القدس – اختار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تنفيذ وعده المثير للجدل المتمثل في نقل سفارة بلاده في إسرائيل إلى القدس، قبل يوم من الذكرى السبعين لتأسيس “الدولة الإسرائيلية” والذي يتزامن أيضا مع النكبة الفلسطينية، عندما تم تهجير أكثر من 760 ألف فلسطيني في حرب 1948. وأزاحت إيفانكا ابنة ترامب يرافقها وزير الخزانة الأميركي ستيف منوشين الإثنين، الستار عن شعار السفارة كإشارة رسمية لافتتاح المقر. وقالت إيفانكا “نرحب بكم رسميا وللمرة الأولى في السفارة الأميركية هنا في القدس عاصمة إسرائيل”. وقال دونالد ترامب في رسالة مصورة تم بثها في مراسم الافتتاح في القدس “إسرائيل دولة ذات سيادة ومن حقها اختيار عاصمتها”. وأضاف “اليوم نحن نمضي في هذا الاعتراف ونفتتح سفارتنا على أرض القدس التاريخية والمقدسة، ونحن نفتحها متأخرين بسنوات وسنوات عن الموعد المحدد”. وأقرّ الكونغرس الأميركي في عام 1995 قانونا ينص على “وجوب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل”، ويطالب بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس. ورغم أن قرار الكونغرس ملزم، لكنه يتضمن بندا يسمح للرؤساء بتأجيل نقل السفارة ستة أشهر لحماية “مصالح الأمن القومي”. نبيل أبوردينة: افتتاح السفارة الأميركية يخلق مناخا من التحريض وعدم الاستقرار في المنطقة نبيل أبوردينة: افتتاح السفارة الأميركية يخلق مناخا من التحريض وعدم الاستقرار في المنطقة وقام الرؤساء الأميركيون المتعاقبون، بيل كلينتون وجورج دبليو بوش وباراك اوباما، بصورة منتظمة بتوقيع أمر تأجيل نقل السفارة مرتين سنويا، معتبرين أن الظروف لم تنضج لذلك بعد. لكن دونالد ترامب خرج عن هذا العرف السياسي وأعلن في 6 ديسمبر الماضي عزمه نقل السفارة الى القدس، ما أثار موجة استنكار دولي واسعة. وقال نبيل أبوردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الإثنين، إن افتتاح السفارة الأميركية في القدس سيخلق مناخا من التحريض والإثارة وعدم الاستقرار في المنطقة، مستبعدا استمرار واشنطن في دور الوسيط بعملية السلام في الشرق الأوسط. وأضاف أبوردينة “بهذه الخطوة تكون الإدارة الأميركية ألغت دورها في عملية السلام وأساءت للعالم وللشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وخلقت مناخا من التحريض والإثارة وعدم الاستقرار”. وأضاف “وهو ما يعني دفع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى مواجهة مفتوحة وأبدية عبر ضرب الإدارة الأميركية القوانين والشرائع الدولية عرض الحائط”. ويقول مراقبون إن افتتاح السفارة الأميركية يعتبر بمثابة تدشين لصفقة القرن التي تعدّها الولايات المتحدة لإنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي في المنطقة. ويرى هؤلاء أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ينهي إحدى أهم العراقيل التي كانت تقف أمام كشف واشنطن عن تفاصيل الصفقة. وتسبب نقل السفارة بمواجهات عنيفة على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل أوقعت أكثر من 40 قتيلا وألفي جريح. واتهمت الحكومة الفلسطينية إسرائيل بارتكاب “مذبحة رهيبة” في قطاع غزة حيث طالب المتحدث باسمها يوسف المحمود في بيان نشرته وكالة وفا الرسمية للأنباء “بتدخل دولي فوري وعاجل لوقف المذبحة الرهيبة التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا البطل” في قطاع غزة. وتظاهر صباح الإثنين الآلاف من الفلسطينيين، في عدة مواقع على طول السياج الحدودي الفاصل بين شرقي قطاع غزة وإسرائيل، احتجاجا على نقل السفارة الأميركية من مدينة تل أبيب إلى القدس، وإحياء للذكرى الـ70 للنكبة. وحسب مصادر، فإن أكثر من 2000 فلسطيني أصيبوا بجروح وحالات اختناق في المواجهات المستمرة. وتطالب احتجاجات مسيرة العودة في غزة بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع. كما شارك الآلاف من الفلسطينيين، الإثنين، في مسيرات بالضفة الغربية المحتلة، وشهدت المسيرات مواجهات مع جنود الاحتلال الإسرائيلي، ووقوع عدد من الإصابات.
مشاركة :