مرضى الاكتئاب أكثر عرضة لضعف الذاكرة وتراجع التركيز

  • 5/14/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - الاكتئاب مرض شائع حول العالم ويمكن أن يطال كل الفئات العمرية، لا سيما كبار السن الذين يغلب عليهم الشعور بالوحدة وعدم الجدوى. تعرض هؤلاء للاكتئاب يزيد الأمر سوءا ويعزز التغيّرات التي تحدث بالدماغ ويضعف الذاكرة والتركيز، مما يرفع احتمال الإصابة بالخرف. أفادت دراسة أميركية حديثة بأن الاكتئاب يُحدث اختلافات هيكلية في المخ لدى كبار السن، تقود إلى حدوث ضعف في الذاكرة وشيخوخة الدماغ. الدراسة أجراها باحثون بكلية الطب جامعة ميامي ميلر الأميركية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية “نورولوجي” العلمية. ولكشف العلاقة بين الاكتئاب وشيخوخة الدماغ، تابع الفريق 1111 شخصا لم يصابوا من قبل بالسكتة الدماغية، وكان متوسط أعمارهم 71 عاما. في بداية الدراسة، أجرى الفريق فحوصات للدماغ، وتقييمات مهارات التفكير والذاكرة، وبعد 5 سنوات تم اختبار ذاكرتهم ومهارات التفكير لديهم مرة أخرى. وعند بداية الدراسة، كان 22 بالمئة من المشاركين يعانون من أعراض أكبر للاكتئاب، وعقب انتهاء الدراسة، وجد الباحثون أن أعراض الاكتئاب كانت مرتبطة بسوء الذاكرة العرضية مقارنة بمن لا يعانون من الاكتئاب. والذاكرة العرضية هي قدرة الشخص على تذكّر تجارب وأحداث معيّنة. ووجد الباحثون أيضا أن الأشخاص الذين يعانون من أعراض أكبر للاكتئاب لديهم اختلافات في الدماغ، حيث كان حجم المخ لديهم أصغر، بالإضافة إلى ارتفاع فرص إصابتهم بأضرار في الأوعية الدموية الصغيرة في المخ بنسبة 55 بالمئة. وقال قائد فريق البحث الدكتور زكي الحزوري “تشير أبحاثنا إلى أن الاكتئاب وشيخوخة الدماغ قد يحدثان في وقت واحد، وقد تؤثر الأعراض الأكبر للاكتئاب على صحة الدماغ من خلال الأضرار التي تلحق بالأوعية الدموية الصغيرة في المخ”. وأضاف أن “علاج أعراض الاكتئاب، يُسهم في علاج مشاكل التفكير والذاكرة، وبما أنّ حوالي 25 بالمئة من كبار السن يعانون من أعراض الاكتئاب، فمن المهم أن نفهم بشكل أفضل العلاقة بين مشاكل الاكتئاب والذاكرة”. يؤدي الاكتئاب إلى صعوبة التركيز حتى في المهام اليومية. الاكتئاب يتسبب في إتلاف أجزاء عديدة من الدماغ، ما يؤثر على المدة التي يستطيع الشخص قضاءها منتبها فقد يجد المصاب نفسه غير قادر على متابعة برنامج تلفزيوني أو أحداث رواية ما أو قد يجد مشكلة في تتبع الإرشادات. كما أن عدم القدرة على التركيز تصعّب من عملية اتخاذ القرارات حتى وإن كانت هذه القرارات بسيطة. وأشار موقع “هيلث لاين” إلى أن هذه الأعراض هي أعراض شائعة للاكتئاب. فإن كنتَ مصابا بالاكتئاب ووجدتَ هذه الأعراض لديك، فاعلم أن هذا أمر طبيعي. وقد وجدت إحدى الدراسات أن ضعف التركيز لدى مصابي الاكتئاب يؤدي إلى صعوبات اجتماعية عديدة. فعندما لا تستطيع التركيز، فالعلاقات الاجتماعية تصبح أكثر صعوبة. يؤدي الاكتئاب إلى إتلاف أجزاء عديدة من الدماغ، ما يؤثر على المدة التي يستطيع الشخص قضاءها منتبها. كما أن الدارات العصبية تؤدي