في هذه المناسبة العظيمة التي تمر علينا بحلول شهر رمضان المبارك، يشرفني بالنيابة عن جميع أعضاء السفارة الصينية في مملكة البحرين، أن أقدم للشعب البحريني خالص التهاني والتبريكات بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك! ففي هذا الشهر المبارك تُغفر الذنوب ويُطهر القلب والجسد من الخطايا. إنه شهر العبادة والعفو والمغفرة والتوبة، شهر فيه فرصة للنقاء الذاتي وتطهير الروح. إنه شهر يتجلى فيه السلام والوئام والمودة والتضامن والتعاون بين أفراد المجتمع ويجسد روح المسؤولية المجتمعية في الإسلام من خلال تعميق الروابط الإنسانية التي تجعل من المجتمع الإسلامي مجتمعًا واحدًا.فالثقافة والتقاليد في شهر رمضان تمثلان قمة القيم الإسلامية وهي الفضائل الأسمى التي تتبناها البشرية في عملية تنطوي على التأمل الصادق لما يختلج في النفس والمحاسبة الذاتية والنقدية لها إلى جانب العطف على الآخرين. وبذلك، فإن شهر رمضان المبارك ينشر الصلاح والمودة في حين يجسد أعلى مظاهر الحياة الإسلامية المتحضرة المتمثلة في الخير والتسامح والتعايش والترابط. في الصين، هناك عشر أقليات قوميات مسلمة، من بينها الهوي، الأويغور والقازاق، والتي تشكل المسلمين الصينيين الذين يزيد عددهم على 20 مليون نسمة، ما يعني تعايش مزيج من مختلف الأقليات العرقية المسلمة الصينية وتجمع مع القوميات الصينية الأخرى. ويساهم الصينيون من المسلمين وغير المسلمين بشكل مشترك في بناء الأمة الصينية منذ العصور الماضية وحتى الوقت الحاضر، وقد لعب الصينيون المسلمون دورًا كبيرا في اندماج وتوحيد المجتمع الصيني، وهو الأمر الذي يتجلى في ثقافة المسلمين، من خلال السمات المهمة التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من نسيج الحضارة الصينية. وبموجب القانون، تحترم الحكومة الصينية وتحمي حقوق الأقليات الصينية المسلمة البالغ تعدادها 20 مليون نسمة عاداتهم وتقاليدهم ومعتقداتهم الدينية. بالإضافة إلى حرية الاعتقاد المكفولة، يتمتع الصينيون المسلمون بحقوق سياسية واقتصادية واجتماعية متساوية تمامًا مع سائر القوميات الصينية الأخرى. وفي الصين، فإن حرية الاعتقاد الديني تمثل حقًا أساسيًا من بين الحقوق المدنية للفرد الممنوحة بموجب الدستور بشكل خاص والقانون الصيني بشكل عام، والذي ينص على احترام هذا الحق وحمايته. أنا أنحدر من قومية الويغور الأقلية القومية وإن جميع المسلمين في مسقط رأسي شينجيانغ أكثر من 20 مليون مسلم صيني، تمامًا مثل نظرائهم المسلمين في جميع مناطق العالم، يحافظون على شهر رمضان في جو من السلام والأمن حيث التزاماتهم بإحياء شعائره بما في ذلك الصيام والصلاة وممارسة شعيرة دفع الزكاة بحرية تامة. إن مراعاة التزامات رمضان يأخذ قيمة دينية عميقة في تحقيق المسلمين للمعنى الحقيقي للإسلام وهو جزء لا يتجزأ من تصحيح الذات وتنمية الروح. وفي الوقت ذاته، فإن ثقافة شهر رمضان تتطلب خدمة المجتمع وتعزيز روابط التواصل والتعاون وتمديد الدعم واللطف للآخرين. ومع عمق روابط الصداقة بين الشعبين الصيني والبحريني منذ القدم، فإن العلاقات تتجدد باستمرار حيث تمتد عبر مسار تاريخي عميق. ومنذ القرن السابع الميلادي، شهد طريق الحرير القديم عمق هذه العلاقات الأخوية الراسخة بين الشعبين الصديقين. وتستمر هذه العلاقات الودية حتى يومنا هذا. وخلال الـ29 سنة التي مضت على بدء العلاقات الدبلوماسية بين الصين والبحرين، تحافظ العلاقة بين البلدين على التيار التنموي الجيد. وفي ظل توجيهات قادة البلدين والجهود المشتركة للشعبين، كثرت التبادلات الرفيعة المستوى بين البلدين بشكل مستمر، وتعمقت الثقة المتبادلة السياسية بين الجانبين وتطور التعاون الاقتصادي والتجاري يوما بعد يوم، وقد حققت التبادلات الثقافية والإنسانية نتائج مثمرة. وأصبحت الصين والبحرين شريكتين يجمع بينهما رابط الصداقة والتفاهم والثقة المتبادلة.وأنا أعتقد أن الصداقة بين الصين والبحرين اليوم أمامها فرصة عظيمة وتاريخية، خصوصا ونحن نلاحظ أن دمج وتنفيذ مبادرة الحزام والطريق والرؤية الاقتصادية للبحرين 2030. سيجعل العلاقات الثنائية بين البلدين ذات آفاق رحبة وأكثر جمالا.وأخيرًا، أتقدم بخالص التبريكات إلى الشعب البحريني الصديق مع حلول شهر رمضان المبارك كما أرجو لجميع الأخوة والأخوات في العالم الإسلامي أن يوفقوا إلى شهر متميز بالسلام والسعادة.
مشاركة :