عقد المجلس الاستشاري للسياحة والتراث الأحد الماضي، أولى اجتماعاته عقب إعادة تشكيلة وتوسيع تخصصاته، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ومدير الجامعة نائب رئيس المجلس الدكتور بدران العمر، رئيسي المجلس الاستشاري للسياحة والتراث بجامعة الملك سعود الأحد الماضي الاجتماع الأول للمجلس بعد إعادة تشكيلة و توسيع تخصصاته، وقد انعقد الاجتماع في مقر الجامعة في الرياض بحضور نائبة وزير العمل والتنمية الاجتماعية الدكتورة تماضر الرماح. وأكد الأمير سلطان بن سلمان خلال الاجتماع على أهمية وجود مجلس استشاري يوائم بين متطلبات قطاعي التراث و السياحة و مخرجات الأقسام الأكاديمية المتخصصة في جامعة الملك سعود، مشيراً إلى التطور الحاصل في أعمال المجلس بعد توسعه ليشمل أقساماً أكاديمية مهمة مثل قسم التاريخ في كلية الآداب والأقسام الأخرى مثل الإعلام و الجغرافيا، إضافة إلى أقسام كلية العمارة والتي تتكامل جميعها مع أهداف السياحة و التراث الوطني، مؤكداً تقديره لمدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران العمر ومنسوبي الجامعة التي تعد شريكاً أساساً للهيئة في تطوير هذه الصناعة الاقتصادية الكبيرة وهذا القطاع الوطني المهم، الذي باتت الدولة تعول عليه كثيراً. وقال سموه: "الهيئة تملك الآن مسارات اقتصادية مهمة ممولة من الدولة والجامعة شريك أساسي لنا، ومن هنا فإن الاتفاقية الموقعة وانطلاق أعمال المجلس الاستشاري بعد إعادة تشكيله و توسيع نطاقه شملت كل المسارات، ونحن نتطلع لفتح فرص الاستثمار وفرص التدريب المحلي والخارجي لكل منسوبي الجامعة من الطلبة والطالبات في التخصصات المرتبطة بالسياحة و التراث، وقد بدأت الهيئة في تقديم الفرص الصغيرة والمتوسطة للاستثمار للطلبة قبل التخرج بسنة و رفع معارفهم و كفاءاتهم و توفير الممكنات لهم ونوفر لهم فرص الاستثمار و التمويل". وأضاف: "نحن لا نريد أن يكون المواطن طالباً للعمل أو مجرد باحث عن فرص وظيفية بل نعمل ليكون مستثمراً و منتجا لفرص العمل، ، ونعمل حاليا مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لتطوير مسار توظيفي ومسار نمو بحيث يصبح المواطن مالكا للمكان الذي يعمل فيه ونقدم له التدريب اللازم حتى ينجح، نحن تهيئة الفرصة التي يستحقها كل مواطن ، وليتحول إلى منتج لفرص العمل لا مجرد طالب لها". وأوضح الأمير سلطان أن التراث الحضاري لم يعد مشروعا تخيليا، بل أصبح مشروعا وطنيا ممولا من الدولة ويحمل اسم برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، لافتا إلى أهمية تكامل جهود المتخصصين في الآثار مع المتخصصين في التاريخ، وهو التخصص الذي يتشرف باهتمام خادم الحرمين الشريفين به و بأن مقامه الكريم قد قبل شهادة الدكتوراة الفخرية التي منحته إياها الجامعة من هذا القسم تحديداً بوصفه المؤرخ الأول للتاريخ والحضارة الوطنية، خصوصاً أن الآثار وعاء للتاريخ و أن قصص الأماكن و أحداث التاريخ توثق بالشواهد الملوسة الناتجة عن أعمال الآثار". وقال:" نريد العمل وتبادل التدريب مع الجامعة في إطار برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة من خلال العمل مع قسم التاريخ ومع كلية الهندسة في الجامعة والإدارة الهندسية في الهيئة وكلية العمارة في الجامعة، حيث أن لدينا جيل جديد من المتاحف ونريد شبابا واعدا لتوظيفه فيها". وأضاف:" نحن سوف نبدأ بالعمل على تقديم الفرص الصغيرة والمتوسطة للاستثمار قبل التخرج بسنة، حتى نعزز قدرات الخريجين وندربهم حتى بعد التخرج، ونوفر لهم فرص الاستثمار وفرص التمويل" وقال الأمير سلطان "نحن لا نريد أن يكون المواطن طالب للعمل بل أن يكون منتجا لفرص العمل وأيضا في نفس الوقت نحن نعمل مع وزارة العمل والمؤسسة العامة للتعليم الفني لتطوير مسار توظيفي ومسار نمو بحيث يصبح المواطن مالكا للمكان الذي يعمل فيه وندربه عليه حتى ينجح. نريد للمواطن