لماذا تكرر تسريب الاختبارات إلكترونيًا خلال الآونة الأخيرة؟ ولماذا ارتبطت ظاهرة التسريب بمادة العلوم تحديدًا؟ وإلى أي مدى كشفت ردود الأفعال عن استعداد إدارات التعليم لهذا الاحتمال؟ كشفت وقائع الأيام القليلة الماضية عن مقاربات للإجابة على هذه الأسئلة التي تداولها المراقبون وروّاد مواقع التواصل الاجتماعي، عندما كشفت الإدارة العامة للتعليم بالطائف عن ملابسات تسرب أسئلة مادة العلوم للصف الأول المتوسط مساء السبت (6 مايو) الماضي. ذكرت الإدارة، في بيان صحفي، أنها أرسلت الأسئلة مشفّرة عبر نظام نور وبكلمة السر الخاصة بقادة وقائدات المدارس، ثم أرسلت كلمات المرور السرية بعد ذلك على الجوالات الشخصية لقادة وقائدات المدارس بعد تدقيقها ومطابقتها عبر نظام نور حرصًا على سرية الاختبار، في إشارة إلى أنّ التسريب ربما يكون ناتجًا عن خرق سرية الأسئلة من قبل أحد قادة أو قائدات المدارس! وبعد نحو أسبوع، أعلنت إدارة التعليم بمحافظة صبيا اكتشافها لحالة تسريب مماثلة، ولأسئلة مادة العلوم أيضًا، ثم تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ساعات، أنباء عن تسريب أسئلة مادة العلوم للصف الثالث المتوسط في المدينة المنورة. ويرى مراقبون أنّ ارتباط ظاهرة تسريب الأسئلة بمادة العلوم يحمل دلالة خاصة لإشكاليات سرية الاختبارات داخل وزارة التعليم، لاسيما وأن ردود أفعال إدارات التعليم بالمحافظات كشفت عن تباين يشي بعدم الاستعداد المسبق لهذا الاحتمال. فإدارة تعليم الطائف ارتأت سير الاختبارات بشكلها الطبيعي، ومن ثم تشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في القضية والرفع بالتوصيات في أسرع وقت لاتخاذ الإجراءات المتبعة حيالها. أما إدارة التعليم بمحافظة صبيا، فقرر مديرها، الدكتور عسيري الأحوس، اعتماد أسئلة بديلة عن أسئلة الامتحانات النهائية لمادة العلوم وتوزيعها على طلاب وطالبات الصف الأول المتوسط نهاري للتعليم العام بنين وبنات وتعليم الكبيرات، والمقررة عليهم وفق جدول الاختبارات الموحد للمواد المركزية. وذكر الدكتور الأحوس أنّه بناءً على ما تم ملاحظته من تسرب أسئلة مادة العلوم للصف الأول المتوسط نهاري عام بنين وبنات وتعليم الكبيرات للفصل الدراسي الثاني 1438هـ - 1439هـ عليه تقرر إلغاء استخدام الأسئلة المعنية عبر نظام نور برقم 98981 لمدارس مكاتب التعليم في كل من (صبيا وضمد والريث والدرب وفيفاء بالإضافة إلى مدارس مكاتب التعليم في هروب والعيدابي برقم 99991)، واعتماد الأسئلة البديلة لمادة العلوم للصف الأول المتوسط برقم 54218 واختبارها في يوم الأحد الموافق 27 / 8 / 1439هـ بالفترة الأولى. فيما سارعت إدارة "تعليم المدينة" إلى تبديل أسئلة العلوم، وتأجيل اختبار المادة نفسها للفترة الثانية، وتقديم اختبار مادة التفسير للفترة الأولى، بعد التأكد من تسريب الاختبار المركزي للمادة، ما تسبَّب في حالة ارتباك بين الطلاب والطالبات. واتخذت الإدارة هذا الإجراء لإفساح الوقت أمامها، كما أنها كشفت عن تبديل الأسئلة عِوضًا عن "المسرّبة"، وإيصالها إلى المدارس، صباح اليوم الأحد، ومن ثم طباعتها. وإزاء ذلك، أبدى عدد من الطلاب والطالبات في تصريحات لـ"عاجل" استياءهم من تبديل فترة الاختبارين؛ إذ إن الكثير منهم اعتمد على الفترة الفاصلة بين الاختبارين لمذاكرة ومراجعة مادة التفسير، ليتفاجأوا وهم في قاعة الاختبار بتسليمهم أسئلة اختبار مادة التفسير للفترة الأولى بدلًا من مادة العلوم والتي جعلت الكثير منهم يخفق في حلّ بعض الأسئلة. وأيا ما كان طريقة التعامل مع التسريبات، فإن تكرارها أثار التساؤلات مجددًا حول تصاعدها إلى حد الظاهرة وارتباطها بمادة العلوم تحديدًا.
مشاركة :