وظائفها بشكل مختلف لدى مصابي الاكتئاب. هذه التغيرات الدماغية تجعل التركيز أمرا صعبا، كما أن الإصابة بنوبات عدة من الاكتئاب من دون أن يتم علاجها عادة ما تزيد الأعراض سوءا. وأثبتت دراسة بريطانية حديثة بأن الاكتئاب يمكن أن يحدث تغييرات سلبية في هيكل وأنسجة الدماغ، ما يستدعى ضرورة تطوير أساليب أكثر فاعلية في علاج الاكتئاب. الدراسة أجراها باحثون بجامعة إدنبرة، ونشروا نتائجها، في دورية “ساينتيفيك ريبورت” العلمية. وللوصول إلى نتائج الدراسة، فحص الباحثون أدمغة أكثر من 3 آلاف شخص، باستخدام تقنية مُطوّرة لتصوير الدماغ، لرصد تأثير الاكتئاب على المخ. ووجد الباحثون، أن الاكتئاب يُحدث تغييرات في أجزاء من الدماغ معروفة باسم المادة البيضاء، وهي مجموعة من الأنسجة التي تربط مناطق الدماغ، ووظيفتها نقل المعلومات بين مناطق الدماغ وباقي أعضاء الجسم، وتملأ ما يقرب من نصف الجمجمة. وأوضح الفريق أن المادة البيضاء هي عنصر رئيسي في الدماغ، وأي تعطيل أو تغير فيها يرتبط بمشكلات في معالجة العاطفة ومهارات التفكير. وقالت هيذر والي، قائدة فريق البحث بقسم الطب النفسي في جامعة إدنبرة “الدراسة تكشف أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب لديهم تغيّرات في أنسجة المادة البيضاء من الدماغ”. وأضافت أن “فهم الآليات التي تحدث بها هذه التغييرات في الدماغ سوف يعطينا فرصة لتطوير أساليب جديدة وأكثر فعالية لعلاج الاكتئاب، والحد من تأثير تلك التغييرات على المزاج”. كما نجح الأطباء في مستشفى لوس أنجلس للأطفال في الكشف عن التغيّرات التي تحدث في المخ لمرضى الاكتئاب. وتم إجراء دراسة على عيّنة عشوائية من المرضى، حيث وجدوا حدوث تغيّرات هيكلية في قشرة المخ أثناء العلاج بواسطة مضادات الاكتئاب، لتظهر المرونة العصبية التشريحية للمخ. وأوضح الدكتور برادلي بيترسون في معهد بحوث “سابان”، أن نتائج الدراسة أشارت إلى أن سماكة القشرة الدماغية هي التعويضية، حيث تسهم مرونتها العصبية في الحد من شدة أعراض الاكتئاب. وأشار إلى أن مرضى الاكتئاب الذين لا يأخذون مضادات الاكتئاب لديهم قشرة مخ سميكة، مقارنة بالمرضى الذين يتناولونها وهو ما يقلل بدوره الحاجة إلى تعويض بيولوجى فى المخ. ودرس الباحثون مسح الدماغ التشريحية على 41 مريضا يعانون من الاكتئاب المزمن في بداية الدراسة ومرة أخرى بعد مرور عشرة أسابيع. وقد تلقى المشاركون في الدراسة مضادات اكتئاب انتقائية منها مثبط السيروتونين والنورادرينالين، ودواء آخر وهمي. وقد أظهر المرضى الذين تلقوا مضادات الاكتئاب تحسنا ملحوظا من أعراض الاكتئاب مقارنة مع المرضى على الدواء الوهمي. وأظهر المرضى الذين يتلقون العلاج أيضا انخفاضا في سمك القشرية على ما عثر عليه في المشاركين الأصحاء، ولكن أظهر المرضى على الدواء الوهمي سماكة خفيفة من القشرة. وكانت منظمة الصحة العالمية كشفت، في أحدث تقاريرها، أن أكثر من 300 مليون حول العالم يتعايشون حالياً مع الاكتئاب. وحذّرت المنظمة من أن معدلات الإصابة بهذا المرض ارتفعت بأكثر من 18 بالمئة بين عامي 2005 و2015.

مشاركة :