الكويت - جددت الكويت وساطتها بين الدول الأربع المقاطعة وقطر. وأفادت مصادر خليجية أن ما دعا الكويت إلى معاودة جهودها لإنهاء الأزمة بين قطر من جهة وكلّ من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ومصر من جهة أخرى، هو شعور أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بخطورة المرحلة التي تمرّ بها المنطقة. وكشفت المصادر لـ”العرب” أنّ الشيخ صباح الأحمد يعتقد أن المنطقة كلّها مقبلة على تطورات في غاية الخطورة وأنه من الأفضل لدول مجلس التعاون الخليجي مواجهة هذه التطورات صفّا واحدا. لكن المصادر نفسها ذكرت أن جهود أمير الكويت اصطدمت مجددا بالتعنت القطري الذي يعبّر عنه رفض الدوحة قبول النقاط الـ13 التي حددتها دول المقاطعة. وكانت هذه النقاط وردت في الاتفاقين اللذين قبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني توقيعهما في 2013 و2014 بعدما سحبت السعودية سفيرها من الدوحة. ولاحظت أنّه بدل أن تظهر قطر مرونة في التعاطي مع الوساطة الكويتية، حرص إعلامها، الذي يوجّهه الإخوان المسلمون في الأسابيع القليلة الماضية، على التصعيد مع المملكة العربية السعودية مع تركيز خاص على وليّ العهد الأمير محمّد بن سلمان. وتسلم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الاثنين، رسالة خطية من نظيره الكويتي. جاء ذلك خلال استقباله مبعوث أمير الكويت، ووزير خارجيتها الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح. وتعد هذه الرسالة الثانية من أمير الكويت إلى نظيره القطري خلال أسبوعين بعد تسليم رسالة أولى في 2 مايو الجاري. كما تعدّ هذه الرسالة أيضا الثالثة من أمير الكويت لزعيم خليجي خلال 24 ساعة بعد أن سلم وزير خارجيته رسالتين، الاثنين، إلى كل من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة. إصرار الكويت على الاستمرار بالوساطة يقابله تعنت قطري على أكثر من مستوى، ما يحول دون تحقيق أي نتائج لتلك الوساطة عدا أنها قد تساعد الدوحة على الاستمرار بإضاعة الوقت وقالت وكالة الأنباء الكويتية “كونا” إن مبعوث أمير الكويت سيتوجه عقب زيارة قطر إلى سلطنة عمان ثم الإمارات لتسليم رسائل خطية من أمير البلاد إلى قادة الدولتين. وقال متابعون للشأن الخليجي إن إصرار الكويت على الاستمرار بالوساطة يقابله تعنت قطري على أكثر من مستوى، ما يحول دون تحقيق أي نتائج لتلك الوساطة عدا أنها قد تساعد الدوحة على الاستمرار بإضاعة الوقت. ولم يخف وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن نية بلاده في عرقلة الوساطة الكويتية، حين قال إن ترحيب الدوحة بالوساطة الكويتية ليس شيكا على بياض ليتم فرض الشروط عليها. وأشار المتابعون إلى أن قطر التي تحاول إيهام الكويت برغبتها في البحث عن حل تعمل ما في وسعها على مناكفة السعودية والإمارات سواء مباشرة أو عبر وكلائها في ملفات أخرى مثلما يجري في اليمن، حيث دفعت الدوحة الأذرع الإخوانية في اليمن إلى افتعال أزمة جزيرة سقطرى ومحاولة تأليب الشارع اليمني ضد دول التحالف العربي، لكن جميع المساعي باءت بالفشل. ورعت السعودية اتفاقا يعيد تطبيع الأوضاع الأمنية والإدارية في الجزيرة ويذيب الجليد بين الحكومة اليمنية ودولة الإمارات، وهي خطوة يقول مراقبون إنها نجحت في سحب البساط من تحت أقدام الإخوان، عبر تمكين القوات السعودية من الانتشار في الجزيرة، وعدم تشتيت الموقف من معركة التحرير مثلما يريد ذلك حزب الإصلاح وحلفاؤه الإقليميون وعلى رأسهم قطر. وبعد الفشل في جزيرة سقطرى، سارعت قطر إلى مناكفة الإمارات من جديد عبر فتح أزمة عبر الصومال، وجسدت ذلك باستقبال أمير قطر، الاثنين، في الدوحة للرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو. ويلفت المراقبون إلى أن هذه كلها مؤشرات لا تقبل اللبس على أن الوساطة الكويتية التي بدت على مستوى أعلى فشلت في نفس يوم زيارة وزير الخارجية الكويتي إلى دول الخليج، عبر الإشارات القطرية المناكفة وبشكل متزامن ومقصود.
مشاركة :