إيران دولة عدوة ولا يجب الوثوق بها وعلينا أن نحملها دولياً مسؤولية هولوكوست عربي نفذته في كل الدول العربية، فإذا كان هتلر أحرق اليهود بغياً وعدواناً، فإن إيران قتلتهم عمداً في سبيل أهدافها.. منذ الحرب العالمية الثانية وحتى أحداث الحادي عشر من سبتمبر لم تكن الشعوب الخليجية والعربية تضطر إلى الارتباك السياسي كثيراً فهناك شعارات تم رسمها للتوجهات السياسية الإقليمية تحديداً، حتى وإن لم يكن يتم الالتزام بها من الجميع فعلياً لكنها بقيت شعارات مشتركة بصرف النظر عن تأثيرها، بمعنى آخر عملت الفترة ما بين نهاية الحرب العالمية الثانية وبين أحداث الحادي عشر من سبتمبر التزاماً فرضياً مشتركاً حول نوع وكيفية الشعارات السياسية القائمة التي يتوجب الإيمان بها. بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ولد جدل كبير في المشهد الاجتماعي حول الحقيقة السياسية ساهم في انتشار مكثف لنظريات المؤامرة التي تعتبر أسهل الوسائل التبريرية عند الارتباك في تحليل المفاهيم الحقيقية، وخلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين تسيد الموقف فكر يعتمد في تفسيره للواقع على صياغة محبوكة لنظريات المؤامرة وكانت المجتمعات ذات استعداد طبيعي لتقبل تفسيرات الانقلاب الدولي والإقليمي في الرؤية السياسية للأحداث. السؤال المهم كيف يمكن عقلنة تلك التحولات السياسية لمجتمعاتنا وفق مفاهيم سياسية متغيرة عن تلك التي عشناها خلال الفترة التي سبقت أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وهذا ما يتطلب أن تندمج المجتمعات في فهم عميق تقوده المصلحة الوطنية بالدرجة الأولى لأن عودة معتنقي نظريات المؤامرة مرجحة خلال هذه الفترة عبر تواجدهم في الفضاء الإعلامي بشكل مكثف. السياسة الدولية اليوم تشعل حواراً مجتمعياً عميقاً حول تحولات سياسية ذات تماس شديد مع قضايا عربية عاشت الأجيال على أنها شيء مقدس يوم كانت هذه القضايا نقية وبعيدة عن الاستعمال السيئ للقضايا الوطنية، بمعنى دقيق فالسياسة الإيرانية ومنذ ثمانينيات القرن الماضي تشكلت نتيجة تطور سلبي لمرض اجتماعي سياسي قادته الفكرة الأيديولوجية بوحشية وانتجت ضحاياها خلال الأربعة عقود الماضية. الموقف من إيران يجب أن يسلخ بشكل كامل من الغطاء الأيديولوجي الديني الذي يستخدمه النظام الإيراني من أجل إرباك العقلية المجتمعية المحلية والإقليمية التي يجب أن تذهب إلى عقلنة المسألة الإيرانية وعدم تبرير مجازرها السياسية التي نفذتها في المنطقة تحت أي غطاء، فخلال العقود الماضية نفذت إيران (هولوكوست) عربي في منطقتنا راح ضحيته ما يقارب من نصف مليون سوري حيث بلغ عدد القتلى في سورية أكثر من 400 ألف شخص منذ العام 2011م ومئات الألوف من العراقيين واليمنيين والفلسطينيين الذي قتلتهم ايران في هولوكوست عربي مؤلم، فبعد انتهاء الهتلرية العام 1945م والستالينية 1956م نقف اليوم أمام (خامئنية) إيرانية نفذت قتلاً جماعياً للعرب في هذه البلدان فمن نفذت إيران فيهم مذبحتها خلال الأربعة عقود الماضية يعد أكبر مذبحة في التاريخ لأن ملايين البشر قتلوا في العالم العربي وخلفهم مشروع (الهولوكست) الإيراني. في مجتمعاتنا الخليجية تحديداً علينا أن نتخلص من التأثير الأيديولوجي السياسي الذي يتبناه المرتبكون وممثلو نظريات المؤامرة الذين سوف يدفعون بمجتمعاتنا إلى محاولة تبرير السوء الإيراني اعتقاداً منهم أننا سوف نحصل على الجمال في قضايانا العربية وعلاقاتنا مع دول المنطقة، سوف تكثف إيران وبعد خروج أميركا من الاتفاق النووي من عملياتها الإعلامية التي يجب أن نواجهها ليس بالاستهلاك الإعلامي بل بالرفض العقلاني الشامل. إيران دولة عدوة ولا يجب الوثوق بها وعلينا أن نحملها دولياً مسؤولية هولوكوست عربي نفذته في كل الدول العربية، فإذا كان هتلر أحرق اليهود بغياً وعدواناً، فإن إيران قتلتهم عمداً في سبيل أهدافها، غير أنه يتوجب على العرب اليوم أن يوثقوا تلك المجازر التي صنعتها إيران وقتلت ملايين العرب خلال أربعة عقود مضت. في مجتمعاتنا علينا أن نؤمن أنه إذا بقينا منصتين لأولئك الذين يعتنقون نظريات المؤامرة كونها تحمل أسهل التبريرات عندما تغيّب الحقائق عن الواقع، وهنا لن يكون من السهل تفسير الظاهرة الإيرانية من خلال الأيديولوجيا الدينية، لذلك علينا أن نعيد عملية التقييم لهذا النظام من خلال العقلانية المطلقة لدفع الشر الإيراني، وعلينا الإيمان أن التحالفات الإقليمية مهما كانت أطرافها تشكل متطلباً تاريخياً مستعجلاً من أجل إيقاف هذه المجزرة التاريخية التي ترتكبها إيران بحق الشعوب العربية التي مارس عليها النظام الإيراني عمليات تخدير أيديولوجي لعقود مضت. في أحيان كثيرة يستوجب العمل السياسي الإيمان بأهمية النظرية المكيافلية حيث الغاية يجب أن تبرر الوسيلة من أجل درء الخطر الإيراني، بالإضافة إلى أهمية الإيمان أن عدو عدوي هو صديقي عندما أكون في خطر وجودي، النظام الإيراني خطر جداً على المنطقة والعالم، لذلك يجب أن ينتهي مهما كان الثمن ويجب أن يحاسب دولياً على هولوكوسته العربي ليدفع ثمن تلك الأرواح، وعلينا أن تعلم من الدرس اليهودي كيف تؤخذ الحقوق وكيف يحاسب لنستخدم التاريخ في محاسبة الدكتاتور الذي يقف على رأس النظام الإيراني.
مشاركة :