أكد عدد من أصحاب المعالي الوزراء أعضاء المجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول العالم الإسلامي، وجوب تكوين رؤية استراتيجية وحضارية رائدة تنتهج الوسطية والاعتدال وتعمل على استقرار الشعوب وتحافظ على مصالحها.جاء ذلك ضمن الكلمات الملقاة خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الحادية عشرة للمجلس، التي بدأت اليوم في مكة المكرمة.ففي كلمة وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت المهندس فريد أسد عمادي، أشار إلى توقيت انعقاد المجلس الذي ينطلق في ظروف إقليمية دقيقة تتطلب إدراك أهميتها وخطورتها ومدى تأثيرها في عالمنا الإسلامي، مشدداً على ضرورة استنباط السبل الكفيلة للتعاطي معها، والتعاون لمواجهتها من منطلق التعاون على البر والتقوى، الذي حث عليه الله جل وعلا في كتابه العزيز، لأن ذلك التعاون التنسيق سيسهم في توحيد الرؤية والمواقف في المجالات الإسلامية المختلفة المرتبطة بالمواطنة والتعايش السلمي بين أطياف المجتمع الواحد، لا سيما مع ما حبانا به الله تعالى فيما يتعلق إمكانات هائلة وقدرات ميسرة هي فقط بحاجة إلى شيء من التنسيق والتكامل وتوزيع الأدوار والتعاون البناء ليظهر أثرها على امتنا وتعيشها واقعاً ملموساً وبرامج عملية وحياة معاشة.واستعرض المهندس عمادي خلال الجلسة ثلاثة مشاريع تتضمن نماذج وتطبيقات لاتخاذ قرارات بشأنها، تمثلت في تعزيز الاعتدال الفكري والمنهجي ومواجهة الفكر المتطرف، وتأهيل أئمة المساجد وتعزيز الدور المنوط بهم، وتعزيز دور الشباب وإدارة مواهبهم.من جانبه رأى رئيس المجلس العلمي المحلي بالمغرب ادريس بن دويا في كلمته لزوم استشعار العلماء لأماناتهم المتمثلة فيما أنيط بهم من مهام، باتخاذها وسيلة لحفظ الدين واستمرارية الخير الذي يحمله الإسلام للبشرية، والعمل المستمر للدفاع عن الدين من عوادي الفساد، والاضطلاع بأمانة الشريعة، وأمانة التبليغ الذي يضمن بواسطته العلماء استمرار التدين المعتدل تبليغاً يشهدون فيه تحقيق العبودية لله، وأمانة الشهادة على الناس والقائمة على وسطية لا تغلو إلى مثالية حالمة ولا تشفو عن واقعية متقدمة.بدوره تناول أمين عام وزارة الشؤون الدينية بجمهورية إندونيسيا الدكتور نور سيام في كلمته مجموعة من القضايا التي تشغل الرأي العام الإسلامي، تبرز منها الوسطية في التدين، والتغلب على التطرف والتشدد والإرهاب، والكراهية ضد الإسلام، وتفعيل الزكاة والوقف، داعياً الحكومات والشعوب في جميع البلاد المسلمة إلى النهوض بتنمية إمكانية اقتصاد بلادهم، والارتقاء بمستوى كفاءات الموارد البشرية، وتطوير قطاعات الاقتصاد، وترقية وتطوير رسالة المساجد والمؤسسات التعليمية الدينية كمصدر لتوعية الحياة الدينية، ومحاربة أخطار الفقر والفجوة الاقتصادية والتغلب على أمراض المجتمع والظواهر السلبية كالمخدرات ونحوها، وتقوية مناعة الأسر.وفي ذات الجلسة ألقى الوزير والمستشار لرئيس الشؤون الدينية في جامبيا دمبا فادي بوجانق كلمة أكد فيها أهمية اجتماعات المجلس والموضوعات المطروحة للنقاش، مشدداً على الاهتمام بتوصيات ونتائج تعالج الكثير من القضايا المعاصرة التي تهم الرأي العام الإسلامي.
مشاركة :