انتخابات العراق... العبادي والصدر في المقدمة

  • 5/14/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد - وكالات - أظهرت النتائج الأولية للانتخابات العراقية تقدم قائمة رئيس الوزراء حيدر العبادي وقائمة زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، في حين شكل العزوف غير المسبوق عن المشاركة، مفاجأة الاقتراع الذي جرى أول من أمس، مادفع ائتلاف «الوطنية» بقيادة نائب الرئيس إياد علاوي إلى المطالبة بإلغاء النتائج.وقال مصدر في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ومسؤول أمني لوكالة «رويترز»، أمس، استناداً إلى نتائج أولية غير رسمية، إن ائتلاف «النصر» بقيادة العبادي متقدم على ما يبدو في الانتخابات يليه تحالف «سائرون»، وهو ائتلاف غير مسبوق بين تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر والحزب الشيوعي، يتظاهر أنصاره ضد الفساد كل يوم جمعة منذ سنة 2015.وتشير نتائج أولية غير رسمية في المحافظات الجنوبية إلى أن تحالف الصدر - «الشيوعي» يحقق أداء قوياً على مايبدو.لكن تقديرات أخرى، أوردها مسؤول في وزارة الداخلية العراقية لوكالة «فرانس برس»، أظهرت أن تحالف «سائرون» سيحل في المرتبة الثالثة. وأكد بدوره أن ائتلاف «النصر» يتصدر النتائج، لكن يليه «تحالف الفتح» المقرب من إيران بقيادة هادي العامري الذي يضم قيادات من فصائل «الحشد الشعبي» التي لعبت دوراً حاسماً في إسناد القوات العراقية لدحر تنظيم «داعش». وتوازياً، قال الناطق باسم ائتلاف «النصر» حسين العادلي إن «الائتلاف حقق تقدماً على المستوى الوطني في النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية».وحتى إذا فاز ائتلاف «النصر» بمعظم المقاعد، فسيتعين عليه التفاوض لتشكيل حكومة ائتلافية يجب التوصل إليها في غضون 90 يوماً من الانتخابات.العزوفووسط ترقب للنتائج المتوقع إعلانها اليوم الاثنين، تمثلت المفاجأة بـ«الصفعة» التي وجهها الناخبون إلى الطبقة السياسية المهيمنة على السلطة منذ 15 سنة، من خلال عزوف غير مسبوق عن المشاركة بالانتخابات.وليل أول من أمس، أعلنت المفوضية العليا للانتخابات أن نسبة المشاركة في الاقتراع بلغت 44,52 في المئة. وأوضحت المفوضية أن 10 ملايين و840 ألفاً و989 من أصل نحو 24,5 مليون ناخب شاركوا في الاقتراع العام والخاص والمغتربين، لتكون أعلى نسبة عزوف عن التصويت منذ أول انتخابات متعددة الأحزاب في العراق سنة 2005.وتعد هذه النسبة الأدنى منذ سقوط نظام صدام حسن سنة 2003 بعيد الغزو الأميركي للبلاد، إذ سجلت انتخابات سنة 2005 مشاركة بنسبة 79 في المئة، و62,4 في المئة سنة 2010، و60 في المئة سنة 2014.وأوضح المحلل السياسي أمير الساعدي أن «العزوف بنسبة كبيرة عن المشاركة بالانتخابات مرده إلى أن الغالبية لم تقتنع ولم ترض بأداء الطبقة السياسية خلال السنوات الـ15 الماضية. المقاطعة مقصودة، هناك انعدام للثقة» في النواب المنتهية ولايتهم.وأشار الساعدي إلى أنه «غالباً ما كانت برامج الأحزاب السياسية خلال دورات ماضية وردية للمواطن، لكن عندما يأتي وقت التطبيق، نرى عملية تخلي وانسحاب من الوعود التي أطلقوها». ونتيجة لذلك، طالب ائتلاف «الوطنية» بقيادة نائب الرئيس إياد علاوي بإلغاء الانتخابات والإبقاء على الحكومة الحالية لتصريف الاعمال حتى إجراء انتخابات جديدة.وعزا «الائتلاف»، في بيان، طلبه إلى «عزوف الشعب العراقي عن المشاركة في الانتخابات وانتشار اعمال العنف والتزوير والتضليل وشراء الاصوات واستغلال ظروف النازحين والمهجرين».واعتبر ان اجراءات مفوضية الانتخابات كانت «ضبابية في التصويت الالكتروني بعد أن اعتاد المواطن على اجراءات مختلفة في كل الانتخابات السابقة». جاء طلب ائتلاف «العراقية» وسط تقارير عن تقدمه في محافظات ذات غالبية سنية، هي الأنبار (غرب) وصلاح الدين ونينوى (شمال) وديالى (شرق).الأكرادوفي ما يتعلق بالأكراد، أظهرت النتائج الأولية تقدم «حزب الاتحاد الوطني الكردستاني» بفارق كبير في معقله بمحافظة السليمانية، شمال العراق.وذكرت مصادر في مفوضية الانتخابات أن الحزب فاز بثمانية مقاعد على ما يبدو، أي أنه يتفوق كثيراً على منافسين أصغر كانوا يطمحون لتحقيق مكاسب كبيرة في الانتخابات.وكان أنصار للحزب اشتبكوا ليل أول من امس مع مؤيدين لحركة التغيير (غوران) في السليمانية، وسط اتهامات بالتلاعب في الأصوات، كما وقعت احتجاجات وأعمال عنف في كركوك (التي يقطنها خليط من الأكراد والتركمان والعرب، وخصص لها 12 مقعدا برلمانيا إلى جانب مقعد للمسيحيين) ومناطق شمالية أخرى بعد إغلاق صناديق الاقتراع.ونتيجة لذلك، أمر العبادي، أمس، القوات العراقية بفرض الأمن في محافظة كركوك وإقليم كردستان.وأقاد بيان صادر عن مكتبه أن العبادي «وجه أوامره إلى القوات الأمنية في كركوك ومحافظات الإقليم بضبط الأمن والتزام الحيادية في تعاملها مع ملف الانتخابات».كما دعا مفوضية الانتخابات إلى «اتخاذ الاجراءات السريعة بفحص الصناديق والأجهزة المطعون بها وإعلان النتائج على الرأي العام من أجل ضمان سلامة الانتخابات». واشنطن تدعو إلى تشكيل «حكومة جامعة» واشنطن - ا ف ب - هنأ وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو «العراقيين على اجراء الانتخابات التشريعية»، اول من أمس، ودعا إلى قيام حكومة «جامعة».وقال بومبيو في بيان «ستلقى على عاتق الأعضاء المنتخبين في البرلمان مهمة تشكيل حكومة جامعة تلبي حاجات كل العراقيين. نأمل بأن تتم هذه العملية سريعاً، وضمن المهل الدستورية لكي يتمكن العراق من مواصلة التقدم نحو مستقبل أفضل يكون أكثر أماناً وازدهاراً».واضاف ،إن «الولايات المتحدة مستعدة للتعاون مع القادة العراقيين عبر المضي في بناء علاقة تعاون وصداقة طويلة الامد بين امتينا، وعبر اقامة شراكة استراتيجية تستند» الى الاتفاق الموقع بين بغداد وواشنطن سنة 2008 بشأن العلاقات السياسية والاقتصادية والامنية بين البلدين «ما سيساهم باستقرار المنطقة».

مشاركة :