في 19 مايو (أيار) الجاري، ستسلَّط الأضواء على قلعة وندسور، التي ستشهد الزفاف المرتقب بين الأمير هاري وخطيبته الممثلة الأميركية ميغان ماركل. وتقام مراسم الزواج في كنيسة سان جورج بالقلعة، كما أن اختيار مكان الزفاف هو برغبة من العروسين، حسب ما أُعلن في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، فماذا نعرف عن القلعة البريطانية؟ تمتاز قلعة وندسور بتاريخ حافل، وتعد الأكثر شهرة في البلاد، وتقع في مقاطعة بيركشاير ببريطانيا، وقد سكنت القلعة العائلة المالكة لأكثر من ألف عام، وتعد مكاناً مفضلاً للعطلة الأسبوعية لدى الملكة. وتحتوي القلعة على كنوز بديعة، بالإضافة إلى الهندسة المعمارية المميزة لكنيسة القديس جورج، ويرجع الفضل إلى الأمير تشارلز في إعادة بناء هذه القلعة. وتبلغ مساحة القلعة ما يقرب من 484 ألف قدم مربعة (نحو 45 ألف متر مربع)، وتحتوي على نحو ألف غرفة، كما تشغل 13 فداناً من الأراضي البريطانية. وبُنيت القلعة في القرن الحادي عشر، وذلك بعد غزو إنجلترا من قبل ويليام الفاتح، لكن القلعة الحالية ارتفعت بعد سلسلة من مشروعات البناء فيها على عدة مراحل، وبلغت ذروتها في أعمال إعادة الإعمار بعد حريق طالها في سنة 1992. ولعبت القلعة دوراً بارزاً في الحرب العالمية الثانية، إذ كانت تحمي العائلة المالكة من قصف الألمان على إنجلترا، كما تم نقل الغزالات الشهيرة بساحة القلعة لإفساح مجال لزراعة المحاصيل على أرض القلعة، كجزء من المجهود الحربي. ووفقاً لموقع القلعة الرسمي، فإنها أكبر وأقدم قلعة مسكونة في أوروبا، ويحلق حول القلعة العَلَم البريطاني عندما توجد الملكة البريطانية بها، ووفقاً للموقع أيضاً، فهي ستشهد هذا العام مجموعة توسيعات بنائية. ويقدر الموقع الرسمي الوقت الكافي لزيارة كل شيء في القلعة من ساعتين ونصف الساعة إلى ثلاث ساعات. وتقع القلعة على قمة شديدة الانحدار، وحدائقها محدودة الحجم، أما الحديقة الرئيسية فممتدة من ناحية الشرق، وتشمل زوجين من المزارع بجانب الأكواخ العقارية التي يوجد بها الموظفون. وتشهد القلعة الشهيرة إقبالاً من الساسة في بريطانيا، أبرزهم الأمير فيليب، خصوصاً في المناسبات مثل الكريسماس. وللقلعة مواعيد محددة لفتحها للجمهور في السنة، وهي من الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى 28 فبراير (شباط)، وذلك من التاسعة وخمس وأربعين دقيقة صباحاً، حتى الرابعة والربع بعد الظهر، ومن الأول من مارس (آذار) إلى 31 أكتوبر (تشرين الأول)، من التاسعة والنصف صباحاً حتى الخامسة والربع بعد الظهر. ويصل سعر تذكرة الدخول للبالغين 22 جنيهاً إسترلينياً (27.73 دولار أميركي). وتضم القلعة جزءاً كبيراً من المجموعة الملكية الفنية، مثل أعمال من الفنانين دافنشي وميكلانجيلو وهوجارث وفيرمير، والتي تزين جدران القلعة من الداخل. وتضم القلعة ضريحاً ملكياً، تحديداً مدفن في دير وستمنستر المحق بالقلعة، مدفون فيه هنري الثامن ملك إنجلترا الراحل وزوجته جين سيمور، الزوجة الوحيدة التي وضعت له ابناً. وتتزين القلعة بمجموعة من الحراس في زيهم الأحمر وقبعاتهم السوداء، وفي الأغلب تتوقف السيارات من الزحام نتيجة تغيير الحراسة، ويقع هذا التغيير غالباً في الحادية عشرة صباحاً في معظم أيام الشهر. وحسب صحيفة «ذا صن»، فليس من الضروري أن تكون أميراً للزواج في كنيسة سانت جورج الواقعة في قلعة وندسور، لكن أيضاً هناك قائمة محدودة يُمكنها أن تتقدم بطلب الزواج فيها، وتمنح ذلك الحق العائلة المالكة، وقد منحت الملكة إليزابيث الإذن للأمير هاري وميغان للزفاف فيها، مع الأخذ في الاعتبار أن العائلة المالكة هي التي ستدفع لإقامة حفل زفافهما بالقلعة. وكان مدير العلاقات في مكتب الأمير هاري قد صرح سابقاً لصحيفة «تليغراف» بأن قلعة وندسور «مكان خاص جداً» لهاري، وأن الأمير وميغان قد قضيا بعض الوقت هناك في الأشهر الماضية، معلقاً بأن العروسين سعيدان بعقد قرانهما في قلعة وندسور، وأضاف أنهما ممتنان جداً للمشاعر الدافئة التي غمرهما بها الشعب البريطاني، وأنهما يريدان أن يكون حفل الزفاف خاصاً ومميزاً لأصدقائهما وعائلتيهما.
مشاركة :