وزراء الأوقاف يدعون بمكة المكرمة إلى تجديد خطاب الدعوة في العالم الإسلامي

  • 5/14/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دعا وزراء الشؤون الإسلامية والأوقاف في دول العالم الإسلامي أمس، إلى تجديد خطاب الدعوة والاهتمام بأداء المساجد ونشر هداية الإسلام لحماية الأمة وشبابها من الأفكار الخاطئة. وبدأت في مكة المكرمة أمس، أعمال الدورة الـ11 للمجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول العالم الإسلامي، في حضور الوزراء أعضاء المجلس المسؤولين عن الشؤون الإسلامية في كل من: مصر، والأردن، والمغرب، والكويت، وإندونيسيا، وباكستان، وغامبيا. ورحب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد رئيس المجلس التنفيذي للمؤتمر الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، في بداية الاجتماع، بأعضاء المجلس، في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية قبلة المسلمين وراعية الحرمين الشريفين، في ظل كرم خادم الحرمين الشريفين وولي العهد. وقال آل الشيخ: «إننا مسؤولون مسؤولية مباشرة عن أداء الأمانة في رسالة المسجد، وعن أداء فهم الدعوة الإسلامية ونشر هداية الإسلام والتعريف بالإسلام والتعريف بمحمد - صلى الله عليه وسلم - رسول البشرية والرحمة للعالمين، والتعريف بمحاسن الإسلام ومبادئه العظام، ثم التعريف والتواصل مع المسلمين في كل مكان لحمايتهم في دينهم وأفكارهم، ولحمايتهم في ثباتهم على الإسلام في البلاد التي يكونون فيها أقليات، من هنا كانت رسالات وزارات الشؤون الإسلامية في دول العالم الإسلامي متوجهة أولاً إلى المسجد، فهو أول ما بناه النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أول ما يجب الاهتمام به من خلال العمارة الحسية، والعمارة المعنوية، فالمعنوية بأن يكون على وفق هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي جاءنا بدين بين واضح لا لبس فيه ولا غموض». وذكر أن «رسالة المسجد المناطة بوزاراتنا تتوجه أولاً إلى منسوبي المساجد؛ خطيب المسجد، وإمامه، ومؤذنه، والقائمين على المساجد»، مشيراً إلى أن «كلما كانت عنايتنا بالخطيب والإمام أكثر وأعمق كانت رسالة المسجد أتم وأكمل؛ لذلك كان من الواجب في ما اتخذناه، عبر مؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية، واتخذته وزاراتكم الموقرة، من قرارات، أن نكون متابعين لما صدر من قرارات، إن كانت مستهدفة تأهيل الخطيب، وتأهيل الإمام، وإعادة المسجد إلى دوره، عبر إشراف وولاية وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف في العالم الإسلامي». وأوضح أن الدعوة إلى الله تعالى هي مهمة هذه الوزارات وكل المؤسسات الرسمية والمؤسسات الدينية غير الرسمية في العالم الإسلامي وغير العالم الإسلامي، وتجديد وسائل خطاب الدعوة، وتجديد فهم أولويات الخطاب الدعوي، ما يناسب كل فترة وما يناسب كل زمن، لأن من الحكمة أن تتعرف على ضروريات المكان وضروريات الزمان، وحاجات الناس، وطرق خطاب الناس، وكلما كانت هذه المؤسسات أدق في فهم الحالات وتوصيفها خرجت بالرؤى وبالخطط ورسمت الأهداف ورسمت الخريطة للدعوة الإسلامية. وأضاف: «إن الدعوة الإسلامية تمر بتحديات كبيرة وعظيمة وعميقة، منها تحدي نشر الدعوة ممن يجهل الشريعة الإسلامية وأحكام العقيدة الإسلامية وأقوال أهل العلم في التفسير والحديث، يجهل سعة الإسلام ورحمة نبي