أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق اليوم الاثنين، تقدم رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في الانتخابات البرلمانية المتوقع إعلان نتائجها الرسمية النهائية في وقت لاحق اليوم بعد فرز أكثر من نصف الأصوات مما يشير إلى عودة مفاجئة للصدر الذي همشه منافسون تدعمهم إيران. وذكرت المفوضية أن نسبة الإقبال على التصويت بلغت 44.52 في المئة مع فرز 92 في المئة من الأصوات أي أنها أقل بكثير مما كانت عليه في الانتخابات السابقة، وظهر بعد فرز أكثر من 95 في المئة من الأصوات في عشر من محافظات العراق الثماني عشرة جاءت في المركز الثاني كتلة هادي العامري قائد فصيل بدر الشيعي المسلح الرئيسي الذي تدعمه إيران. وجاء رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في المركز الثالث. واحتل كل من الصدر والعامري الصدارة في أربع من المحافظات العشر التي تم فرز الأصوات فيها، ولكن كتلة الصدر حصلت على أصوات أكثر بشكل ملحوظ في العاصمة بغداد التي تحظى بأكبر عدد من المقاعد. ولم تعلن المفوضية عدد المقاعد الذي حصلت عليه كل كتلة، مبينة أنها ستفعل ذلك بعد إعلان نتائج باقي المحافظات. وأظهرت وثيقة قدمها مرشح في بغداد إلى رويترز، نتائج الاقتراع في جميع المحافظات. ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من صحة الوثيقة لكن نتائج الفرز في عشر محافظات التي أعلنتها مفوضية الانتخابات مماثلة لما جاء في الوثيقة. وأظهرت حسابات رويترز بناء على الوثيقة فوز الصدر في التصويت الشعبي بحصوله على أكثر من 1.3 مليون صوت و54 من مقاعد البرلمان وعددها 329 مقعداً. وجاء العامري في المركز الثاني بحصوله على أكثر من 1.2 مليون صوت أي 47 مقعدا في البرلمان، ثم العبادي الذي حصل على أكثر من مليون صوت و42 مقعداً. ولا يعني فوز الصدر المتوقع بالضرورة أن تتمكن كتلته من تشكيل الحكومة المقبلة إذ يتعين على الفائز بأكبر عدد من المقاعد، أيا كان، التفاوض لتشكيل حكومة ائتلافية، التي من المتوقع تشكيلها خلال 90 يوماً من إعلان النتائج الرسمية. - إيران برة - لن يصبح الصدر رئيساً للوزراء لأنه لم يخض الانتخابات لكن فوز كتلته المتوقع يضعه في موقع يتيح له اختيار من سيتولى المنصب. ومع ذلك فالفوز بأكبر عدد من المقاعد لا يضمن ذلك. ويجب أن توافق الكتل الفائزة الأخرى على من سيرشحه. ففي انتخابات 2010، فازت مجموعة نائب الرئيس العراقي إياد علاوي بأكبر عدد من المقاعد، وإن كان ذلك بهامش بسيط، لكنه مُنع من تولي منصب رئيس الوزراء، وقال هو إن طهران كانت وراء ذلك. وقد يكون هذا نفس مصير الصدر الذي قالت إيران علنا إنها لن تسمح لكتلته بتولي الحكم. وقال علي أكبر ولايتي، كبير مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي في فبراير: "لن نسمح لليبراليين والشيوعيين بالحكم في العراق". وكان يشير في تصريحه، الذي أثار انتقادات من جانب شخصيات عراقية، إلى تحالف بين الصدر والحزب الشيوعي العراقي وجماعات أخرى علمانية انضمت لاحتجاجات نظمها الصدر في 2016 للضغط على الحكومة من أجل القضاء على الفساد. ويحظى الصدر بشعبية كبيرة بين الشبان والفقراء والمعدمين لكن شخصيات شيعية مؤثرة أخرى تدعمها إيران مثل العامري عملت على تهميشه. وانطلقت احتفالات في شوارع بغداد بعد إعلان المفوضية، حيث خرج الآلاف من أنصار الصدر، وهم يغنون ويرددون الهتافات ويرقصون ويطلقون الألعاب النارية حاملين صوره والعلم العراقي. وردد كثيرون من أنصاره "إيران برة (إلى الخارج)".
مشاركة :