «داعش»، بينما يسعى رئيس الوزراء حيدر العبادي لهزيمة قوائم الجماعات السياسية الموالية لإيران. ويرى محللون أن العبادي متقدم بشكل طفيف ولكن فوزه ليس مضموناً. وأشارت تقارير نشرتها وسائل إعلام محلية إلى أن نسبة التصويت في إقليم كردستان العراق بشمال البلاد، راوحت بين 40 و80 في المئة، إذ سعى الأكراد إلى التعبئة للحفاظ ما أمكن على مقاعد نوابهم في البرلمان المركزي في بغداد.وفي بغداد، فإن مكاتب الاقتراع التي كانت مفتوحة أمام الصحفيين، لم تشهد إقبالاً واسعاً وفق مراسلي فرانس برس، بحيث لم يتكرر السبت المشهد الذي كانت عليه الانتخابات السابقة. ووقعت حادثة العنف الوحيدة في محافظة ديالى حيث قتل شرطي وأصيب خمسة آخرون بجروح، أحدهم إصابته بالغة، جراء سقوط ثماني قذائف هاون وصاروخين من طراز كاتيوشا قرب مركز انتخابي في بلدة أبو صيدا الواقعة شمال شرق مدينة بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد)، بحسب ما أفاد قائد عمليات محافظة ديالى الفريق الركن مزهر العزاوي.وسيتعين على الفائز في الانتخابات التعامل مع تداعيات قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران في خطوة أثارت مخاوف بين العراقيين من أن يتحول بلدهم إلى ساحة للصراع بين واشنطن وطهران. ونجح العبادي، الذي تولى السلطة قبل أربعة أعوام في إدارة تحالف العراق مع كل من إيران وأمريكا. وقدمت الولايات المتحدة دعما عسكريا للعراق لهزيمة التنظيم المتطرف بينما دعمت إيران ميليشيا موالية لها في العراق.لكن الحملة انتهت الآن ويواجه العبادي تهديدات سياسية من منافسيه الرئيسيين، سلفه نوري المالكي وهادي العامري وكلاهما سياسي مقرب من إيران.أكد رئيس وزراء إقليم كردستان، نيجيرفان البرزاني، بعد الإدلاء بصوته، حيث كان أوائل المصوتين في أحد مراكز الاقتراع في أربيل العاصمة، استعداده لطي صفحة الماضي والبدء بصفحة جديدة، مشيراً إلى أنه لا يمكن تشكيل الحكومة المقبلة دون توافقات سياسية. وعن مطالب الكرد بعد الانتخابات، قال رئيس وزراء الإقليم إنه «من حق الكرد كشريك في العراق ان يكون لهم احد المناصب السيادية». وأضاف البرزاني أن «هذه الانتخابات لها أهميتها الخاصة، لأنها تأتي بعد تحرير العراق من داعش، حيث للإعمار وتقديم الخدمات ومعالجة المشاكل بين أربيل وبغداد أهمية قصوى».وأعلنت مفوضية الانتخابات العراقية عن حدوث بعض الخروقات تمت السيطرة عليها خلال عملية الاقتراع. ونقل موقع «السومرية نيوز» الإخباري أمس عن مدير العمليات بالمفوضية صفاء الجابري قوله إنه «لا يسمح لأي عسكري يمتلك بطاقة التصويت الخاص (رجال القوات المسلحة والشرطة) أن يصوت بالتصويت العام». وأضاف أن «بعض الخروقات حصلت أثناء عملية الاقتراع لكن تم السيطرة عليها».وأعلنت مفوضية الانتخابات أن نسبة المشاركة بمحافظات بابل بلغت 27 بالمئة، و23 بالمئة في ميسان، و30 بالمئة في ديالى.من جانبه، قال مازن عبدالقادر مدير مكتب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، إن العملية الانتخابية في كردستان سارت بشكل جيد. وأشار إلى حدوث بعض المشاكل الفنية، لافتا إلى أن الفرق الفنية مكلفة بالوصول إلى المراكز التي بها خلل، وهم مهتمون بمعالجة تلك المشاكل الفنية.وقرر رئيس الوزراء حيدر العبادي رفع الحظر عن حركة المركبات. وقال اعلام الحكومة إن العبادي «وجه برفع حظر حركة العجلات في جميع المحافظات، ويخوّل قادة العمليات فرض حظر جزئي في القواطع التي فيها تهديد أمني حسب تقييم الأجهزة الأمنية». كما وجه العبادي «بفتح الأجواء والمطارات العراقية أمام حركة الطيران». وكان قرار إغلاق المجال الجوي سرى اعتبارا من منتصف ليل الجمعة، كإجراء أمني قبل الانتخابات البرلمانية.

مشاركة :