تظاهرات جديدة وجلسة لمجلس الامن غداة حمام دم في غزة

  • 5/16/2018
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

خرجت جنازات العشرات من الفلسطينيين في قطاع غزة اليوم (الثلثاء) المصادف ذكرى «النكبة»، غداة حمام دم على حدود قطاع غزة راح ضحيته 60 شهيداً فلسطينياً على الأقل برصاص الجيش الاسرائيلي، بينما يعقد مجلس الامن جلسة وسط قلق دولي. وتُعقد الجلسة التي دعت ‘ليها الكويت عند الساعة 14.00 بتوقيت غرينتش، بحسب ما أفادت مصادر ديبلوماسية. وخرجت جنازات في مناطق مختلفة من قطاع غزة، بينما من المتوقع أن تتم تعبئة جديدة بالقرب من الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل الثلثاء، غداة تظاهرات حاشدة في القطاع احتجاجاً على تدشين السفارة الاميركية في القدس المحتلة. وكان يوم الاثنين الأكثر دموية في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني منذ الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في صيف 2014 مع إصابة 2400 فلسطيني على الأقل بجروح. ونددت السلطة الفلسطينية بـ«مجزرة»، بينما برر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اللجوء إلى العنف بـ«حق إسرائيل في الدفاع عن حدودها» ازاء اعمال «حركة المقاومة الاسلامية» (حماس). وصباح الثلثاء توفيت رضيعة فلسطينية تدعى ليلى الغندور (8 أشهر) اثر تنشقها غازاً مسيلاً للدموع قرب الحدود في شرق غزة الاثنين. وتم تشييع جثمان الرضيعة في غزة الثلثاء. وشارك مئات في تشييع فتى يدعى يزن طوباسي (23 عاماً) استشهد في شرق مدينة غزة. وقال والده ابراهيم (50 عاماً) وهو يبكي بحرقة: «أنا سعيد لأنه شهيد. إبني مثل عشرات الناس من أجل فلسطين ومن اجل القدس». وأثارت هذه الأحداث قلقاً دولياً عارماً، إذ استدعت تركيا وجنوب أفريقيا سفيريهما لدى اسرائيل، بينما نددت دول ومنظمات غير حكومية بالاستخدام المفرط للعنف. والثلثاء، طلبت تركيا من السفير الاسرائيلي في انقرة ايتان نائيه مغادرة البلاد موقتاً، بحسب ما أفاد مسؤول تركي. واستدعت ارلندا السفير الاسرائيلي في دبلن زئيف بوكر اليوم «للاعراب عن صدمة ارلندا وشجبها لمستوى أعداد القتلى والجرحى أمس في قطاع غزة». وصرح روبرت كولفيل أحد الناطقين باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان أن أي فلسطيني يتظاهر في غزة يمكن ان يتعرض «للقتل برصاص الجيش الاسرائيلي سواء كان يشكل تهديداً أو لا». وفي الوقت الذي احتفل فيه مسؤولون أميركيون واسرائيليون بلحظة «تاريخية» داخل المقر الجديد للسفارة الاميركية، تظاهر آلاف الفلسطينيين طيلة النهار في قطاع غزة الذي أعلنت اسرائيل محطيه منطقة عسكرية مغلقة. وطالبت الكويت بعقد جلسة لمجلس الامن بينما منعت واشنطن تبني بيان للمجلس الاثنين يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل في أعمال العنف الدموية على الحدود بين اسرائيل وقطاع غزة. كما دعت الصين إلى ضبط النفس «خصوصاً» من جانب إسرائيل. واعلنت حكومتا ألمانيا وبريطانيا تأييدهما إجراء تحقيق مستقل حول الأحداث في قطاع غزة. ولكن في الوقت نفسه، وعلى غرار الولايات المتحدة، حملت برلين حركة «حماس» مسؤولية ما حصل. وتتهم اسرائيل حركة «حماس» التي تسيطر على القطاع، باستخدام هذه المسيرات ذريعة للتسبب بأعمال عنف. كما يقول الجيش الاسرائيلي انه لا يستخدم الرصاص الحي إلا كحل أخير. وداخل السفارة الأميركية التي فرض حولها طوق امني مشدد لم يكن شيء يوحي بالاحداث العنيفة التي يشهدها قطاع غزة. وحده صهر الرئيس الاميركي ومستشاره جاريد كوشنر الذي حضر المراسم مع زوجته ايفانكا ألمح على ما يبدو إلى الاحداث عندما قال «الذين يتسببون باعمال العنف هم جزء من المشكلة وليس الحل». من جهته، أشاد الرئيس الاميركي دونالد ترامب بنقل السفارة، معتبراً أنه «يوم عظيم لاسرائيل». وتثير المبادرة الاميركية الاحادية الجانب غضب الفلسطينيين، إذ تشكل تكريساً للموقف المنحاز بشكل واضح برأيهم للجانب الاسرائيلي والذي يتبناه ترامب منذ توليه منصبه في 2017، وتجاهلاً لمطالبهم حول القدس. واحتلت اسرائيل الشطر الشرقي من القدس في العام 1967 ثم أعلنت العام 1980 القدس برمتها «عاصمة ابدية» في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة. وكان إعلان ترامب في 6 كانون الاول (ديسمبر) 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل ابيب الى القدس، اثار غبطة الاسرائيليين وغضب الفلسطينيين. ولا تزال الاسرة الدولية تعتبر القدس الشرقية ارضاً محتلة وانه من غير المفترض إقامة سفارات في المدينة طالما لم يتم البت في وضعها عبر التفاوض بين الجانبين المعنيين. ولم يحدث القرار الاميركي بنقل السفارة حتى الان الاثر الذي كان ترجوه اسرائيل اذ لم تعلن سوى دولتين هما غواتيمالا وباراغواي انهما ستقومان بالامر نفسه.

مشاركة :