دينا مصطفى (أبوظبي) أكدت الحلقة النقاشية التي نظمها «مركز الإمارات للسياسات»، أمس، أن مكابرة قطر الممتدة منذ عام كبدتها كلفة اجتماعية واقتصادية باهظة. كما كشفت عن أن السياسات القطرية لا تعمل لمصلحة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فالدوحة أقامت دورها الإقليمي وتوجهات سياستها الخارجية بناءً على كل ما يعاكس التوجهات العامة للمجلس ومصالح دوله، وتسببت مكابرتها في تراجع دورها الإقليمي، كما كبدتها المقاطعة العربية خسائر مالية واقتصادية كبيرة، حيث اضطرت لتسييل جزء من أصولها الاستثمارية الأجنبية، والسحب من احتياطيها المالي لتجاوز أزمة السيولة في البنوك، وجعلتها طاردة للاستثمارات الأجنبية المباشرة بانخفاض ثقة المستثمرين في اقتصادها. وناقشت الندوة التي أقيمت في أبوظبي بمشاركة خبراء وباحثين مختصين من الإمارات ودول خليجية أخرى تحت عنوان «الأزمة في قطر، عام من المكابرة» آثار الأزمة في قطر ونتائج مقاطعتها من الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر). وشملت الحلقة النقاشية أربع جلسات، تناولت الأولى التكلفة السياسية للمقاطعة، وتراجع الدور القطري وانحسار قوتها الناعمة، وناقشت الثانية تداعيات المقاطعة على الاقتصاد القطري، ومدى استدامة التدابير القطرية لمواجهة المقاطعة، واستعرضت الثالثة تزييف الإعلام القطري خلال الأزمة ودوره في تعميقها، فيما بحثت الرابعة المسارات المستقبلية للأزمة. وحددت آخر الجلسات 5 سيناريوهات ممكنة لمستقبل الأزمة تراوحت بين استمرار الوضع الراهن في المدى القصير على الأقل، وتوسيع المقاطعة الاقتصادية، والتوصل إلى مقايضة تقوم على تقليص الدول الأربع مطالبها مقابل قطع قطر علاقاتها مع «الإخوان»، وقبول قطر بمطالب الدول الأربع عقب زيادة العقوبات أو فرض مزيد من العزلة، وهو ما يمكن أن يتحقق في المدى المتوسط أو البعيد. الكتبي: قطر يجب أن تتوقف عن التحريض وأشارت رئيسة مركز الإمارات للدراسات الدكتورة ابتسام الكتبي، في كلمتها الافتتاحية، إلى أنه قد تأكد للدول الأربع أن سياسة قطر ضد توجه دول مجلس التعاون الخليجي ومصر ولذا قامت بمقاطعة قطر في 5 يونيو 2017، في رسالة مفادها بأن استمرار الدوحة في دعم قوى التطرف والإرهاب في المنطقة والتحريض على دول الخليج، ومعاكسة مصالحها لا بد له أن يتوقف. وتحدثت عن المسوغات التي دفعت الدول الأربع للمقاطعة، وهي تدخل قطر في الشؤون الداخلية لدول الخليج ولدول عربية أخرى، وثانيا دعم وتمويل الدوحة للجماعات المتطرفة والإرهابية في المنطقة، لافتة إلى أن التقارير الغربية خلال الفترة الماضية، أكدت أن قطر دفعتْ نحو مليار دولار لجماعات إرهابية لتحرير مواطنيها المختطفين في العراق، وهو دليل آخر على أن اتهام دول المقاطعة لقطر بالتورط مع الجماعات الإرهابية لم يأتِ من فراغ، فالشواهد التي ذكرتها الصحف العالمية وغيرها تثبت ذلك، وثالثاً علاقة قطر الوثيقة بإيران، وهذا شأن سيادي، إلا أنه يبدو غير ذلك حين يصبح مهدداً لمصالح مجلس التعاون. وقالت الكتبي في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الكرة في ملعب قطر إن أرادت العودة إلى الصف الخليجي، فبالحقائق والأرقام شاهدنا ما تكبد الاقتصاد القطري من خسائر ثمناً للمقاطعة، فإن أرادت العودة إلى الصف الخليجي فالطريق مفتوح أمامها وإن لم تعد، فالمقاطعة مستمرة. وأكدت أن رؤية قطر لمستقبل الشرق الأوسط تختلف بشكل كبير عما تريده الدول التي قطعت علاقاتها معها، وهذا يؤكد أن تلك الإجراءات التي اتخذت ضد الدوحة ليست وليدة لحظة متسرعة. وفي حين تدعم السعودية والإمارات ومصر والبحرين والكويت وعمان تعزيز الاعتدال والتحديث نجد أن سياسات قطر تدعم التشدد الديني، والجماعات المسلحة والأفكار المنغلقة ونظرة إلى حلفاء الدوحة في الإقليم تؤكد ذلك، ابتداءً من حركة «الإخوان» الإرهابية وانتهاءً بـ «جبهة النصرة». وقالت إن الدوحة دفعت نحو مليار دولار فدية لخليط من المجموعات والشخصيات المتطرفة والإرهابية، من كتائب «حزب الله» العراقي وقاسم سليماني والحرس الثوري، صنفت الإمارات 9 شخصيات وكيانات إيرانية على قائمة الإمارات للإرهاب، لِصلات هذه الشخصيات والكيانات بفيلق القدس-التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي يقوده قاسم سليماني، ويُشارك في دعم ميليشيات طائفية في سوريا والعراق واليمن. ... المزيد
مشاركة :