الأمطار كشفت المستور!

  • 11/30/2014
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

عمت الأمطار -بفضل من الله- أغلب المناطق والمدن السعودية، ومن تلك المناطق، الشرقية، التي شهدت أمطارًا نسأل الله أن ينفع بها حيث استمر هطولها على أنحاء متفرقة من مدن الشرقية، وأدت المياه الغزيرة إلى تعثر حركة السيارات بمختلف الشوارع والأنفاق، حتى أضحت السيارات تعوم في المياه كأنها قوارب، فيما بدأت سيارات شفط المياه في سحب المياه من الشوارع؛ لضمان انسياب حركة المرور بصورة طبيعة، ولكن الأمطار كشفت عدم اكتمال وضعف البنية التحتية لأغلب المخططات السكنية، إذ تنعدم فيها أهم مقومات السلامة. والشوارع والأنفاق ليست بأحسن حالاً من تلك المخططات إذ تعطلت الحركة وتوقف بعض المركبات، وإن لم تخني ذاكرتي كنت قد قرأت أن أمانة المنطقة الشرقية قد نفذت خطة طوارئ، تم إعدادها لمواجهة موسم الأمطار ضمن خطة أعدتها مسبقاً، بالتنسيق مع الإدارات والجهات ذات العلاقة، ويبدو لي أن خطط الطوارئ على الورق شيء والواقع شيء آخر، فلم نر ما قالت عنه الأمانة واضحا إلا قليلا! مشكلة بعض الجهات، ومنها الأمانات، أنهم لا يصحون إلا عندما تقع الفأس في الرأس، ولا يستعدون مبكراً، وكيف يستعدون وتصريف المياه معدوم، وحلول الأمانة بنشر الفرق الميدانية والعمالة، لسحب تجمعات مياه الأمطار عن طريق الوايتات؛ هي حلول وقتية، وليس لها نفع مستقبلي، وإنما تتكرر تلك الحلول التي تستنزف الأموال في كل موسم للأمطار، وقد يكون أكثر الفرحين بالأمطار المقاول الذي يقوم بشفط المياه؟! الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، وبحنكته وبعد نظره، كان قد وجه الجهات المعنية بالمنطقة باتخاذ الاحتياطات والاستعدادات اللازمة؛ لمواجهة الأضرار التي قد تحدث -لا سمح الله- مع هطول الأمطار؛ نظراً لدخول فصل الشتاء وموسم الأمطار، ويأتي هذا التوجيه الكريم لسموه ضمن اهتمامه ومتابعته لأحوال المنطقة، وتوفير الراحة للمواطنين والمقيمين ومتابعة تنفيذ مشاريع تصريف الأمطار. إذ ان هذا الأمر يتكرر كل عام، في موسم الأمطار، وتكون تجمعات من المياه المتخلفة عن الأمطار في مناطق متفرقة من مدن الشرقية، بما في ذلك الشوارع التي تشهد حركة سير كثيفة، في ظل عدم توفير آلية لشفط أو تصريف مياه الأمطار من الشوارع، مما أفضى إلى إعاقة حركة السير وإتلاف المركبات ودخول مياه الأمطار لبعض منازل السكان. لا أعلم ما هو رد أمانة المنطقة الشرقية على ما نراه في العديد من الشوارع والأنفاق والأحياء، في ظل هطول أمطار، يقال عنها إنها متوسطة إلى خفيفة، فكيف إذأ لو هطلت أمطار قوية، ولفترة زمنية طويلة، والعلم عند الله، إنه قد يحدث ما لا تحمد عقباه؟! وفي رأيي أن المراقب العام (المطر) صور لنا الواقع على الرغم من الاستعداد المسبق للأمانة، وتأمين 35مضخة لشفط المياه، ومئات العمال؛ والنتيجة النهائية ما رأيناه في الشوارع. تملك اليابان أفضل شبكة عالمية لتصريف مياه الأمطار والسيول، لماذا لا نستفيد من خبراء يابانيين في إنشاء بنية تحتية لتصريف السيول، تخدم البلاد لمئات السنين، بدلاً من مقاولي الداخل الذين يتطلعون للربح المادي على حساب مشاريع الوطن.

مشاركة :