أعلنت الحكومة الصينية أن «ليو هي» نائب الرئيس الصيني وكبير مستشاريه الاقتصاديين سوف يتوجه للولايات المتحدة الأمريكية اليوم الثلاثاء لإجراء مباحثات تجارية تستمر عدة أيام، وذلك بعدما أظهرت واشنطن استعداداً للمساعدة في حل خلاف تجاري رئيسي.قال متحدث باسم وزارة الخارجية إن زيارة ليو لأمريكا سوف تستمر حتى السبت المقبل. وتأتي زيارته بعد أقل من أسبوعين من زيارة وفد تجاري أمريكي يترأسه وزير الخزانة ستيفن منوشين لبكين لإجراء مباحثات شملت قضايا منها حقوق الملكية الفكرية والتكنولوجيا وتزايد العجز التجاري بين أمريكا والصين. وطالب الوفد الأمريكي أن تحد الصين من العجز التجاري الأمريكي بواقع نحو 200 مليار دولار على الأقل بحلول عام 2020، وأن توقف دعم شركات التكنولوجيا، وهو ما اعتبرتهما بكين مطلبين غير معقولين.وبدورها طلبت الصين من الوفد الأمريكي أن يطرح قضية العقوبات الأمريكية ضد شركة زد تي أي الصينية للاتصالات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.وكان تم منع الشركة من استيراد التكنولوجيا الأمريكية عقب اعترافها بشحن معدات بصورة غير قانونية لكوريا الشمالية وإيران. وأعلنت الشركة بعد ذلك أنها سوف تعلق عمليات رئيسية، حيث أعلن ترامب الأحد أنه يعمل مع نظيره الصيني شي جيبينغ لضمان عدم انهيار مجموعة الاتصالات الصينية العملاقة «زد تي أي» الخاضعة لحظر أمريكي على واردات التكنولوجيا، ورد ترامب على هذا الطلب بتغريدة على تويتر «نعمل الرئيس الصيني شي وأنا لإيجاد سبيل لعملاق الاتصالات الصيني زد تي أي للعودة لقطاع الأعمال سريعاً». وأضاف «فقدت العديد من الوظائف في الصين. الأوامر أعطيت لوزارة التجارة للانتهاء من الأمر». وأعلنت الشركة الصينية الأسبوع الفائت أن عملياتها الرئيسية «توقفت» إثر الحظر الأمريكي المفروض على واردتها من التكنولوجيا الأمريكية. كما ذكرت أنها قدمت طلباً لوزارة التجارة الأمريكية لرفع الحظر. وتعتمد الشركة على الشرائح الأمريكية بالإضافة لمعدات تكنولوجية أخرى، مما يجعلها غير قادرة على الاستمرار بدون هذه العناصر الضرورية. وكانت الولايات المتحدة فرضت في 2017 غرامة قدرها 1,2 مليار دولار على المجموعة الصينية لانتهاكها الحظر المفروض على بيونج يانج وطهران. ويمنع الحظر على الشركات الأمريكية بيع «زد تي أي» تجهيزات وبرامج معلوماتية على مدى سبع سنوات. وأقرت «زد تي أي» بأنها اشترت معدات من الولايات المتحدة وأعادت تصديرها إلى إيران وكوريا الشمالية، رغم العقوبات المفروضة على هذين البلدين. ورغم تبادل البلدين تهديدات بخصوص الرسوم الجمركية، يصر ترامب على أن العلاقة مع الصين لم تكن أبداً أفضل من الوقت الراهن، مشدداً على أنه يعمل مع نظيره الصيني على إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن برنامجها النووي.في السياق نفسه، افتتحت أمس القمة السنوية للابتكار والاستثمار بين الولايات المتحدة والصين، وتستمر يومين، بمشاركة 500 من المسؤولين البارزين ومديري المؤسسات من كلا البلدين.وقال لي تشيانغ مين، القنصل العام الصيني في هيوستن، إن التعاون في الابتكار والتكنولوجيا، يلعب دوراً فعالاً في العلاقات الصينية الأمريكية، ويوفر منصة للتعاون الثنائي.وأكد أن التعاون بين البلدين في هذه المجالات قد لعب دوراً مهماً في التطور السلس للعلاقات الثنائية. وفي الوقت نفسه، أسهم هذا التعاون في تحقيق فوائد ملموسة لكلا الشعبين في البلدين.ويحظى هذا المؤتمر أو القمة، بدعم من وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية، والقنصلية العامة الصينية في هيوستن، ويستضيفه بصورة مشتركة المركز الصيني لتبادلات العلوم والتكنولوجيا والتحالف الأمريكي الصيني للابتكار.ويسهم هذا المؤتمر بتوفير فرصة نادرة للشركات الأمريكية للتواصل مع مستثمرين وشركاء استراتيجيين، وحواضن علمية وتكنولوجية بارزة ومؤسسات خدمات محترفة من الصين.(د.ب.أ)
مشاركة :