انتقد الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد في كلمة مسجلة له، المرشد الإيراني علي خامنئي بشدة، بسبب ما يتعرض له مساعده السابق المسجون حميد بقائي، محذراً من أن يواجه النظام الإيراني "أحداثا مؤلمة" وخطر "اقتلاعه من جذوره"، على حد تعبيره. وقال أحمدي نجاد إنه يعرف أشياء لا يمكنه البوح بها حفاظاً على مصلحة إيران، مضيفاً: "لكنهم يدفعون الأمور في البلاد نحو أحداث مؤلمة"، على حد تعبيره. وأوضح المزيد حول "الأحداث المؤلمة"، قائلاً: "قبل كل شيء إنهم (أي المسؤولين في السلطة) سيتعرضون لذلك (أي الأحداث الأليمة)، وفي النهاية لا يمكن للظلم أن يستديم، لماذا لا يريدون أن يفهموا ذلك؟ إن الظلم يقتلع جذور النظام والبلاد". وبدا كأن نجاد يتكهن بحدوث ثورة في إيران، وتوقع الرئيس الإيراني السابق أن كبار مسؤولي السلطة القضائية سيقبعون في السجن، مضيفاً: "لكن أعدكم ستتم محاكمتهم ومعاقبتهم بشكل عادل". واحتجاجاً على عدم اهتمام السلطات بمساعده السابق المضرب عن الطعام في السجن، هاجم أحمدي نجاد المرشد الإيراني علي خامنئي بشدة دون أن يذكر اسمه فقال: "أولئك الذين ألقوا آلاف الكلمات دفاعاً عن شخص أيرلندي كان أضرب عن الطعام ونشروا صوره وأطلقوا اسمه على أحد الشوارع، ولكن اليوم حين جاء دورهم يفرضون الرقابة المطلقة". ويشير أحمدي نجاد هنا إلى كلمة ألقاها المرشد علي خامنئي في خطبة الجمعة بطهران في 9 مايو/أيار 1981 ودافع خلالها عن المعارض الأيرلندي الشمالي "باي ساندز" (9 مارس/آذار 1954 - 5 مايو/أيار 1981) الذي كان قد أضرب عن الطعام حتى الموت في السجن احتجاجا على السلطات البريطانية، وأطلقت إيران حينها اسمه على أحد شوارع العاصمة طهران. وانتقد الرئيس الإيراني السابق موقف اللامبالاة الذي تتخذه مختلف التيارات السياسية في إيران تجاه ظروف مساعده السابق، وقال: "أتأسف أن أرى حياة الناس أصبحت لعبة بالنسبة للتيارات السياسية في البلاد، حيث لم ينشروا حتى خبر إضرابه". وكان أحمدي نجاد يشير إلى 40 من رجال الدين الذين وجه لهم رسائل بخصوص ظروف مساعده السابق في السجن لكن لم يهتموا بذلك، فوصفهم تلميحاً بـ"غير المسلمين". وقال "هؤلاء لم يسمعوا صرخة بقائي في حين يكررون آلاف المرات من على المنابر أن مَنْ سَمِعَ رَجُلاً يُنَادِي يَا لَلْمُسْلِمِينَ فَلَمْ يُجِبْهُ فَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ"، في إشارة إلى قول منسوب إلى الحسين بن علي بن أبي طالب.
مشاركة :