طالب عدد من القيادات السياسية والدينية في فلسطين، بضرورة تحقيق الوحدة الوطنية بين كافة الأطياف والفصائل، لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ومحاكمته دوليا على جرائمه.وقال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، "إن ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم ومجازر بحق الشعب الفلسطيني، ومواجهته للمقاومة السلمية بالرصاص، يجعلنا غير قادرين على الحفاظ على سلمية المقاومة، مؤكدا أن ذلك ليس بفعل رغبتنا إنما بسبب ما يصنعه الاحتلال".وأضاف العالول - خلال مؤتمر صحفي عقد بمقر مفوضية الإعلام والتعبئة الفكرية التابع لحركة فتح في رام الله اليوم الثلاثاء - "أننا نريد مقاومة شعبية وسلمية، وهذا خيارنا في مواجهة الاحتلال، وهذه مسألة يجمع عليها الكل الفلسطيني، لكن ردود الأفعال الإسرائيلية، والجرائم التي يرتكبها ربما لا نستطيع الحفاظ على سلميتها".وفيما يتعلق بإحالة بعض الملفات للجنائية الدولية، أشار العالول إلى أنه كان هناك تحقيقات تتم، وتقارير ترفع، وستتم خلال أيام مسألة الإحالة النهائية والخطوة الأخيرة، مضيفا "كنا نؤجل ذلك خلال الفترة الماضية باعتبارها خطوة حاسمة فيما يتعلق بموضوع محاكمة الاحتلال، وربما كانت ستحدث عليها ردود أفعال في ذلك الوقت، لكن بالأمس تم اتخاذ قرار للذهاب بشكل مباشر للمحكمة الدولية ودون تأخير".ووصف ما حدث في قطاع غزة بالمذبحة، والجريمة غير المسبوقة، مطالبا حركة حماس وباقي الفصائل بضرورة العودة إلى الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات التي تمر بها القضية الفلسطينية، والاستجابة لدعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس واغتنام الفرصة، من أجل حماية القدس والقضية الفلسطينية التي يسعى الاحتلال لتصفيتها.من ناحيته، أكد مفتي القدس الشيخ محمد حسين رفض الشعب الفلسطيني وقيادته لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، معتبرا إياها "بؤرة استيطانية جديدة".وأشار إلى الاقتحامات التي ينفذها المتطرفون والجمعيات الاستيطانية المتطرفة لباحات المسجد الأقصى، بحماية من شرطة وجيش الاحتلال وتأديتهم للطقوس التلمودية ورفع العلم الإسرائيلي داخل الأقصى، معتبرا إياها انتهاكا صارخا وعدوانا على مشاعر المسلمين كونه مكانا إسلاميا خالصا.وقال حسين: "لا نعفي أي فلسطيني في ظل هذه الظروف من أن يسعى للوحدة الوطنية"، داعيا جميع الفصائل لحماية القدس والانضمام تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية، كونها الممثل الشرعي والوحيد.وطالب الأمتين العربية والإسلامية باتخاذ إجراءات ضد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والعمل على حماية القدس والدفاع عنها، داعيا كل المسيحيين في العالم المساهمة في حماية الأماكن الدينية المسيحية في القدس.بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف، إنه ورفضا لكل المواقف الأمريكية فإن قرارات المجلسين المركزي والوطني ستكون حيز التنفيذ خلال الأيام القادمة، والتي بدأت بالتوقيع على الانضمام إلى عدد من المنظمات الدولية التي كانت تحذر الولايات المتحدة من الانضمام إليها.وأضاف: "تم إحالة بعض الملفات وفي مقدمتها ملف الاستيطان إلى المحكمة الجنائية الدولية، من أجل محاكمة الاحتلال على جرائمه المتواصلة، وهناك مشاورات تجري بشكل مكثف في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والجمعية العامة، حال كان هناك حيلولة دون وضع مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي على موقف الولايات المتحدة الذي يجهض أي قرارات تحاول إدانة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل".وفي كلمته، اعتبر رئيس دير الروم الملكيين الكاثوليك الأرشمندريت عبد الله يوليو، ما جرى "مجزرة حقيقية" ترتكب بحق شعب أعزل، مضيفا أن هذه محطة من محطات المؤامرة الشيطانية التي بدأت بالنكبة وتهدف إلى الاستيلاء والسيطرة على الوطن بكامله وإبادة الشعب الفلسطيني.
مشاركة :