بالرغم من الإمكانات المرصودة وتسخير الموارد في الجامعات السعودية إلا أن هناك استفادة محدودة لا ترقى إلى المأمول من برامج التطوير المهني لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية؛ فبناء على نتائج دراسة د. رحاب المخضوب بعنوان "برامج التطوير المهني بالجامعات السعودية في ضوء النماذج العالمية أنموذج مقترح" فإن درجة استفادة أعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية من برامج التطوير المهني جاءت متوسطة. ومن أبرز معوقات التطوير المهني في تلك الجامعات هي أولا ضغط الوقت من حيث كثرة الالتزامات المهنية، وثانيا ضعف الحوافز نظير التطوير المهني، وثالثا محدودية الفرص أمام هيئة التدريس للتعبير عن وجهة نظرهم حول حاجاتهم في التطوير المهني، ورابعا قلة خطط التطوير المهني التطبيقية الواضحة والمعلنة. وقدمت الدراسة وصفاً وتحليلاً لنماذج التطوير المهني لأعضاء هيئة التدريس في جامعات عالمية في كل من أستراليا واليابان وكندا وأميركا وروسيا وسويسرا، وتمثل الدول المبحوثة بعض مؤسسات التعلیم العالي في آسیا وأوروبا وأستراليا وأميركا الشمالية وهذه الدول لديها برامج رسمية ومكانة جوهرية للتطوير المهني في جامعاتها، كما أنه يوجد لجامعاتها تمثيل عال ومراتب متقدمة في التصنيفShanghai) ، (Times) (Q وقد أظهر التحليل عراقة تجربة التطوير المهني لهيئة التدريس في الجامعات السعودية (منذ العام 1987م)، وما تم تسخيره من موارد عديدة للتطوير المهني فقد أُفردت مراكز متكاملة بميزانيات وموظفين ومبان وقاعات ومعامل مجهزة وخاصة للتدريب. إلا أن النماذج العالمية للتطوير المهني تميزت بتبني استراتيجيات متنوعة مدروسة مبنية على نظريات المتعلمين الكبار بحيث تتناسب مع خبرة ومستوى وصفات أعضاء هيئة التدريس. وكذلك أظهرت النماذج العالمية اهتماما خاصا بالتطبيق والتجربة بحيث يتم التدريب على المهارات ومن ثم تطبيقها وفيما بعد جلسات تقييم ومناقشة. بالإضافة إلى الاهتمام المركز بدعم البحث العلمي عن طريق إقامة برامج ودورات وورش عمل وتوجيه، وتقديم خدمات الاستشارات في أدوات البحث والإحصاء، وتولي مراكز التطوير المهني في الجامعات العالمية اهتماماً كبيراً في تنوع خيارات التدريب على الشبكة وتعدد قنوات التوصيل لأنها تعد حلاً للكثير من التحديات التي تتعلق بالوقت والالتزامات الخاصة بالفئة المستهدفة من أعضاء هيئة التدريس. كما أظهرت الدراسة رسوخ مراكز التطوير المهني في الجامعات العالمية والمكانة المؤسسية ذات الأهمية، وتنوع أساليب تحفيز أعضاء هيئة التدريس للتطوير المهني من منح دولية، ومحفزات أخرى. واُختتمت الدراسة بتقديم نموذج مقترح لتطوير أعضاء هيئة التدريس مهنياً بالجامعات السعودية في ضوء نتائج الدراسة والنماذج العالمية.. ليوفر ويرسم الخطوط العريضة والتوصيات الرئيسة والمبادئ الأساسية، وليقدم خارطة طريق يتم الاسترشاد بها في التطوير المهني لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية تحقيقاً للأهداف المنشودة مع مراعاة المجالات ذات الأولوية. وقد أُوصي بطباعة ونشر هذا النموذج والرفع به إلى المسؤولين في وزارة التعليم ليتم تعميمه على الجامعات، وأوصت د. رحاب المخضوب بتشكيل رابطة للتطوير المهني لهيئة التدريس في الجامعات السعودية تضم المهتمين بالمجال محلياً ومستشاريين محليين ودوليين، لتعود بالفائدة من حيث تبادل الخبرات والمشاركة في البرامج، واقتراح توصيات منظمة للتطوير المهني لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية.
مشاركة :