أنقرة ـــ القبس| طلبت وزارة الخارجية التركية أمس من القنصل الإسرائيلي في إسطنبول، يوسف سفري ليفي، مغادرة البلاد لفترة مؤقتة. وجاءت هذه الخطوة رداً على طرد إسرائيل أمس الأول القنصل التركي في القدس حسنو غورجان ترك أوغلو، وذلك على خلفية المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المتظاهرين في قطاع غزة. وكانت الخارجية التركية استدعت الثلاثاء السفير الإسرائيلي في أنقرة إيتان نائيه، وأبلغته باحتجاج أنقرة الرسمي على الأحداث التي شهدتها غزة قبل يومين، وطلبت منه مغادرة البلاد لفترة لم تحدد. في المقابل، طلبت الخارجية الإسرائيلية من القنصل التركي بالقدس مغادرة إسرائيل رداً على الخطوة التركية. وبصورة متعمدة أثارت حنق الحكومة الإسرائيلية، أخضعت سلطات مطار اسطنبول السفير الإسرائيلي لدى تركيا للتفتيش الذاتي المهين والأمني، وعلى مرأى من المسافرين، عند مغادرته تركيا متوجهاً إلى تل أبيب. ودفع السلوك التركي بتل أبيب للاحتجاج على ما وصفتها «بالمعاملة غير اللائقة» من تركيا للسفير المطرود، وذلك بعد ظهوره على وسائل إعلام تركية، وهو يخضع للتفتيش على الملأ في المطار. ورداً على طريقة معاملة السفير إيتان نائيه، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان إنها استدعت القائم بالأعمال في السفارة التركية لديها. وقام متظاهرون أتراك أمس برشق السفارة الإسرائيلية في أنقرة، بالبيض، احتجاجاً على المجازر الإسرائيلية الأخيرة في غزة، والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى. وهذه أسوأ أزمة دبلوماسية بين أنقرة وتل أبيب منذ إبرام اتفاق المصالحة بينهما عام 2016 لإنهاء الأزمة الناتجة عن قتل البحرية الإسرائيلية نشطاء أتراكاً، كانوا على متن سفينة مافي مرمرة، التي كانت متجهة لكسر الحصار على قطاع غزة. قمة طارئة وبدأت تركيا الثلاثاء ثلاثة أيام من الحداد الوطني على الشهداء الفلسطينيين، أعلن عنها الرئيس رجب طيب أردوغان، ونكست الأعلام، وألغيت فعاليات ثقافية. ودعا رئيس الوزراء التركي بينالي يلدريم إلى عقد قمة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي ــ التي تضم 57 عضوا ــ غداً (الجمعة) في تركيا. وذكرت مصادر في وزارة الخارجية التركية أن الوزير مولود جاويش أوغلو أجرى مكالمات هاتفية مع نحو عشرة من نظرائه في العالم الإسلامي، بينهم وزراء خارجية الأردن وإندونيسيا وإيران، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف أحمد العثيمين، وذلك لحشد الدعم للقمة الطارئة للمنظمة.
مشاركة :