سجّل الارهاب حالة فريدة أمس، اذ نفذت عائلة تضمّ 6 أفراد تفجيرات انتحارية استهدفت 3 كنائس في إندونيسيا خلال قداس الأحد، أوقعت 7 قتلى وعشرات الجرحى واعلن تنظيم «داعش» مسوؤليته عنها. أتى ذلك بعد يوم على تبنّي «داعش» إقدام حمزة عظيموف (21 سنة)، وهو فرنسي شيشاني الأصل، على قتل رجل وجرح 4 طعناً في حيّ الأوبرا السياحي في باريس ليل السبت، قبل أن تقتله الشرطة التي استجوبت والديه وصديقاً له، علماً انه مُدرج على لائحة المعروفين بميولهم الإرهابية. وجدّدت العملية سجالاً بين الحكومة والمعارضة حول كيفية التعامل مع حالات مشابهة. الى ذلك، ضربت التفجيرات الانتحارية ثلاث كنائس في سورابايا شرق جزيرة جاوة، وهي ثاني أبرز مدينة في اندونيسيا. وحصيلة القتلى هي الأضخم منذ اعتداءات استهدفت فندقين فخمين في جاكرتا عام 2009، موقعة 9 قتلى. كما قُتل 19 فرداً عام 2000، بعد تسليم قنابل مغلفة كهدايا عيد الميلاد، الى كنائس ورجال دين عشية العيد. وشنّت اندونيسيا «حرباً على الإرهاب»، بعد هجمات بالي التي أوقعت 202 قتيل عام 2002. وأعلن قائد الشرطة الاندونيسية تيتو كارنافيان ان العائلة التي نفذت الهجمات أمس، تضمّ أباً وأماً وابنين عمرهما 18 و16 سنة وطفلتين عمرهما 12 و9 سنوات، مشيراً الى ارتباطها بشبكة «جماعة انصار الدولة» المؤيّدة لـ «داعش». وأضاف ان الوالد ديتا بريانتو، وهو زعيم خلية تابعة للجماعة، قاد سيارة مفخخة إلى كنيسة «العنصرة»، فيما ركب نجلاه دراجتين ناريتين إلى كنيسة «سانتا ماريا»، حيث فجّرا قنابل. أما الأم بوجي كوسواتي فكانت وطفلتاها يرتدين نقاباً وأحزمة ناسفة، لدى دخولهنّ كنيسة «كريستن ديبونيغورو» حيث فجّرن أنفسهن. وذكر كارنافيان أن «كل الهجمات كانت انتحارية، لكنها استخدمت أنواعاً مختلفة من القنابل»، مشيراً الى ان العائلة عادت الى اندونيسيا من سورية التي ذهب اليها مئات من الاندونيسيين خلال السنوات الأخيرة، للقتال مع «داعش»، وعاد منهم 500 الى بلادهم. ولم يستبعد كارنافيان أن تكون الاعتداءات انتقامية، بعد توقيف قياديين من «جماعة أنصار الدولة» ومقتل 4 يُشتبه في صلتهم بالجماعة، في تبادل للنار خلال عمليات دهم مرتبطة بشغب أوقع قتلى داخل سجن في ضواحي جاكرتا قبل ايام. وأضاف أن «الحادثة أغضبتهم وتلقوا أوامر من داعش في سورية، لذلك انتظروا اللحظة المناسبة للثأر». وأعلن ناطق باسم الشرطة في جاوة الشرقية أن الهجمات أوقعت 13 قتيلاً، بينهم المنفذون الـ6، و41 جريحاً، بينهم شرطيان. وأشار الى «تشديد الإجراءات الأمنية في كل الأماكن التي تشهد تجمّعات»، علماً ان «جماعة أنصار الدولة» التي يقودها أمان عبدالرحمن، وهو مسجون، اتُهمت بتدبير هجمات أوقعت قتلى، وكان أحدها أول اعتداء يعلن «داعش» مسؤوليته عنه في جنوب شرقي آسيا. وندد الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو خلال زيارته موقع الهجمات بـ «عمل بربري يتجاوز حدود الإنسانية»، وحضّ على «الاتحاد في مواجهة الارهاب»، مؤكداً ان «الدولة لن تتهاون مع هذا العمل الجبان». ودعا «اتحاد كنائس إندونيسيا» الحكومة إلى تعزيز أمن الكنائس، فيما أعرب البابا فرنسيس عن تعاطفه مع ضحايا «هجوم عنيف على أماكن العبادة». وسأل الله «أن تكون في قلب الجميع مساحة للتصالح والأخوّة، بدل الكراهية والعنف». ودانت مصر التي شهدت هجمات استهدفت كنائس، تبنّاها «داعش»، «اعتداءات إرهابية» في اندونيسيا.
مشاركة :