الاستخبارات البريطانية تتهم روسيا بـ«انتهاكات صارخة» للقانون الدولي

  • 5/15/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ألقى رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية، أمس، خطابا يتهم فيه روسيا بارتكاب «انتهاكات صارخة للقانون الدولي»، ويؤكد فيه أيضا على أهمية الروابط الأمنية بعد خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي العام المقبل.وقال رئيس جهاز «إم آي 5» أندرو باركر في خطاب في برلين، إن الاعتداء بغاز الأعصاب في مارس (آذار) الماضي ضد العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في بريطانيا، والذي أصيب فيه شرطي بريطاني أيضا كان «نشاطا خبيثا متعمدا وموجها» على أراضي بلاده، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.وأضاف باركر، الذي يعمل منذ 35 عاما في مجال الاستخبارات، أن اعتداء مارس يعد دليلا على اتباع روسيا أجندة خاصة بها من خلال «الأنشطة العدوانية والخبيثة»، ما يجعلها تخاطر بأن تكون دولة «مارقة أكثر عزلة».وتنفي روسيا تورطها في الاعتداء بحق سكريبال وابنته، وطالبت بريطانيا بكشف أدلة تثبت تورطها فيه. وأدان باركر في كلمته أمام مسؤولي أجهزة الأمن في برلين التضليل الذي قامت به موسكو في أعقاب الاعتداء، الذي يعد الاستخدام الأول لغاز الأعصاب في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. وهي الكلمة الأولى على الإطلاق لرئيس جهاز استخبارات بريطانية في منصبه خارج بريطانيا.وشدد باركر في خطابه على الحاجة إلى «تسليط الضوء على الأكاذيب، وإنصاف الحقائق والتعتيم الذي يتدفق من ماكينة الدعاية الروسية».ولا يزال سكريبال البالغ 66 عاما في المستشفى إثر الاعتداء الذي وقع في 4 مارس في سالزبيري. فيما خرجت ابنته يوليا، البالغة 33 عاما، من المستشفى على غرار الشرطي البريطاني المصاب في الاعتداء. ولا تزال هناك تحقيقات جارية للكشف عن هوية منفذ أو منفذي الاعتداء.وأشاد باركر بالتضامن الدولي مع بلاده، خصوصا فيما يتعلق بموافقة 18 من أصل 28 دولة أوروبية على دعم طرد بريطانيا بطرد عشرات الدبلوماسيين الروس. كما وجّه الشكر لأجهزة الأمن الأوروبية على دعمها في التحقيقات التي تلت تفجير مانشستر الذي أوقع 22 قتيلا قبل نحو عام، وكشف عن إحباط جهاز «إم آي 5» والشرطة 12 مؤامرة أخرى منذ حادث وستمنستر في مارس 2017، الذي راح ضحيته 5 أشخاص. وهو ما يرفع عدد الاعتداءات التي تم إحباطها في بريطانيا إلى 25 اعتداء منذ العام 2013.وتابع باركر بأنه «واثق من قدرتنا على مواجهة هذه التهديدات بسبب قوة ومتانة أنظمتنا الديمقراطية وثبات مجتمعاتنا والقيم التي نتشارك فيها مع شركائنا الأوروبيين»، مؤكدا أنه «في عالم اليوم المضطرب، نحتاج هذه القوة التي نتشارك فيها أكثر من ذي قبل».وجاءت تصريحاته في نفس اليوم الذي حذر فيه مجلس اللوردات من أن بريطانيا بحاجة لإعداد خطط للتعاون الأمني مع الاتحاد الأوروبي بعد بريكست. وأعرب تقرير للجنة الفرعية في مجلس اللوردات للشؤون الخارجية مع الاتحاد الأوروبي، نشر أمس، عن «القلق من أن الحكومة لم تشرح بعد كيف يمكن تنفيذ تطلعاتها الكبيرة».وقال التقرير إن عمليات الاتحاد الأوروبي الأمنية المشتركة تسهم بشكل كبير في تحديد أولويات بريطانيا في مجال السياسة الخارجية، كما نقلت وكالة رويترز. وأضاف أنه «بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي ربما يكون باستطاعة المملكة المتحدة مواصلة المشاركة فيها، ولكن لن يكون لها التأثير الذي تحظى به حاليا في تطوير وتخطيط وقيادة المهام والعمليات».وقالت البارونة فيرما، رئيسة اللجنة، في بيان إنه يجب على بريطانيا السعي للتفاوض على الحصول على وضع مراقب في هيئات الاتحاد الأوروبي لتخطيط واتخاذ القرارات من أجل استمرار ارتباطها مع الاتحاد الأوروبي بشأن الأمن والدفاع على نطاق أوسع.وأضافت أن مهام سياسة الاتحاد الأوروبي الأمنية والدفاعية المشتركة ساهمت بشكل كبير في السياسة الخارجية لبريطانيا، مشيرة إلى العملية أتلانتا كمثال جيد. والعملية أتلانتا هي العملية الرئيسية للاتحاد الأوروبي لمكافحة القرصنة وتقودها بريطانيا. وقال التقرير إنه يجب أن تستمر بريطانيا في المشاركة فيها بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، ولا سيما في غرب البلقان والقرن الأفريقي.

مشاركة :