أحالت النيابة العامة في دبي إلى محكمة الجنايات 4 أشخاص يحملون الجنسية الباكستانية، واتهمت 3 منهم بقتل شخص من نفس جنسيتهم عمداً مع سبق الإصرار والترصد ثأراً منه لقيامه بقتل شقيق أحدهم قبل حوالي 13عاماً من الواقعة، فيما اشترك المتهم الرابع في الجريمة بتوفير معلومات أساسية عن مكان إقامة المجني عليه وتحركاته بالإضافة إلى مساعدات أخرى، وذلك لحقده على القتيل بسبب تودده إلى زوجته التي كانت العامل الخفي الرئيس وراء الجريمة وبحسب تحقيقات النيابة العامة فإن المتهم الثالث استأجر المتهمين الأول والثاني لتنفيذ الجريمة، وأثناء قيامهما بذلك طعن المتهم الثاني المتهم الأول على سبيل الخطأ مسبباً له إصابة بليغة كادت تودي بحياته، فوجهت إليه النيابة كذلك ارتكاب جناية الشروع في قتل زميله. وقال شاهد عيان في الواقعة وهو مهندس يحمل جنسية جولة آسيوية ويبلغ من العمر 24 عاما، ً إنه انتهى من توصيل عمه في منطقة النهدة الثانية وفي طريقه للعودة إلى منزله، في حوالي الساعة 3.15 فجرا، وعند وصوله إلى الدوار القريب من كلية الإمارات للتقنية شاهد شخصين، المتهمين الأول والثاني يجريان على يسار مركبته، أحدهما يتقدم على الآخر الذي كان ينزف بغزارة، واضطر إلى استخدام الفرامل بقوة لتفاديهما، وحين التفت إلى اليسار شاهد شخصاً ممداً على الأرض في بركة من الدماء داخل موقف إحدى البنايات القريبة من الدوار وكانت الإنارة جيدة فأوقف مركبه وتوجه إليه ثم اتصل بالشرطة وأخبر رجالها بأوصاف الشخصين اللذين شاهدهما. من جهته قال ملازم بشرطة دبي إنه تم تشكيل فريق عمل سريع بعد تلقي أوصاف المشتبه فيهما من الشاهد، والتركيز على منافذ الدخول والخروج من الدولة إلى أن رصد شخصين تنطبق عليهما المواصفات في مطار دبي، وكان المتهم الأول مصاباً بجرح في ساعده الأيمن وكان ينزف حين تم القبض عليه، إذ لم يتلق علاجاً قبل محاولة هروبه من الدولة، فتم إحالته إلى مستشفى راشد لتلقي العلاج، فيما اقتيد المتهم الثاني إلى مركز الشرطة. وبسؤال المتهم الثاني اعترف طواعية بجريمة القتل مع المتهمين الأول والثالث، مشيراً إلى انه دخل إلى الدولة برفقة المتهم الأول قبل يومين فقط من تنفيذ الجريمة، التي خطط لها المتهم الثالث أثناء وجودهم سوياً في بلادهم وعرض عليهما الأخير قتل المجني عليه مقابل 15 ألف درهم يحصلان على خمسة منها بعد تنفيذ الجريمة مباشرة، و10 آلاف بعد العودة إلى بلديهما، وذلك بدافع الثأر من القتيل الذي قتل شقيق المتهم الثالث في عام 2005 بباكستان. وأضاف المتهم الثاني في إفادته بأنهم ترصدوا حركة المجني عليه واشتروا أسلحة عبارة عن سكين ومطرقة ثم انتظروا حضوره إلى مقر سكنه، وحين نزل من السيارة غافلوه بالطعن، لافتاً إلى أنه كان يمسك السكين فيما كان يعتدي عليه المتهم الأول بمطرقة، وأثناء محاولته طعن المجني عليه أصابت الطعنة زميله بالخطأ، فيما كان ينتظرهما المتهم الثالث المخطط في سيارة، ليفروا مباشرة من المكان. وأشار المتهم إلى أن ملابسه هو وزميله كانت ملطخة بالدماء، فاشترى لهما المتهم الثالث ثياباً جديدة وتوجهوا جميعاً إلى المطار لشراء تذاكر سفر والمغادرة، وسبقهما إلى الداخل ثم سلمهما تذكرتين ومبلغ 5000 درهماً وطلب منهما أن يدخلا بعده لتخليص إجراءات السفر حتى لا يثيروا الشكوك، وأثناء جلوسهما على المقاعد المقابلة قبضت عليهما الشرطة. إلى ذلك قال شاهد من شرطة دبي إنه تم إلقاء القبض على المتهم الثالث عند محاولة دخوله إلى الدولة مجدداً بعد 13 يوماً من الواقعة، وبسؤاله أقر بأنه تلقى رسالة نصية عبر فيس بوك من امرأة تدعى "سدرة" أخبرته بأنها تعلم أين يعيش قاتل شقيقه منذ 13 عاماً، ثم أعطته رقم هاتف زوجها المتهم الرابع في القضية لأن بحوزته جميع البيانات، فتواصل مع زوجها الذي زوده بعنوان سكن القتيل ورقم لوحة سيارته وعنوان شركته، فحضر المتهم الثالث إلى الدولة قبل شهر تقريباً من الواقعة للتأكد من دقة المعلومات، ثم اتفق مع المتهمين الأول والثاني على تنفيذ الجريمة مقابل مبلغ معين، ثم استأجر مسكناً قريباً من سكن المجني عليه، وبعد تنفيذ الجريمة اتجهوا جميعاً إلى المطار وحجز لشريكيه تذاكر لكنه استطاع الفرار قبل أن تقبض عليه الشرطة وشاهد عملية ضبطهما. إلى ذلك نقل شاهد آخر من شرطة دبي إفادة المتهم الرابع في الواقعة، وذكر الأخير أنه تعرف على المجني عليه قبل نحو عام من الجريمة واستمرت علاقة الصداقة بينهما فترة من الوقت إلى أن لاحظ أن القتيل يحاول التقرب من زوجته، ما أثار غيرته ودفعه للتواصل مع المتهم الثالث في القضية عبر فيس بوك بعد أن شاهد صورة مشتركة للأخير مع المجني عليه، فأخبره المتهم الثالث أن المجني عليه قتل شقيقه ومطلوب للسلطات الباكستانية ويرغب في الحصول على معلومات عن أماكن تواجده، فأرشده إلى موقعه ووفر له مساعدات للوصول إليه، مدفوعاً بحقده على القتيل بسبب محاولاته التودد إلى زوجته. فيما كشف شاهد آخر شريك للمجني عليه أن الأخير علم قبل أيام من الواقعة أن المتهم الرابع قدم معلومات عنه لشخص يريد الثأر منه، وأنه يتوقع تعرضه لاعتداء مشيراً إلى ان المجني عليه علم ذلك من زوجة المتهم الرابع الذي تربطه علاقة بها.