دعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى تشكيل لجنة أممية للتحقيق بعمليات الاغتيال المتكررة في اليمن ومحاسبة مرتكبيها. وحملت المنظمة السلطات الإماراتية والمليشيات التابعة لها المسؤولية الكاملة عن عمليات الاغتيال في عدن، وآخرها اغتيال الشيخ صفوان عبدالمولى الشرجبي إمام وخطيب مسجد الصومال بمدينة المعلا في محافظة عدن. واستهدف الشرجبي -وهو المسؤول القانوني في مؤسسة «14 أكتوبر» للطباعة والنشر- مساء الأربعاء 9 مايو الحالي، أثناء توجهه إلى منزله بعدن بعد صلاة العشاء، حيث هاجمه مسلحون وأطلقوا الرصاص عليه ليفارق الحياة بعدها بساعات متأثراً بإصابته. وذكرت المنظمة أنه باغتيال الشرجبي يرتفع عدد من اغتيلوا من رجال دين وشخصيات مؤثرة منذ سيطرة الإمارات والمليشيات التابعة لها على عدن إلى 35. ونبهت المنظمة إلى أنه رغم المطالبات الحقوقية والمجتمعية المتكررة بفتح تحقيقات جادة بشأن عمليات الاغتيال تلك، لم تقم السلطات المسيطرة من قوات إماراتية ومليشيات تابعة لها بأي تحقيقات جادة. وبحسب المنظمة، فإن أصابع الاتهام في اغتيال الشرجبي وغيره موجهة إلى أحد التيارات السلفية المقربة من الإمارات، بقيادة الوزير اليمني المقال هاني بن بريك المقيم حالياً في أبوظبي، وبالتالي إلى دولة الإمارات التي تأخذ جانباً عدائياً لأي تيار يناهض أجندتها في اليمن. وكان تقرير لوكالة «أسوشيتد برس» الأميركية، قد كشف الشهر الماضي، عن تورط أبوظبي في موجة الاغتيالات التي تعرض لها عدد من أئمة المساجد والدعاة المعارضين لها في محافظة عدن خلال الأشهر الأخيرة. وأفادت «أسوشيتد برس» أن عدن تعيش حالة من الذعر والخوف، ما دفع بعض أئمة المساجد إلى الإقلاع عن الخطابة وعدم الخروج إلى المساجد، في وقت فر فيه العشرات من البلاد. ومنذ عام 2015، فُرض صراع بين تحالف بقيادة السعودية ومعظم الدول العربية ضد الحوثيين الذين يسيطرون على معظم شمال اليمن وعاصمتها صنعاء، يقاتل التحالف لإعادة الرئيس اليمني المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي إلى السلطة. وأشارت الوكالة إلى أن أبوظبي انضمت إلى الحرب كشريك رئيسي في التحالف، وأرسلت قوات إلى جنوب اليمن، وتمكنت من إقامة منطقة نفوذ في جميع أنحاء المنطقة. وأنشأت الإمارات ميليشيات مدججة بالسلاح في تحدٍ للقوات الموالية لهادي، الذي كان في المنفى الاختياري في السعودية طوال معظم العامين الماضيين. وفي العديد من الحالات، خاض مقاتلون موالون لأبوظبي -بعضهم يعمل تحت مظلة المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي- اشتباكات مميتة مع قوات هادي، كما تم ربط الإمارات بالسجون السرية، حيث يتم تعذيب المشتبه في أنهم إرهابيون، واحتجازهم دون محاكمة. ونوهت الوكالة بالعداء العميق الذي تحمله أبوظبي تجاه حليف هادي الأعلى في الجنوب، المعروف باسم حزب الإصلاح، والذي ينتمي العديد من رجال الدين المقتولين إليه، حيث تعرضوا لإطلاق نار من قبل مسلحين أثناء مغادرتهم مساجدهم بعد صلاة الجمعة، أو خارج منازلهم. وكشفت الوكالة عن مقتل ما لا يقل عن 25 من رجال الدين والوعاظ وعلماء الدين منذ عام 2016 في عدن والمقاطعات الجنوبية، حيث قتل أكثر من 15 شخصاً في الأشهر الستة الماضية وحدها. وأثارت عمليات الاغتيال الغضب ضد دولة الإمارات العربية المتحدة في عدن، وفي الآونة الأخيرة ظهرت على الجدران شارات تقول: «يسقط الاحتلال الإماراتي».;
مشاركة :