تظهر صور الأقمار الصناعية أن كوريا الشمالية تهدم منشآت في موقع اختباراتها النووية غير أن خبراء يقولون إن الصور لا يمكنها أن تكشف عما إذا كانت تلك خطوة أولى في طريق التخلص الكامل من الأسلحة النووية أم محاولة لإخفاء قدرات نووية عن المراقبين الخارجيين. ومما زاد الشكوك في نوايا كوريا الشمالية اليوم الأربعاء أنها أعلنت فجأة إنها قد “تعيد النظر” في لقاء القمة المتوقع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يونيو حزيران إذا واصلت الولايات المتحدة الإصرار على نزع السلاح النووي من جانب واحد. ويقول الخبراء إن صور الأقمار الصناعية التجارية، ومن بينها صور التقطتها شركة بلانيت لابز في 14 مايو أيار الجاري، تبين أن كوريا الشمالية تزيل بعض المنشآت حول موقع الاختبارات النووية في بونجي ري. وقال سكوت لافوي محلل صور الأقمار الصناعية “حتى الآن يبدو أنه يجري إزالة هياكل الدعم السطحية. وهذا يتفق مع إغلاق الموقع لأنك تحتاج مهندسين وفرقا عاملة جاهزة لإعداد الموقع وصيانته”. وقال فرانك بابيان خبير الحد من انتشار الأسلحة النووية إن من المنشآت التي يبدو أنه تمت إزالتها مكتب هندسي ومباني تضم جهاز ضغط الهواء الذي يستخدم في ضخ الهواء في الأنفاق التي يجري فيها تفجير القنابل. وأضاف بابيان “هذا يتفق تماما مع التقرير الإخباري الرسمي من كوريا الشماليه أنه يجري تنفيذ ’إجراءات فنية’ ترتبط بالإغلاق”. وقالت كوريا الشمالية إنها تعتزم استخدام متفجرات في هدم الأنفاق وسد مداخلها بالكامل وإزالة منشآت المراقبة والأبحاث ومنشآت الحراسة. وقد تمت دعوة عدد محدود من وسائل الإعلام الأجنبية لمشاهدة مراسم إغلاق الموقع لكن لم يسمح حتى الآن لمراقبين دوليين بالحضور الأمر الذي دفع بعض الخبراء للاشتباه بأن كوريا الشمالية تسعى لإخفاء تفاصيل عن قدراتها النووية. * بعض العلامات الحمراء في بيان صدر اليوم الأربعاء وجه كيم كاي جوان النائب الأول لوزير الخارجية الكوري الشمالي انتقادات حادة للمسؤولين الأمريكيين وبخاصة مستشار الأمن القومي جون بولتون لإشارته إلى أن ليبيا قد تكون نموذجا لنزع السلاح النووي لدى كوريا الشمالية. وكان بولتون اقترح أن يبرم ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون صفقة مماثلة للصفقة التي أدت لشحن مكونات لبرنامح نووي ليبي إلى الولايات المتحدة في 2004. وفي 2011 قتل ثوار دعمتهم حملة جوية شنها حلف شمال الأطلسي الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال اندرياس بيرسبو المدير التنفيذي لمؤسسة فيرتيك البحثية التي يتركز نشاطها على التحقق من نزع السلاح وتنفيذه في مقابلة في الآونة الأخيرة إنه رغم أن الجوانب الفنية لصفقة كورية شمالية قد تشبه بعض جوانب الصفقة الليبية فإن بيونجيانج لديها برنامج تسلح أكثر تقدما بكثير كما أن مصير القذافي ليس مشجعا”. وأضاف “ليبيا مثال رهيب من هذا المنظور لأن الكوريين الشماليين بالطبع لديهم فرقهم التي تقدم المشورة لكيم جونج أون عما يعنيه ذلك وستسلط الضوء على أن ذلك ليس حلا جيدا لكوريا الشمالية”. ويقول الخبراء إن كوريا الشمالية تقترح فيما يبدو بدلا من ذلك التزاما عاما في الأجل الأطول “بنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية” يمكن أن يستغرق تنفيذه سنوات في أفضل الأحوال. وقال لافوي إن تصرفات كوريا الشمالية حتى الآن “ليست بالضرورة شريرة” لكنها ترفع بعض “العلامات الحمراء” عن النزع الكامل والدائم للسلاح النووي. وأضاف “هذه الصور تبين لنا أن الموقع في غمار عملية وقف التشغيل فيما يبدو. لكن لا يمكننا أن نؤكد ما إذا كان سيتم إغلاقه لسنوات أم أنه مجرد شيء يمكن الرجوع فيه في نهاية الأمر في غضون بضعة أسابيع أو شهور”.
مشاركة :