تدشن الولايات المتحدة سفارتها في القدس تزامنا مع الاحتفال بالذكرى السبعين "لقيام دولة إسرائيل" الذي يوافق الثلاثاء. ويأتي تدشين السفارة تجسيدا لوعد قطعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية، بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس أثار سخط الفلسطينيين. وتشارك إبنة ترامب إيفانكا مع زوجها جاريد كوشنر إلى جانب مئات الشخصيات من البلدين في مراسم التدشين المقررة اعتبارا من الساعة الواحدة بتوقيت غرينيتش. تدشن الولايات المتحدة الاثنين سفارتها في القدس لتحقق الوعد المثير للجدل الذي أطلقه الرئيس دونالد ترامب رغم الاستنكار الدولي والغضب الفلسطيني منذ أشهر وفي ما يشكل قطيعة مع السياسة الأمريكية في هذا الصدد. وتشارك ابنة ترامب إيفانكا مع زوجها جاريد كوشنر وكلاهما مستشاران للرئيس إلى جانب مئات الشخصيات من البلدين في مراسم التدشين المقررة اعتبارا من الساعة 16,00 (13,00 ت غ) والتي تأتي على خلفية قلق عميق حول استقرار الوضع الإقليمي. وفي الوقت نفسه، وعلى بعد عشرات الكيلومترات من المتوقع أن يشارك آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر في مسيرة إلى الحدود مع إسرائيل، وقد يخاطر البعض بمحاولة اقتحام السياج الأمني. وأعلن الجيش الإسرائيلي وضع قواته في حالة تأهب قصوى. وقال السبت إنه سيضاعف عدد وحدات جيشه المقاتلة حول قطاع غزة وفي الضفة الغربية المحتلة، كما ستتم تعبئة نحو ألف شرطي إسرائيلي في القدس لضمان الأمن في السفارة ومحيطها. ويشكل نقل السفارة وهو أحد وعود الحملة الانتخابية لترامب قطيعة مع عقود من السياسة الأمريكية والإجماع الدولي إذ يعتبر وضع القدس إحدى أكثر المسائل الشائكة في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. ويتم تدشين السفارة الأمريكية في احتفال الاثنين 14 ايار/مايو يتزامن مع الذكرى السبعين "لقيام دولة إسرائيل"، وفق التقويم الغريغوري. ويتزامن افتتاح السفارة قبل يوم من الذكرى السبعين للنكبة، عندما تهجر أو نزح أكثر من 760 ألف فلسطيني في حرب 1948. وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد "ستبقى القدس عاصمة لإسرائيل مهما كان اتفاق السلام الذي تتصورونه". إلا أن المبادرة الأمريكية الأحادية الجانب تثير غضب الفلسطينيين إذ تشكل تكريسا للموقف المنحاز بشكل واضح برأيهم للجانب الإسرائيلي والذي يتبناه ترامب منذ توليه منصبه في 2017، وتجاهلا لمطالبهم حول القدس. واحتلت إسرائيل الشطر الشرقي من القدس عام 1967 ثم أعلنت العام 1980 القدس برمتها "عاصمة أبدية" في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة. وكان إعلان ترامب في 6 كانون الأول/ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، أثار غبطة الإسرائيليين وغضب الفلسطينيين. ولا تزال الأسرة الدولية تعتبر القدس الشرقية أرضا محتلة وأنه من غير المفترض إقامة سفارات في المدينة طالما لم يتم البت في وضعها عبر التفاوض بين الجانبين المعنيين. ودعا زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الأحد في تسجيل فيديو إلى "الجهاد" مؤكدا أن القرار الأمريكي دليل على أن المفاوضات وسياسة "الاسترضاء" خذلت الفلسطينيين. ونددت 128 دولة من أصل 193 في الجمعية العامة للأمم المتحدة بالقرار الأمريكي ومن بينها دول حليفة للولايات المتحدة على غرار فرنسا وبريطانيا.، في تصويت أثار غضب واشنطن وتهديدا بالرد من قبل سفيرتها لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي. إلا أن الاستنكار الذي أثارته المبادرة الأمركية من جانب واحد هدأ على ما يبدو وشوارع القدس مليئة بالأعلام الأمريكية والإسرائيلية بينما شوهدت لافتات كتب عليها "ترامب أعِد لإسرائيل عظمتها" و"ترامب صديق لصهيون". ويأتي تدشين السفارة الذي سيتم في مبنى القنصلية بانتظار تشييد مقر جديد في فترة حساسة جدا. فالفلسطينيون يعتبرون أن الموعد الذي يتزامن قبل يوم على ذكرى النكبة يشكل "استفزازا". ويحاذي مبنى السفارة حي جبل المكبر بالقدس الشرقية المحتلة الذي يسكنه عدد من منفذي الهجمات المسلحة، بما فيها هجوم نفذ عام 2015 أسفر عن مقتل إسرائيليين ومواطن إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية. وتشهد غزة منذ 30 آذار/مارس مسيرات العودة التي يشارك فيها آلاف الفلسطينيين الذين يتجمعون على الحدود والتي شهدت مقتل 54 فلسطينيا بأيدي الجيش الإسرائيلي. فرانس24/أ ف ب نشرت في : 14/05/2018
مشاركة :