هل تختفي «الألفاظ الخارجة» من مسلسلات رمضان؟

  • 5/14/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

انتشرت خلال السنوات القليلة الماضية ظاهرة وجود «الألفاظ الخارجة» أو «الخادشة للحياء» في كثيرٍ من المسلسلات التلفزيونية، ولجأ عدد من مؤلفي هذه الأعمال إلى تضمين الأحداث شخصيات تتفوّه في معظم حواراتها بعبارات سب وقذف تمثل خروجاً عن المألوف في الدراما المصرية. وتزايد هذا الأمر مع ارتفاع نسبة الأعمال التي تتناول مواضيع العنف والبلطجة والمخدرات والخيانة وغيرها. وفي العام الماضي، لجأت الرقابة على المصنفات الفنية إلى حيلة وضع «التصنيف العمري» على بعض المسلسلات، لكنّ هذا الأمر لم يؤت ثماره المرجوة، لأن موسم رمضان يجمع شمل الأسر العربية كباراً وصغاراً. وأخيراً صدر قرار من لجنة الدراما المنبثقة من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بضرورة احترام عدد من المعايير التي أعدتها لجنة الدراما في المجلس، منها ضرورة الانتهاء من تصوير 50 في المئة على الأقل من العمل الدرامي قبل عرضه، كي يتمكّن القائمون على الأمر من مراجعته، والتزام الشاشات المعايير المهنية والأخلاقية، وعدم اللجوء إلى الألفاظ البذيئة، والتوقف عن تمجيد الجريمة وصناعة أبطال وهميين يجسدون أسوأ ما في الظواهر الاجتماعية، وإفساح المجال لتمجيد الدور البطولي لرجال القوات المسلحة والشرطة، وأنه سيتم فرض غرامة 250 ألف جنيه على كل لفظ خارج في مسلسلات رمضان، وإذا كررت أي قناة تجاوزات لفظية ثلاث مرات يتم إلغاء ترخصيها. وأثار هذا القرار حالة كبيرة من الجدل بين النقاد والعاملين في الوسط الفني، جاء معظمها في إطار السخرية التي انصبت على الغرامة من دون بقية البنود، واعتبر فريق من المتهكمين أن الغرامة مجرد «حيلة» لجمع أموال من أصحاب المسلسلات، وأنه كان على اللجنة أن تضع قائمة بالألفاظ الخادشة للحياء، وطالبوا بفرض غرامة أيضاً على من يسمع من الجمهور الخدش أو يراه، وأن هذا الأمر يمكن أن يحقق عائداً كبيراً لخزانة الدولة، وأنه سيخلق حالة من النقاش المجتمعي حول ما إذا كان «اللفظ الفلاني» خادشاً للحياء أم لا؟، وتعجب فريق ثانٍ من فرض الغرامة على الدراما وحدها، وترك عشرات البرامج تمتلئ بألفاظ خادشة على مدار العام، وأنه يفترض أن هناك رقابة مهمتها مراجعة المصنف قبل عرضه، وطالما أنها أجازته للعرض، فلا ذنب لصناع العمل بعد ذلك. وسخرت المؤلفة والناقدة ماجدة خيرالله من قرار الغرامة على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، وكتبت: «لجنة الدراما قررت غرامة مقدارها 250 ألف جنيه على كل لفظ خادش للحياء في مسلسلات رمضان، ولكنها لم تحدد حجم الخدش، وهل سيتساوى الخدش الكبير مع الصغير؟، أو سيكون هناك تخفيضات لمن يحقق ثلاث خدشات في المسلسل، فيسمح له برابعة فوق البيعة؟». واتهمت القائمين على القرار بأن الخرف أصابهم بعدما كبروا في السن، وأنهم ليسوا معنيين باللفظ أو غيره، وأن ذلك مجرد وسيلة مبتكرة لجمع الأموال، وأشارت إلى أنه كان على اللجنة أن تصدر ملحقاً لقرارها بغية تحديد الألفاظ الخادشة للحياء، خصوصاً أن جزءاً كبيراً من الأعمال انتهى تصويرها وتمت إجازتها من الرقابة. وأكدت أن اللجنة تصنع ما تصنعه لتعطي شرعية لوجودها ليس إلا. أما الناقد محمد عاطف فقال إن هذا القرار يذكره بموقف مدرس في مدرسته كان يتقاضى من أي تلميذ يتفوه بلفظ خارج أو يخطئ في الفصل 25 قرشاً، ثم يعطيها إلى فرّاش المدرسة ليهتم بنظافة الفصل، وأنه مع الوقت بدأ التلاميذ في الالتزام وأخذ الحيطة والحذر، وفي يوم وجدوا الفراش يطرق باب الفصل، ويسأل المدرس عما إذا كان التلاميذ ينوون التراجع عن التزامهم، خصوصاً أن العيد اقترب ويحتاج إلى المال. واعتبر المنتج محمد الجابري أنّ القرار يمثِّل نهاية للدراما التلفزيونية لتلحق بالسينما والغناء، وأنه أصبح كل شيء ممنوعاً في الدراما». وقال الممثل أحمد وفيق إنه سيصدر أصواتاً اعتراضية في المسلسلات التي سيشارك فيها، وأنه سينجو بذلك من الوقوع تحت طائلة غرامة «الألفاظ الخادشة للحياء». وفي مقابل هؤلاء أكد مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، أن قرارات لجنة الدراما في المجلس، تأتي في إطار مواجهة التجاوزات التي تقوم بها بعض القنوات الفضائية، وفي إطار الحد من الألفاظ الخارجة، أو أي شكل من أشكال التجاوز عبر الشاشات التي تدخل كل بيت ويشاهدها أفراد الأسرة جميعاً، وأكد أن هدف اللجنة، هو العودة إلى القيم وليس تقييد الحريات، وأنها أصرت على وضع معايير، لأن هناك محتوى لا يصح أن يظهر على الشاشات التلفزيونية.

مشاركة :