«السكينة»: موقوفو الإرهاب 11 ألفاً بينما لا يتجاوز المنضمون لـ«داعش» ألفي شخص

  • 11/30/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كشف تقرير حديث صادر عن حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بعنوان: «هل نجحنا فعلاً في برامجنا الفكرية» (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، عن فشل تنظيم «داعش» في تجنيد السعوديين بشكل مباشر، وتبين لغة الأرقام أن المنضمين له لا يتجاوز عددهم 2000 شخص، فيما تصل أعداد موقوفي القاعدة والجماعات الإرهابية المتشددة إلى 11 ألف موقوف، مشدداً على فشل التنظيم في التجنيد بشكل مباشر. وأفصح التقرير عن تناثر خريطة أعضاء تنظيم «داعش» المنفذين لجريمة الدالوة في الأحساء أخيراً، مؤكداً أن الإدارة المركزية للتنظيم في الخارج لا تثق بالقيادات التابعة لها في السعودية كونها (أي القيادات) غير قادرة على تنفيذ مخططات كبرى وعمليات نوعية باعتبار أن معظم الموجودين (تلفيق) و(تجميع)، بحسب ما ورد في التقرير، من بقايا القاعدة وجماعات معارضة لا يحملون وعياً عالياً أو انتماء قوياً. وأفاد التقرير بأن أبرز المعطيات التي تم الخروج بها عن التنظيم لعب التواصل عبر «الإنترنت» مع الإدارة المركزية لـ «داعش» دوراً مهماً في التوجيه وتحديد الهدف أو الأهداف والتوقيت، مبيناً أن قيادات داعش المركزية لديهم موقف من بعض الجنسيات من ضمنها السعودية «فعدم الثقة يستصحب لتكليفات صعبة، فلذلك لاحظت حملة السكينة كثرة عملية اختبار السعوديين وبعض الجنسيات وامتحانهم بتنفيذ عمليات انتحارية فإن لم يوافقوا تتم تصفيتهم باعتبارهم منافقين واستخبارات»، واصفة الوضع في أرضية داعش بـ «العنصري» ويختلف عنه في أرضية ومناطق القاعدة، فالقاعدة حاولت كثيراً دمج الجنسيات وخلطها. وركز على معطيات أخرى تمثلت في 26 سعودياً ممن لم يسبق لهم المشاركة ضمن عمليات إرهابية، من بين مجموعة الـ73 المطلوبة، التي نفذت جريمة الدالوة في الأحساء أخيراً، موضحاً أن أًصحاب السوابق من السهل فهم الأسباب الفكرية والدوافع، لكن انضمام من لم يسبق لهم التورط فعلياً في التجهيز لعمليات قتل وتفجير واعتداء مؤشر يستلزم عمل دراسة تفصيلية لهذه العينة، ورسم خريطتها الفكرية والنفسية والسلوكية. واعتبر أن قلة عدد الـ26 المشاركين ضمن التنظيم دلالة على صعوبة التجنيد المباشر داخل السعودية إذ يظهر أن التجنيد المباشر ما زال قائماً لكن على ضعف وليس بالمستوى الذي تتوقعه وتتمناه الجماعات المتطرفة. ووصف التقرير قلة أعداد المنضمين للتنظيم بالدلالة على فشل «داعش» في مقابل تأكيد الأرقام نجاح السعودية في المواجهة الأمنية والفكرية والإعلامية، كاشفاً أن أعداد موقوفي القاعدة والموجة السابقة من الإرهاب بلغت نحو 11 ألف موقوف، فيما لم يتجاوز المنضمون لداعش 2000 شخص، ما يعطي مؤشراً على تضاؤل نسب المتعاطفين والمتعاطين مع الإرهاب والجماعات المتطرفة. وشدد التقرير على ضرورة التحرك القوي والنوعي في استثمار تراجع مؤشرات الإرهاب بالداخل في ظل الوضع الحالي، ووسط الخشية من وقوع نكسة جديدة، كون الضخ والتحريض والاستهداف من الخارج قوياً ومتواصلاً ومتنوعاً. يذكر أن حملة «السكينة» تسعى من خلال وجودها في الساحة الإلكترونية إلى تنفيذ عمليات وقائية ضد المواقع والحسابات الإلكترونية التي تستهدف تحريض الشبان السعوديين على القتال تحت لواء الجماعات المتشددة في الخارج، وتعد الحملة، إضافة إلى برنامج المناصحة للأمن الفكري، أحد الأساليب المعتمدة من الحكومة السعودية في المواجهة الفكرية ضد الإرهاب. ...والمشوح يقترح إنشاء مركز متخصص لإدارة «الرأي العام» اقترح رئيس حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عبدالمنعم المشوح، خلال التقرير الصادر حديثاً، إنشاء مركز متخصص بإدارة الرأي العام عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وأوضح المشوح، أن التقرير سعى إلى استخلاص إجابة عن سؤال: «هل نجحنا فعلاً في برامجنا الفكرية؟» إذ اعتمد على تحديد أربعة محاور أساسية لتطوير برامج الأمن الفكري تتمثل بالتحصين، والمواجهة، والرصد، والتحليل، معبراً عن خشيتهم من ضعف أو تلاشي المواجهة الفكرية، إن استمرت بالمستوى نفسه، في الوقت الذي تحقق الآن نجاحات وتغيرات لمساراتها على أرض الواقع، لكنها ليست بالمستوى المطلوب الذي ينشدونه، على حد قوله. وعزا السبب إلى عدم تحقيق نجاحات أكبر إلى أن أرض المواجه تعتمد على «الإنترنت»، الذي وصفه بـ«بحر متلاطم من المهددات والقدرات والمنظومات، وعلى أحسن تقدير لا نستطيع تغطية أكثر من 5 في المئة». ووفقاً لهذه المعطيات، يرى المشوح أن المرحلة الحالية تحتاج إلى مركز متخصص في إدارة الرأي العام عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مؤكداً حاجة الوضع الراهن إلى إطلاق مبادرات نوعية وفعلية تتحرك عبر محاور عدة، تتمثل بتنقية الموجود من شوائب المواجهات العبثية التي تصنع مشكلات داخل المجتمع، ولا تسهم في الحل الصحيح، وإعلام منصف صادق لا يجعل الظلام نوراً ولا النور ظلاماً. وأضاف: «وفيما أكثر الإعلاميين على مستوى من المسؤولية والوطنية، ولكن للأسف ثمة من يكسر مجاديف المشاريع الناجحة، ويصنع فوّهات داخل المجتمع، ويثير الشكوك حول الرموز، ونحن في مرحلة أحوج ما نكون إلى جمع الكلمة والتكامل والتعاون والتواصي بالخير والنقد البناء والترفع عـــــن المهاتـرات والمشاحنات».

مشاركة :