سعد الحريري يقوم بعملية تنظيف في محيطه السياسي

  • 5/14/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - باشر سعد الحريري زعيم تيّار المستقبل عملية تنظيف داخل الحلقة المحيطة به بعد أقلّ من أسبوع على ظهور نتائج الانتخابات اللبنانية. وكانت أولى ضحايا هذه العملية نادر الحريري الذي شغل موقع مدير مكتب رئيس مجلس الوزراء منذ تشكيل الحكومة الحالية، التي باتت في حكم المستقيلة بعد إجراء الانتخابات النيابية. وذكرت مصادر على اطلاع على ما يدور في “بيت الوسط”، وهو مقر إقامة سعد الحريري في بيروت، أن زعيم تيار المستقبل وجد نفسه مضطرا إلى الاستغناء عن نادر الحريري، وهو ابن عمّته، نتيجة عوامل عدّة. في مقدّمة هذه العوامل خسارة رهانه أمام القيادة السعودية التي وعدها بالحصول على كتلة من نحو 29 نائبا، أو أقل بقليل من ذلك، تستطيع الوقوف في وجه حزب الله في مجلس النوّاب الجديد. لكن تيار المستقبل لم يستطع الحصول على أكثر من 21 نائبا في وقت حصد الثنائي الشيعي، حركة أمل وحزب الله، كلّ النواب الشيعة وعددهم 27 باستثناء نائب يدعى مصطفى الحسيني، فاز بأصوات مسيحية، في دائرة كسروان – جبيل، وهو محسوب في الوقت ذاته على النظام السوري. كذلك، حقّق مرشحون محسوبون على حزب الله اختراقات في دوائر انتخابية عدة. وأوضحت هذه المصادر في تصريحات لـ”العرب”، أن سعد الحريري أقدم على خطوته، التي شملت التخلص من رؤوس الماكينة الانتخابية لتيار المستقبل، بعدما تبيّن أن من بين الأسباب التي دفعت كثيرين من السنّة في بيروت ومناطق أخرى إلى البقاء في بيوتهم يوم الانتخابات خيارات نادر الحريري نفسه. وقالت إن نادر كان وراء اختيار مرشّحين لا قاعدة شعبية لديهم في بيروت مثل ربيع حسونة وزاهر وليد عيدو. وشكل الاثنان عبئا على لائحة سعد الحريري الذي خسر مقعدين سنّيين في تلك الدائرة أحدهما لمصلحة حزب الله المتحالف مع جماعة “الأحباش” المحسوبة على النظام السوري والآخر لمصلحة رجل الأعمال فؤاد مخزومي الذي رفض تيار المستقبل منذ البداية أخذه على محمل الجدّ. لكنّ المأخذ الأكبر على نادر الحريري كان ارتباط اسمه بالفساد والعلاقة التي أقامها مع جبران باسيل المتزوج من ابنة رئيس الجمهورية ميشال عون، والذي تحوّل إلى الزعيم الفعلي للتيار العوني. نادر الحريري كلف تيار المستقبل خسارة عدة مقاعد نادر الحريري كلف تيار المستقبل خسارة عدة مقاعد وإضافة إلى ما أثارته العلاقة بين نادر الحريري وجبران باسيل من حساسية، بل استفزاز لدى السنّة، دفع ابن عمّة سعد الحريري في اتجاه الابتعاد عن القوات اللبنانية وزعيمها سمير جعجع. وكلّف ذلك تيّار المستقبل خسارة مقاعد عدّة في دوائر مختلفة من بينها دائرة صيدا – جزين حيث ترشّحت السيّدة بهيّة والدة نادر الحريري التي لم تستطع إنجاح أيّ شخص محسوب على تيّار المستقبل في حين أنّ ذلك كان ممكنا لو تحالفت مع القوات اللبنانية. وأشارت هذه المصادر إلى أنّ الغموض ما زال يكتنف العلاقة بين سعد الحريري ونهاد المشنوق وزير الداخلية في حكومته الحالية وفي الحكومة التي سبقتها برئاسة تمام سلام. وكشفت أن الأمور ستتوضّح بين الرجلين بعد عودة المشنوق إلى بيروت وشيكا من زيارة إلى دولة الإمارات. ويشكو سعد الحريري من أن وزير الداخلية يسعى إلى أن يأخذ حجما سياسيا يفوق حجمه الحقيقي، في حين يعتقد المشنوق أن زعيم تيّار المستقبل رفض دائما الاستماع إلى نصائحه، بما في ذلك أنّه كان عليه ألّا يستخف منذ البداية بفؤاد مخزومي وأنّه كان ضروريا كشف الماضي المليء بالشوائب للرجل باكرا أمام اللبنانيين، خصوصا أهل السنّة. لكن هذه المصادر تقول إنّ سعد الحريري سيجد نفسه في نهاية الأمر مضطرا لمراعاة المشنوق إلى حدّ ما وإبقاء نوع من العلاقة معه في ضوء العلاقة القديمة بينهما والتي تعود إلى أيّام رفيق الحريري.

مشاركة :