بعدما فعلها ترامب وانسحب من الاتفاق النووي.. هل الحرب قادمة لا مفر؟

  • 5/14/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

سريعة هي الأحداث الجارية في الشرق الأوسط، ولا تكاد تقف عند خبر بعينه، لكن المجريات الحالية تشير إلى موقف أمريكي مختلف تجاه التعامل مع إيران، يرى أن المواجهة هي السبيل الأمثل لحل المعضلة الإيرانية. فالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي أعلن إلغاء الاتفاق النووي مع إيران، بالأمس، قرر أن يضع على مايبدو على حشر طهران في الزاوية بصورة شبه كاملة، عبر تضييق الخناق عليها، وجعل الخيارات أمامها محدودة للتعامل مع الموقف الأمريكي الجديد. وبعد إلغاء ترامب للاتفاق النووي، قرر فرض كامل العقوبات السابقة على إيران، ليس هذا فحسب، لكن الأهم لطهران، أن الولايات المتحدة وجهت تهديدات للشركات الأوروبية، التي تتعامل مع إيران بفرض عقوبات عليها هي الأخرى في حال مواصلتهم العمل مع طهران. تضييق ترامب الخناق الاقتصادي على إيران، ترافق أيضا مع تهديدات بحدوث “شيء ما لإيران” إذا قررت مواصلة برنامجها النووي العسكري مرة أخرى. وترافقت تهديدات وإجراءات ترامب، مع تأكيد الخارجية الأمريكية، وجود مساعي لتشكيل مجموعة دولية للضغط على إيران سياسياً واقتصادياً، فيما قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن واشنطن ستعمل مع حلفائها لإيجاد حل حقيقي وشامل ودائم للتهديد الإيراني. خيارات إيران: بدورها، تسعى إيران للبحث في خياراتها المحدودة، لإيجاد مخرج لمأزقها، عبر التعويل على موقف أوروبي يقوي من حظوظها في الإبقاء على الاتفاق النووي بأكبر قدر ممكن من المزايا الاقتصادية، مع مخاوفها من تطبيق ترامب للعقوبات بصرامة عليها، ما سيؤدي مباشرة إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد أكثر مما هي عليه الآن وربما يدفع لتحركات شعبية مناوئة للنظام على غرار ما جرى قبل عدة أشهر. وتمَهل الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في الخطاب الذي ألقاه بالأمس تعقيبا على إعلان ترامب، في إعلان موقف بلاده من الاتفاق النووي مؤكدا أنه سيطلع “الشعب” في كلمة مقبلة خلال أسابيع على الموقف النهائي من الاتفاق النووي. ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية، عن روحاني، قوله إنه أبلغ نظيره الفرنسي الفرنسي إيمانويل ماكرون، في اتصال هاتفي، أن لدى الدول الأوروبية فرصة “ضئيلة ومحدودة” للحفاظ على الاتفاق النووي، وما يثير تكهنات حول قرب إعلان إيران إلغاء الاتفاق تمام وهو ما يسمح لها بالعودة للتخصيب النووي، الأمر الذي لن تقبل به الولايات ولا باقي دول المنطقة حسب التأكيدات الرسمية، وقد يمهد لإعلان الحرب على إيران. من جهته، أكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أن السعودية ستسعى لحيازة وتصنيع القنبلة النووية نووي في حال استئناف إيران برامجها النووية العسكرية. نهاية النظام: وطالب ترامب، إيران بالقبول بالتفاوض مرة أخرى مهددا بأنه “سيحدث شيء ما” ما لم تقبل بذلك، فيما رأى المحلل السياسي الجزائري، أنور مالك، أنه في حال حدوث اتفاق دولي جديد مع نظام الملالي فيجب أن يشمل:المشروع النووي والصواريخ الباليستية والميليشيات والتنظيمات الإرهابية المدعومة إيرانياً والحقوق والحريات داخل إيران ووضع حد لمشروع تصدير الثورة الخمينية.. وأوضح أن، هذه الإجراءات ستؤدي حتما لنهاية نظام الولي الفقيه استراتيجيا وأيديولوجيا وتحمي العالم من شروره. من جهته، رأى، فالح الشلبي، عضو ائتلاف القوى السنية العراقية، أن المواقف الأمريكية الجديدة، تؤكد أن الدور الإيراني قد انتهى في المنطقة وبدأت القوى المهيمنة على الشرق الأوسط تتخلص من الأدوات التي استخدمتها لإتمام مهامتها، ونشهد الآن بداية الهيمنة السلمية على المنطقة ولهذا تنصل ترامب من الاتفاقية النووية مع إيران تمهيدا لتقسيمها. وأضاف، أن صراعا جديدا بدأ لتوه في الشرق الأوسط، موضحا أن المنطقة مقبلة على استقبال خارطة جديدة لإيران بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وقد انتهى دور إيران في العالم العربي وانفردت قوة أخرى به. تغيير استراتيجي: الخبير الإسرائيلي عاموس هاريل، في تحليل نشرته صحفة “هآرتس” العبرية، قال إن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من اتفاق إيران النووي ينذر بتغيير استراتيجي في المنطقة. أوضح الكاتب أن الرسائل التي بعث بها ترامب بدت وكأنها جاءت بتنسيق كامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرا إلى أن ترامب ذكر كافة المشكلات التي أثارها نتنياهو بشأن الاتفاق النووي على مدار سنوات، واعتبر الوثائق النووية الإيرانية التي كشفها الموساد دليلا قاطعا على نية إيران في خداع المجتمع الدولي. ورأى الكاتب أن نتنياهو ترامب لديهما خط مشترك في 3 قضايا هي : التخلي عن الاتفاق النووي، تشجيع عملية تغيير النظام في إيران ووقف التمدد العسكري الإيراني في سوريا، مشيرا إلى أن إعلان ترامب يتناسب مع التوتر المفاجئ والمباشر بين إسرائيل وإيران في سوريا، حيث من المتوقع أن تزداد حدة ذلك التوتر خلال الأسابيع المقبلة بانتظار القرار الذي ستتخذه سلطات إيران وقد يمهد لشن حرب كبيرة عليها.

مشاركة :