المرأة الحامل والصيام، هل هو آمن أم لا؟ سؤال يتجدد في كل عام مع اقتراب شهر رمضان المبارك، وتجيب عليه الدكتورة فرح النعيمي استشارية أمراض النساء والولادة والعقم، وتقول: «بداية، كل عام والجميع بخير وصحة، والحديث عن شهر رمضان ينقسم إلى أهمية الصيام من جهة، وخطورته على الحامل من جهة أخرى».استشارة طبية فوريةوتوضح النعيمي أن هناك نوعين من الحوامل، الأول ممن ليست لديهم عوامل «خطورة» في حملهن، وليس هناك ضرر من صيامهن، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية شرب كميات كافية من الماء والسوائل بعد الإفطار، بالإضافة لتناول المكملات الغذائية الضرورية لصحة الأم والجنين.وأضافت «من المهم اللجوء للاستشارة الطبية الفورية في حال حصول أي طارئ أو عارض طبي بالنسبة للحامل».أما بالنسبة للنساء الحوامل اللواتي لديهن عامل الخطر فالوضع مختلف بالنسبة لهن، وقد بينت النعيمي أن تلك العوامل تتمثل في «الاسقاطات المتكررة، التهابات البول، الالتهابات المهبلية، سكري الحمل غير المنظم، بالإضافة للسيدات المصابات بارتفاع ضغط الدم، واللاتي لديهن أعراض ولادة مبكرة، ومن لديهن نزيف رحمي في الأشهر الأخيرة من الحمل».وأكدت النعيمي أن المشكلات التي ذكرتها تتفاقم مع الصيام، خاصة وأن ساعات الصيام ستكون طويلة هذا العام.متابعة صحة الجنينوقالت: «نوصي الحوامل بالتركيز على شرب السوائل، وأخذ قسط كافٍ من الراحة، ومن المهم التركيز على الأطعمة الغنية بالفيتامينات والبروتينات عند تناول وجبتي الفطور والسحور».وشددت النعيمي على أهمية مراقبة وضع الجنين وصحته من خلال المتابعة المكثفة والدورية.ولفتت إلى أن الصيام يعرض جسم المرأة الحامل للجفاف مما قد يسبب التهاب المجاري البولية والكلى، بالإضافة لاحتمالات الإصابة بفقر الدم، لذلك لا بد من تناول الحديد والمكملات الغذائية. الصيام والأمهات المرضعاتوفي المقابل، أكدت الدكتورة فرح أن فترة الصيام تتميز بجو روحاني مميز، مما يساعد على تعزيز الصفاء الروحي والثقة بالله والنفس، وإعداد المرأة لمواجهة مرحلة الولادة من خلال التهيئة الروحية والجسدية لتخطي صعوبة هذه المرحلة، كما يمنحها قوة الإرادة الداخلية لتستقبل مولودها ولتعتني بالطفل الرضيع بعد وضعه.وبالنسبة للأمهات المرضعات، أشارت إلى أن عليهن تجنب الصيام، لأنه قد يؤدي لتقليل كمية الحليب مما قد يعرض الطفل للتغذية غير الصحيحة، إذ أن الصيام يصبح خطرًا على المرأة المرضع والطفل الوليد حين يكون معتمدًا بالكامل عليها في غذائه.وقالت: «من المهم التذكير بأن دين الإسلام دين يسر وليس عسرا، وأن الله سبحانه وتعالى رفع الحرج عن المرأة الحامل بشرط تعويض الصيام في أوقات أخرى بعد انقضاء فترة الحمل والرضاعة».