مرشح سائرون لـ RT: التحالف أصبح الرقم الصعب في العملية السياسية في العراق

  • 5/15/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أكد مرشح تحالف "سائرون" عن الحزب الشيوعي في محافظة الديوانية فلاح حاجم، أن التحالف برز من خلال ساحات التظاهر، ويشكل رقما صعبا في العملية السياسية الجديدة. وقال حاجم، أستاذ القانون الدستوري في جامعة القادسية: إن "إنشاء تحالف سائرون بين التيار الصدري والحزب الشيوعي، جاء ليس كفكرة، وإنما خطوة عملية برزت من ساحات التظاهر والاحتجاج السلمي لاتحاد سائرون، الذي امتد لثلاث سنوات في ساحات التحرير في بغداد وساحة الميدان في النجف الأشرف والحبوبي في الناصرية والراية في الديوانية وغيرها". وأضاف: "في جميع ساحات التظاهر كان أنصار التيار الصدري بقيادة رجل الدين المعروف مقتدى الصدر مع الشيوعيين والمدنيين بشكل عام، لكن الشيوعيين هم من بدء التظاهرات ومن ثم التحق بهم أنصار التيار، بعد أن تعمقت العلاقة، ظهرت فكرة تشكيل تحالف وطني تحت تسمية "سائرون"... "سائرون  هو ظاهرة جديدة ليس في العراق وحسب، وإنما في المنطقة العربية، ونحن نأمل أن تنتقل الفكرة إلى البلدان ذات التعددية الاثنية والطائفية والمذهبية وغيرها". وأعتقد أن هذه التجربة سيكون لها الأثر الإقليمي بسبب وجود مشتركات كثيرة بين هذه الدول، وبدلا من أن تكون هذه التكوينات مشتتة، ستستطيع أن تتحد لمعالجة المسائل الآنية ومهام النضال من أجل توفير الخدمات ومن أجل بناء الدولة المدنية – وهو الشعار الأهم الذي برز أثناء التظاهر. سائرون - ظاهرة شكلت اختراقا جديدا في المنظومة السياسية العراقية، وأهم شيء أنها أوجدت السمة الرئيسية للدولة المدنية التي نطالب بها ونعمل من أجلها، وهي قبول الآخر المختلف دينيا وقوميا وثقافيا وإيديولوجيا وفكريا، والتي تعد واحدة من السمات الجوهرية التي نطالب بها. سائرون - أصبح رقما صعبا في السياسة العراقية وفي العملية الحالية لما شكله من تيار كبير دخل الانتخابات وفاز بها. ومع استمرار العد والفرز، إلا أن النتائج المعلنة تبشر بخير، إذ حصل التحالف على 54 مقعدا في البرلمان العراقي اللاحق، وسيشكل ليس فقط بيضة القبان، وإنما الرقم الصعب داخل العملية السياسية. س- ما مدى فوز سائرون بالأغلبية المطلقة في البرلمان؟ ج- هناك حديث يجري في الأوساط السياسية العراقية عن إمكانية التحالف مع قوى أخرى، قد تكون القوى المدنية مثلا، فهناك حوارات مع مختلف الأحزاب السياسية، وليس هناك شيء مؤكد لحد اللحظة. الخطوة الأولى قد حسمت في اتجاه كسر المحاصصة الطائفية. هناك اتصالات تجري ربما مع النصر، الذي يشكا كتلة كبيرة تتفاوت أو تقترب من سائرون في الكثير من المحافظات. فإذا ما تعهد السيد العبادي من تنفيذ مشروع التحالف، فإنهم سيتمكنون من بناء تحالف كبير بإمكانه تشكيل الحكومة العراقية الجديدة القادمة. س- هل هناك اتفاق مسبق بشأن توزيع المقاعد وحصة الحزب الشيوعي؟ هل هي مناصفة أم بحسب الفائزين؟ ج- لا يوجد أي اتفاق مسبق، والاتفاق كان هو دخول الانتخابات بكتلة واحدة. س- تجربتك باعتبار أنك تخوض الانتخابات لأول مرة كأكاديمي وصحفي سابق؟ ج- لي تجربة واسعة وكبيرة، فالمحاصصة الطائفية وما انتجته من منظومة رجعية جدا صادفتها بكل حذافيرها وواجهتها بكل تفصيلاتها. فقد عانيت الأمرين من التمييز ومن الصعوبات والعوائق فقط لكونهم طاردون للكفاءات غير الطائفية، وهم يرحبون بالطائفية وكانوا يشجعون عليها في كل دوائر الدولة التي لا زالت تئن منها، وأن حالة الفساد المستشري في مفاصلها هو بسبب هذه القوى الطائفية التي استثمرت الدين. تمكنت من العودة للتعيين بصعوبة كبيرة جدا، ومن ثم حوربت وما زلت أُحارب كوني أدعو إلى فكرة الدولة المدنية. س- ما السبب في عدم حصولك على العدد الكافي من الأصوات الذي يؤهلك لدخول البرلمان؟ ج- هذا الأمر يسمى في "علم القانون" بالتكنلوجيا الانتخابية. فالتقنيات الانتخابية لم تأخذ بعين الاعتبار التركيز على مرشح واحد، والحزب الذي ترشحت عن طريقه - وهو الحزب الشيوعي العراقي - أصدر توجيهاته في اللحظات الأخيرة بأن يتم التركيز على مرشح واحد وهو الدكتور فلاح حاجم، إلا أن التوجيهات صدرت متأخرة. كنا أربعة مرشحين – اثنان عضوان في الحزب واثنان من الشعب، لكن لم يلتزم أحد بالتوجيهات، الأمر الذي أدى مع الأسف إلى تشتت الأصوات، ولم أتمكن من الحصول على العدد المطلوب، وكان من الممكن أن تكون فرصة ذهبية لو تم التركيز على ترشيحي للدخول إلى البرلمان. وكما أسلفت، هذا كان خطأ ربما سيتم الاستفادة منه من قبل جميع الكتل باعتبار أن التجربة حديثة. لست نادما، فأنا سأعمل بالتأكيد في ميدان اختصاصي وفي صفوف الحزب والشارع في التظاهر وفي الاحتجاجات، وسأؤدي عملي الأكاديمي، فقد تراكمت لدي خبرة كبيرة في دراسة الوضع السياسي العراقي، وكذلك في الاستناد إلى موروثي الذي تعلمته في الاتحاد السوفيتي بالإضافة إلى خبرتي العلمية في مجالي القانون والسياسة. كل ذلك سيساعدني في الإسهام في التوجهات التي أؤمن بها وعلى رأسها بناء الدولة المدنية الديمقراطية. وبالمناسبة يتم الاستفادة من خبراتي في جامعة الصداقة بين الشعوب الروسية المعروفة، والتي عملت فيها فترة طويلة، وبهذه المناسبة أود توجيه التحية لأساتذتي في الجامعة وزملاء العمل فيها من تدريسيين وموظفين، حيث تَرَكُوا بصمة واضحة في حياتي العملية والشخصية. هذا وكما يتم الاستفادة من خبراتي هنا في جامعة القادسية أو في المنظمات المدنية والحزبية التي أنشط فيها. فأنا أملك، مقارنة برفاقي، خبرة ثرة وكبيرة كوني خريج المدرسة السوفياتية، ومن ثم الروسية، سواء النظرية أو العملية في مجال علم السياسة و القانون، وهو ما يساعدني كثيرا، بحيث أشعر بفرق كبير بيني وبين أقراني من الأكاديميين في مجال القانون الدستوري، والذي أقوم بتدريسه في جامعة القادسية، وأيضا محاضراتي التي ألقيها في الجامعات الأخرى في مؤتمراتها العلمية أو في نقاشات الدكتوراه والماجستير وغيرها. أنا شاكر جدا لأساتذتي في الاتحاد السوفيتي وروسيا وزملائي في العمل. ولابد هنا من القول أن قناة RT، التي أفتخر أنني عملت فيها، أكسبتني خبرة كبيرة في مجال الأعلام، تساعدني كثيرا في ممارسة النشاط السياسي، الذي كما هو معلوم، لا يمكن أن يكون ناجعا دون إعلام متطور وعصري، الأمر الذي تتميز به قناة RT. س- هل هناك مرشح لسائرون لرئاسة الحكومة؟ ج- هناك أسماء تطرح من بينها محافظ العمارة علي دواي، لأن الرجل نجح في عمله بالمحافظة، وآخرون، ولكن كما ذكرت، فإنه في حال موافقة العبادي على الشروط التي يمليها سائرون، فلربما يتم الموافقة على بقائه رئيسا للوزراء. ولا أخفيك سرا، بأن الوضع الإقليمي والدولي والأطراف المؤثرة في المشهد العراقي تلعب دورا كبيرا في تحديد منصب رئيس الوزراء في العراق.                      المصدر: RT

مشاركة :