الإسلام، وربما نظر إلى أن الإسلام شيء واحد لا يتجزأ والنبي - صلى الله عليه وسلم - عامل المشركين عبدة الأوثان وعامل اليهود في المدينة وعامل النصارى من الوفود التي قدمت إليه وراسلهم، وعامل المسلمين على اختلاف قربهم وطاعتهم ومخالفاتهم، وكان لنا في سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - الهدى الواضح البين في التعامل مع جميع أنواع الناس؛ الموافق والمخالف». وتابع: «لذلك فالدعوة إلى الله في حاجة إلى تجديد في الوسائل والأولويات، وتجديد في فهم أنواع الفقه». وأشار إلى أن أخذ المسلمين بخطأ بعضهم وبجريمة بعضهم خلاف العدل وخلاف الحق وخلاف الإنصاف، وإن وجود بعض المسلمين ممن سلك مسالك الإرهاب ومسالك التكفير والتفجير الذي أجمع الناس من المسلمين وغيرهم على بطلان طريقتهم، وأنها خلت من فهم الإسلام وخلت من رعاية الإنسانية، وأن هؤلاء الذين سلكوا هذا الطريق بالإجماع منحرفون عن الإسلام لا يمثلون الإسلام، فكل من سلكوا مسلك الإرهاب أو امتطوا ظهر التكفير أو ظهر الاجرام، بريئون منا ونحن بريئون منهم ولا يمثلوننا في شيء، لأن الإسلام يمثله أهل العلم، لذلك أمامنا مهمة صعبه في إزالة الأفكار التي وجدت عند الغرب والشرق». من جهته، قال وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة: «إن ما تمر بها منطقتنا مرحلة صعبة وعصيبة، فأمتنا مستهدفة، والتحديات جسام، والحرب عليها تأخذ أشكالا متعددة معلنة وخفية»، موضحاً أن ما تقوم به الجماعات المتطرفة، التي تحاول اختطاف الخطاب الديني «لا تمثلنا، ونحن منها براء منهم، وعلينا أن ننقل الصورة الصحيحة والدلائل الواضحة إلى كل العالم». وشدد وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني الدكتور عبدالناصر موسى أبوالبصل، في كلمته بالمؤتمر أمس، أن «التحديات التي تواجه الأمة كبيرة وكثيرة ومتنوعة، ولا يمكن أن نواجهها إلا بالعلم والتخطيط الاستراتيجي وإعداد العدة لمواجهتها، سواء أكان ذلك في مجال الفكر والمناهج والتعليم والإعلام أم في غيرها». وشدد وزير الأوقاف الأردني على أن الأخطار المحدقة بالأقصى المبارك كثيرة ومتتابعة، مؤكداً أن المسجد الأقصى، الذي يعد حقاً للمسلمين وحدهم، لا يقبل المشاركة ولا التقسيم ولا التفاوض، وهو اليوم يتعرض لاعتداءات متكررة، ومئات المتطرفين اليهود يقتحمون باحات المسجد الأقصى المبارك وأروقته، مستفزين مشاعر ملايين المسلمين في العالم لمآرب وغايات يغفل عنها كثير من أبناء الأمة. وزير الشؤون الدينية الباكستاني: الدول الإسلامية تتعرض لمؤامرة من جهته، قال وزير الشؤون الدينية الباكستاني الدكتور سردار محمد يوسف، في كلمته، إن الدول الإسلامية تتعرض منذ عقود لأخطر المؤامرات في تاريخها، كان من أبرزها تلك الموجة الخطرة من الإرهاب والتطرف، التي استهدفت أمن الدول الإسلامية واستقرارها، ولهذا كانت محاربة الإرهاب والتطرف وتعزيز ثقافة الحوار والاعتدال والتوسط في صدارة أولويات الدول الإسلامية. وأضاف: «إن باكستان تعد إحدى الدول التي واجهت الإرهاب سياسياً، وعسكرياً، وفكرياً، وتخطت مختلف التحديات الأمنية بصرامة حازمة، وعمدت إلى تجفيف منابع الإرهاب بعموم أشكاله وتنوع منابعه، وتقويض فلوله وأطرافه، كما كانت رسالة باكستان، التي صدرت أخيراً، ميثاقا وطنيا لمحاربة الإرهاب والتطرف أينما وجد، ومهما كانت دوافعه وأسبابه، من دون تفرقه بين جنس أو لون أو مذهب».

مشاركة :