1000 مستوطن يقتحمون «الأقـــصـى» عشية نقل السفارة الأميركية إلى القـــــدس

  • 5/14/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اقتحم 1000 مستوطن، أمس، المسجد الأقصى المبارك، بحراسات معززة من قوات الاحتلال، عشية نقل السفارة الأميركية إلى القدس في ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني، وبمشاركة وفد رسمي أميركي، فيما توعد الفلسطينيون بملاحقة منتهكي القرارات الدولية الخاصة بالقدس قانونياً، ودعوا إلى اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية بشأن نقل السفارة إلى القدس. وقال مسؤولون فلسطينيون إن 1042 مستوطناً نفذوا اقتحامات واسعة ومكثفة للمسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، بحراسات معززة من قوات الاحتلال، وبإجراءات مشددة على دخول المصلين إلى المسجد. وكانت ما تسمى «منظمات الهيكل» المزعوم دعت المستوطنين إلى استباحة المسجد الأقصى المبارك، من خلال المشاركة الواسعة، وبأعداد قياسية، في اقتحامات جماعية ومكثفة للمسجد الأقصى، بالتزامن مع ذكرى احتلال مدينة القدس، الذي صادف أمس، والذي يطلق عليه الاحتلال تسمية «يوم القدس»، وهو يوم احتلال ما تبقى من مدينة القدس في عام 1967، وتوحيد شطري المدينة كعاصمة لكيان الاحتلال. ونددت حكومة الوفاق الفلسطينية باقتحام مجموعات من المستوطنين للمسجد الأقصى، ورفع العلم الإسرائيلي في باحاته، قبيل يوم من الاحتفال بنقل السفارة الأميركية لدى إسرائيل إلى المدينة. ووصف المتحدث باسم الحكومة، يوسف المحمود، هذا اليوم بـ«اليوم الأسود» على الفلسطينيين والأمة العربية، في ظل استمرار تنفيذ اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى «بما يمس عقيدة الشعب الفلسطيني وجميع العرب والمسلمين». وعبّر المحمود، في بيان، عن «مشاعر الألم والحسرة إزاء هذه الجريمة التي نفذها المستوطنون بقوة السلاح، تحت حماية الجيش الإسرائيلي». وقال إن «المفارقة المريرة، وما يدمي القلب، ويؤلم الروح، أن أثر هذه الجريمة يكمن في أن مسجد قبة الصخرة المشرفة أقيم في الذكرى الـ50 لاسترداد القدس، وها هي مجموعات المستوطنين ترفع علم الاحتلال بقوة السلاح أمامه في الذكرى الـ50 للاحتلال». ودعا «حكومات الأقطار العربية والدول الإسلامية إلى التحرك دون تأخير، من أجل وقف اقتراف الجرائم الإسرائيلية بحق مدينة القدس العربية المحتلة والمقدسات الإسلامية والمسيحية». كما جدد مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات الدولية ذات العلاقة بـ«تنفيذ القوانين الدولية، ووضع حد لتعديات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته». وشهدت مدينة القدس تصعيداً بفعل إجراءات أمنية إسرائيلية، عشية نقل السفارة الأميركية إلى المدينة اليوم. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن السلطات الإسرائيلية «حوّلت مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية، لهذا الإجراء غير القانوني الذي اتخذته واشنطن بشأن نقل سفارتها». وذكرت أن الشرطة الإسرائيلية «اعتدت على حراس وسدنة المسجد الأقصى، لتصديهم لعصابات المستوطنين في منطقة باب الرحمة داخل الأقصى خلال صلواتهم التلمودية العلنية، وهتافاتهم، وتصفيقهم الاستفزازي في المسجد». من جهتها، دانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، بأشد العبارات، «التغول» و«العربدة» الإسرائيلية، بمساندة وغطاء أميركي رسمي، والتي بلغت في الأيام الأخيرة مستويات غير مسبوقة. وأكدت في بيان، أمس، أن «اليمين الحاكم في إسرائيل، برئاسة بنيامين نتنياهو، يستغل كل مناسبة للتمادي في عمليات التهويد المتواصلة للقدس المحتلة، بما فيها استهداف المقابر والحجر والشجر والبشر، وجميع التعبيرات التاريخية والثقافية والحضارية والقانونية لهويتها العربية المسيحية والإسلامية». وقالت إنها «تواصل العمل من أجل تكريس الشخصية القانونية الدولية لدولة فلسطين، بما في ذلك حقها الطبيعي في الانضمام إلى جميع المنظمات والوكالات الأممية المختصة، وصولاً إلى العضوية الكاملة لدولة فلسطين المحتلة في الأمم المتحدة». وأشارت إلى أنها «ستتخذ سلسلة من الخطوات والإجراءات السياسية والقانونية والدبلوماسية لملاحقة الولايات المتحدة الأميركية والدول التي تتساوق معها في نقل سفارة بلادها إلى القدس، لارتكابها خرقاً جسيماً وفاضحاً للقانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها». وشددت على أن «شعبنا بصموده قادر على إفشال كل ما يُحاك من مؤامرات لتصفية قضيته وتجاوز حقوقه الوطنية العادلة والمشروعة»، مؤكدة أن «القدس الشرقية المحتلة ستبقى عاصمة دولة فلسطين الأبدية، وستبقى بصمود مواطنيها عصية على الكسر والخضوع، وأن جميع إجراءات الاحتلال باطلة وغير قانونية». في السياق، كشف سفير فلسطين لدى القاهرة، ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، السفير دياب اللوح، عن اتصالات يجريها مع الدول الأعضاء في الجامعة، لعقد اجتماع عاجل لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورة غير عادية، يوم الأربعاء المقبل. وقال إن الاجتماع يهدف إلى «مواجهة القرار غير القانوني وغير الشرعي الذي اتخذته الولايات المتحدة بنقل سفارتها إلى مدينة القدس الشريف، بعد إعلانها السابق الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي». وأضاف في تصريحات بمقر الجامعة العربية، أنه «لابد أن ينتج عن الاجتماع ردود وقرارات وإجراءات عملية ترتقي إلى مستوى هذا الحدث الكارثي غير المسبوق في المنظومة الدولية، وذلك لتوصيل رسالة عربية موحدة من جامعة الدول العربية، تؤكد سعيها الجاد لإبطال قرار الولايات المتحدة الأميركية، وأي قرارات مماثلة لدول أخرى تحذو حذوها بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل سفارتها إليها». إلى ذلك، يحيي الفلسطينيون اليوم الذكرى الـ70 للنكبة، مؤكدين رفضهم واستنكارهم لنقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس، التي ستتم كخطوة استفزازية يوم النكبة، وسط دعوات واسعة في جميع المحافظات للخروج في مسيرات غاضبة نحو نقاط التماس، كما يعم الإضراب الشامل وتعطيل جميع مناحي الحياة في قطاع غزة.

مشاركة :