يجري قائد العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، الميجر جنرال قاسم سليماني، محادثات مع ساسة في بغداد، للترويج لتشكيل حكومة عراقية جديدة تحظي بموافقة إيران، وفق ما نقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين مطلعين على سير العملية السياسية في العراق اليوم الأربعاء. ووصل سليماني العراق يوم السبت الذي شهد إجراء الانتخابات البرلمانية. وأظهرت نتائج أولية على مستوى البلاد انتصارًا مفاجئًا للتكتل، الذي يدعم رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، الذي لم يتحالف مع إيران وخاض حملة انتخابية ببرنامج وطني، مستغلا استياء الرأي العام من انتشار الفساد والفروق الاجتماعية الهائلة. وقال أحد المصدرين، ويلعب دور الوسيط بين الصدر وغيره من الساسة الكبار ومرشح شيعي، إن سليماني يجري محادثات مع ساسة منافسين لتمهيد الطريق، من أجل الاتفاق على تشكيل تحالف شيعي حاكم. وستبدأ محادثات رسمية لتشكيل ائتلاف حاكم بعد الإعلان عن النتائج النهائية المتوقعة هذا الأسبوع. وقبل الانتخابات، قالت إيران علنا إنها لن تسمح لتكتل الصدر، وهو تحالف غير معتاد من الشيعة والشيوعيين وجماعات علمانية، بالحكم. من جانبه، أوضح الصدر أنه غير مستعد لتقديم تنازلات لإيران، بتشكيل ائتلاف مع حليفها الرئيسي هادي العامري، قائد منظمة بدر شبه العسكرية، أو رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. وأظهر إحصاء لنتائج المحافظات التي أعلنت خلال الأيام الثلاثة الماضية، أن قائمة الصدر متقدمة، تليها قائمة العامري وهو حليف وثيق لإيران وصديق لسليماني، ثم قائمة رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي. واستطاع العبادي نيل دعم إيران والولايات المتحدة في الحرب التي استمرت ثلاثة أعوام ضد تنظيم “داعش”. وكانت انتخابات يوم السبت الأولى منذ هزيمة المتشددين العام الماضي، بعد أن اجتاحوا ثلث البلاد في 2014. وقوة القدس التي يقودها سليماني هي الداعم الأجنبي الأساسي لمنظمة بدر، التي كانت العمود الفقري لفصائل الحشد الشعبي التطوعية، التي تشكلت لمحاربة “داعش”.
مشاركة :