أن يكون منتجا لفرص العمل ولا يكون فقط طالبا لفرص العمل". ونوه الأمير سلطان بالجيل الأول من الأثريين السعوديين الذي كان متنوع الثقافات والاطلاع، مؤكدا ضرورة تثقيف الأجيال الحالية خاصة أولئك الذين يعملون في المواقع الأثرية، وأن لا يتحولوا إلى موظفين يفتقدون الحماس والشغف. وأبدى الأمير سلطان بن سلمان رغبة الهيئة بالتعاون مع الجامعة لإنتاج إعلامي ضخم عن تاريخ الآثار الوطنية من خلال فريق عمل مشترك بين الهيئة والجامعة يضم أفضل مخرجين على مستوى العالم، مشيرا إلى أن الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – كان أول من اهتم بالمحافظة على الآثار في المملكة و البحث في مواقعها، لافتا إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله- أولى اهتماماً بقطاع الآثار عندما كان تابعاً لوزارة المعارف و دعم الكشوفات الأثرية التي قامت بها جامعة الملك سعود في مواقع مختلفة من منطقة الرياض و قدم أعظم هدية للآثاريين بمتابعته وإشرافه على إنشاء المتحف الوطني الذي رأى مقامه الكريم أنه أهم ما يقدم للوطن في مناسبة الذكرى المئوية لتأسيس المملكة. وقد وقعت على هامش الاجتماع اتفاقية تعاون شاملة، وقعها من طرف الهيئة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، ومن طرف الجامعة مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران العمر، حيث شملت الاتفاقية التعاون بين الجهتين في مجالات الآثار والمتاحف، والتراث العمراني، والحرف والصناعات اليدوية، وتنمية الموارد البشرية، والدراسات والبحوث التاريخية، وتطوير المواقع السياحية، والأبحاث وتقنية المعلومات، والإعلام والتسويق وصناعة الفعاليات. من جهته، أوضح العمر أن الاتفاقية التي تم توقيعها هي امتداد للاتفاقية التي وقعت سابقا بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ووزارة التعليم (وزارة التعليم العالي سابقا) وكذلك مذكرة التعاون التي وقعت بين الهيئة والجامعة، مشيرا إلى أنها تهدف لتوسيع دائرة التعاون بين الجهتين للاستفادة من الجامعة وتخصصاتها المختلفة في خدمة السياحة والتراث في المملكة والاستفادة كذلك من إمكانيات الهيئة. وأشار إلى تحويل المجلس الاستشاري لكلية السياحة والآثار الى مجلس استشاري للسياحة والتراث، مشيرا إلى أن المجلس لا يخص كلية السياحة والآثار بل جميع الكليات التي لها علاقة بهذا الجانب، مقدما شكره إلى سمو الأمير سلطان بن سلمان على حضوره للمجلس الاستشاري وتوقيعه الاتفاقية، و على دعمه الكبير لتطوير الأقسام العلمية ذات التكامل مع اختصاصات الهيئة، و مساندة سموه لكلية السياحة و الآثار خصوصاً ودعم مشروع إنشاء مبنى متكامل للكلية.. بدورها أكدت الرماح نائب وزير العمل والتنمية الاجتماعية للشؤون الاجتماعية أن الاتفاقية مرحلة مهمة لدعم السياحة والتراث الوطني في المملكة، منوهة بحرص جامعة الملك سعود على أن تكون شريك لدعم السياحة والتراث الوطني الذي ينطلق من إيمانها التام بأهمية هذا القطاع. وأشارت الدكتورة تماضر إلى أن أهمية قطاع السياحة في المملكة ليست فقط في توثيق تاريخ المملكة، بل في فتح فرص العمل والاستثمار في قطاع السياحة، مشيرة إلى توافق ذلك مع رؤية المملكة التطويرية 2030 التي تولي صناعة السياحة اهتماماً كبيراً في برامجها ومشاريعها التنموية. وأقر الاجتماع تشكيل المجلس الاستشاري واللجنة التنفيذية للمجلس، كما أقر اعتماد قسم إدارة موارد التراث والإرشاد السياحي في جامعة الملك سعود لتدريب المتقدمين لرخصة الإرشاد السياحي في المملكة، وتبني كود خاص بترميم المباني والمواقع التراثية. واطلع المجلس على تقرير سير العمل في تسليم القطع الأثرية، والتقرير السنوي لكلية السياحة والآثار، وتقرير الجمعية السعودية للسياحة، وتقرير جائزة الدكتور عبد الرحمن الأنصاري لخدمة آثار المملكة، وتقرير مشروع مبنى كلية السياحة والآثار.
مشاركة :