أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد 41 فلسطينيا خلال المواجهات المستمرة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، بين آلاف المتظاهرين السلميين وجنود الاحتلال الإسرائيلي، فيما أصيب ما يقارب الألفين بجروح مختلفة، في ظل إطلاق الرصاص بشكل عشوائي وكثيف على جموع المتظاهرين. وقصفت الطائرات الإسرائيلية مجموعة من الشبان الفلسطينيين بالقرب من الحدود الشرقية لمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وذلك وفق إعلان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما أطلقت المدفعية الإسرائيلية عددا من القذائف باتجاه إحدى النقاط التابعة للفصائل الفلسطينية شمال غزة. وناشدت وزارة الصحة الفلسطينية، دولة مصر الشقيقة بسرعة بإمداد مستشفيات قطاع غزة بالأدوية والمستهلكات الطبية للطوارئ وإيفاد طواقم طبية متخصصة في جراحة الأوعية الدموية وجراحة العظام والتخدير والعناية المركزة ونقل الجرحى للمستشفيات التخصصية داخل جمهورية مصر العربية، بسبب الأعداد المتزايدة من المصابين بجراحات معقدة تحتاج إلى تدخلات علاجية غير متوفرة في قطاع غزة. وكان الدكتور أشرف القدرة المتحدث باسم الوزارة في غزة، أطلق نداء استغاثة لكافة الجهات المعنية من أجل دعم المستشفيات والمراكز والنقاط الطبية بالأدوية والمستهلكات الطبية للطوارئ بشكل فوري في ظل توافد مئات الشهداء والمصابين جراء التصعيد الصهيوني شرق قطاع غزة. وأطلق وزير الصحة الفلسطيني، جواد عواد، نداء عاجلا لجميع دول العالم ومنظماته للعمل على إيقاف المجزرة، التي ترتكبها إسرائيل حاليا ضد المتظاهرين العزل على الشريط الحدود لقطاع غزة. وقال وزير الصحة، في بيان الإثنين، إن على جميع دول العالم التي تتغنى وتدعم حقوق الإنسان الوقوف بشكل جدي لحماية المدنيين العزل، مطالبا منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر والأمم المتحدة للعمل على كبح جماح آلة القتل الإسرائيلية. وأكد فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس، إن التضحيات الجسام التي يقدمها الشعب الفلسطيني، في معركة العودة وكسر الحصار رغم كل عمليات القتل والإرهاب التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي هي تأكيد على أنه لا توجد قوة على الأرض تستطيع كسر إرادته أو أن تشطب حقه في العودة. وأكد برهوم، أن عمليات القتل التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق المتظاهرين تجرؤ خطير على الدم الفلسطيني، يتحمل تداعياتها بالكامل، وما كانت لتحصل لولا المواقف والقرارات الأمريكية الداعمة للاحتلال والصمت الإقليمي والدولي على جرائمه. بدوره حمل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خالد البطش، الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها ترامب المسؤولية عن كل قطرة دم فلسطينية سالت على أرض غزة والقدس والضفة والداخل المحتل، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني الثائر سيواصل مسيرته حتى تحرير كامل ترابه المغتصب . وقال البطش، أمام الجماهير المحتشدة في مليونية العودة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، إن ترامب الذي ينقل سفارة بلاده إلى القدس دون أي رادع، هو المسؤول الأول عن معاناة الشعب الفلسطيني اليوم وعن دمائه التي سالت في غزة والضفة والقدس والداخل . ودعت حركة المقاومة الشعبية في فلسطين، الإثنين، إلى اجتماع عاجل لفصائل المقاومة الفلسطينية لتدارس الموقف والرد بشكل موحد على جريمة الاحتلال الإسرائيلي. وطالبت الحركة، في تصريح صحفي مقتضب، تشكيل لجنة تحقيق دولية في لجرائم قوات الاحتلال بحق المدنيين العزل، وناشدت السلطة الفلسطينية إلى سرعة التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية وجرائم الحرب، لتقديم جنود وقادة الاحتلال لمحاكمة عادلة وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، طالبت كافة الأطراف المعنية باتخاذ الإجراءات المانعة لوقوع خسائر في صفوف المدنيين خلال مسيرة العودة الكبرى التي تنطلق اليوم في كافة الأراضي المحتلة عام 48 عبر الحدود. وقال رئيس البعثة الدولية للصليب الأحمر الدولي، جيلان ديفرون، في مؤتمر صحفي عقده بمقر مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، الإثنين، “إن كل خسارة في الأرواح هي خسارة عظيمة لا يمكن النظر إليها بالأرقام، وإنما بفقدان الأطفال والأمهات والآباء، ولذلك نوجه نداء إلى كافة الأطراف المعنية بأن تفعل كل ما بوسعها لعدم تعريض المدنيين للخطر والاستهداف”. واقتحم المئات من المتظاهرين الفلسطينيين الشريط الحدودي شرق مدنية غزة، وتمكنوا من اجتياز الحدود، بعد قصة والدخول إلى الأراضي المحتلة عام 48. ويأتي هذا الاقتحام في ساعة مبكرة من فعاليات مسيرة العودة الكبرى التي تتزامن مع إحياء ذكرى النكبة ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة. وتواصل قوات الاحتلال إطلاق النار بكثافة باتجاه حشود المقتحمين، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من الإصابات، كما أطلقت مئات قنابل الغاز المسيل للدموع. ولا يزال آلاف المواطنين يحتشدون على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة وخاصة في خيام العودة ومن المرجح أن يتم اقتحام الحدود بصورة جماعية على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة. وعم الإضراب الشامل جميع مدن ومحافظات قطاع غزة، الإثنين، استعدادا لخروج مسيرات حاشدة باتجاه الحدود الشرقية للقطاع، وأغلقت المحال التجارية والمؤسسات الحكومية والخاصة أبوابها، تنفيذا لقرار الإضراب، والذي أعلنته، لجنة المتابعة التابعة لقوى وفصائل وطنية وإسلامية. ويستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي لسيناريو ميداني يتمثل في إمكانية اقتحام 100 ألف فلسطيني الحدود بين قطاع غزة وغلاف المستوطنات. وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن التقديرات لدى الجيش بأنه ستكون هناك عمليات تسلل جماعي، مشيرة إلى أن الجيش يرجح وجود نقاط مواجهة جديدة غير النقاط الخمس التي اعتاد عليها الجيش خلال الأسابيع السابقة.
مشاركة :