نساء حوامل ورضع وأطفال بين 130 مهاجرا متكدسين على متن زورق مطاطي، كل ما يريدونه هو أن يتركوا وراءهم ما تعرضوا له من تعذيب وانتهاكات وجوع ويأس في ليبيا، لتقترب منهم سفينتان، إحداهما أوروبية والأخرى لخفر السواحل الليبي.ثم تبدأ مفاوضات مع المهاجرين -كل على حدة- مَنْ يرغب في اكمال رحلته إلى أوروبا ومَنْ يريد العودة إلى ليبيا.وفي نهاية المطاف، تتجه السفينة «أكواريوس»، التي تديرها منظمة «إس.أو.إس ميديترانيه» الألمانية الإيطالية الفرنسية، شمالا إلى الساحل الأوروبي وهي تحمل على متنها 39 امرأة وطفلا، أما الباقون فسيعودون إلى ليبيا.ويتعين على سفن الإنقاذ الأوروبية التعامل مع خفر السواحل الليبي في كثير من الأحيان على نحو متزايد، وليس هناك وضوح حول مَنْ يجب أن يأخذ المهاجرين.ونتيجة لذلك، تتأخر عمليات الإنقاذ وتتعرض الأرواح للخطر، وفقا لرأي المنظمة الدولية للهجرة.ومن المفترض أن يمنع خفر السواحل الليبي -الذي تم تجهيزه وتدريبه من قبل الاتحاد الأوروبي- المهاجرين منذ بداية رحلة العبور الخطيرة، لكن منظمة العفو الدولية اتهمت عناصر منهم بالتعاون مع تجار البشر.وبعد أن كانت شريكا ذات يوم في عمليات الإنقاذ، تعمل روما الآن ضد منظمات الإغاثة، كما تدعمها السلطات الليبية بإبعاد المهاجرين.وتعتقد منظمات الإغاثة والسلطات الإيطالية أن الأوضاع بالنسبة للاجئين تزداد سوءا، وعندما انهار أحد المهاجرين لدى وصوله إلى صقلية في مارس، قال عمدة ميناء بوزالو الجنوبي، روبرتو أماتونا: لقد كانوا جميعا جلدا وعظاما، كما لو كانوا قد أطلق سراحهم توا من معسكر اعتقال نازي.
مشاركة :