تعيش أروقة الشركات العالمية التي لها مصالح في إيران، وخاصّة تلك الأوروبية منها، حالة من التخبط مع تزايد حالة عدم اليقين بشأن العقوبات المحتملة بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع طهران. وكانت الولايات المتحدة انسحبت الأسبوع الماضي من الاتفاق النووي العالمي مع إيران وأعلنت عن إعادة فرض عقوبات عليها.وفي حين من غير الواضح حتى الآن كيف ستؤثر العقوبات الأمريكية على إنتاج ثالث أكبر منتج للنفط في أوبك فإن الخطوة ساعدت أسعار النفط على الارتفاع.إلى ذلك، قال مستشار للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن تهديد الولايات المتحدة بفرض عقوبات على شركات أوروبية تقيم علاقات تجارية مع إيران ورسوم على صادرات الألمنيوم والصلب يمثل اختبارا للسيادة الأوروبية وسيتطلب ردا حاسما. وهددت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على الشركات الأوروبية التي تتعامل مع إيران في الوقت الذي أصر فيه باقي أطراف الاتفاق النووي مع إيران على موقفهم بمواصلة الالتزام به.وقال المستشار الرئاسي الفرنسي للصحفيين في إفادة «هذا اختبار مهم للسيادة».وأضاف أن المسؤولين الفرنسيين والأوروبيين يعملون على عدد من المسائل الفنية والقانونية بهدف الإبقاء على العلاقات التجارية والقنوات المالية مع إيران وحماية شركاتها من العقوبات.وردا على سؤال بشأن إمكانية إبرام اتفاق جديد للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة لتجنب فرض الرسوم على صادرات الألمنيوم والصلب قال المستشار إن على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أولا تمديد الإعفاءات من الرسوم لما بعد موعد نهائي ينقضي في الأول من يونيو/ حزيران المقبل قبل إجراء أي محادثات.من جهتها، قالت «تورم» الدنماركية لتشغيل ناقلات المنتجات النفطية إنها توقفت عن تلقي الطلبيات الجديدة في إيران نتيجة لخطط الولايات المتحدة إعادة فرض عقوبات على طهران.وأبلغت متحدثة باسم الشركة «رويترز»: «نتابع الوضع عن كثب ونلتزم دائما بالقواعد. وبالتالي توقفنا أيضا عن أخذ طلبيات جديدة في إيران». تشغل «تورم» 79 ناقلة منتجات نفطية في أنحاء العالم.كذلك، عبر الرئيس التنفيذي لمصفاة ساراس الإيطالية داريو سكافاردي عن قلقه بشأن عدم إمكانية حصول سوق النفط على الخام الإيراني في ظل العقوبات الأمريكية الجديدة المقترحة على طهران.وقال سكافاردي خلال مؤتمر عبر الهاتف «أنا قلق بشأن السيناريو بالكامل»، مشيرا إلى أن إيران أحد موردي الخام الرئيسيين لساراس على الرغم من أنها ليست المورد الوحيد. أضاف أن شيئا لم يتغير في الوقت الراهن. وقال «من السابق لأوانه تقييم تداعيات العقوبات الأمريكية الجديدة».وتخطط الولايات المتحدة لفرض عقوبات جديدة من جانب واحد على إيران بعد انسحابها من اتفاق جرى التوصل إليه في أواخر عام 2015 لكبح طموح طهران النووي مقابل رفع عقوبات أمريكية وأوروبية.وفي تصريحات للمحللين، قال سكافاردي إن عدم توافر إمدادات نفطية من إيران سيكون مشكلة فيما يتعلق بالأسعار وليس الكميات. وأردف قائلا «نحن على اتصال بمعظم موردي الخام في العالم» مضيفا أن المجموعة تحصل على خامات عالية الكبريت بديلة من العراق والسعودية وليبيا وروسيا وغرب أفريقيا. (رويترز)
مشاركة :