بغداد ــ وكالات غداة الصفعة التي وجهتها العاصمة العراقية بغداد للمشروع الإيراني مؤكدة من خلال أنصار المرجع مقتدى الصدر هويتها العربية، تلقت طهران، متمثلة هذه المرة بقائد ميليشيات “قائد فيلق القدس”، قاسم سليماني، ضربة جديدة حين غاب رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، عن اجتماع خصص لمحاولة احتواء تداعيات الانتخابات البرلمانية. وحسب ما قالت مصادر عراقية، فإن العبادي امتنع عن الالتحاق بالاجتماع الذي عقد قبل يومين داخل المنطقة الخضراء في بغداد، برئاسة سليماني وأعضاء من حزب الدعوة وعلى رأسهم زعيم الحزب رئيس الوزراء السابق رجل طهران الأول في العراق، نوري المالكي، مكتفيا، في المقابل، بإرسال مندوبين عنه. وبهذه الخطوة من رئيس الوزراء، فشل سليماني في محاولاته الرامية إلى رأب الصدع في حزب الدعوة الذي ينتمي إليه العبادي والمالكي، وبالتالي سعيه إلى قطع الطريق على الصدر الذي يهدف إلى البناء على نتائج الانتخابات النيابية لتشكيل حكومة موسعة تغيب عنها الأطراف المرتبطة عضويا بطهران، أي المالكي وفصائل من الحشد الشعبي. فقائمة “سائرون”، التي تضم بشكل أساسي أنصار الصدر والحزب الشيوعي، حلت في المركز الأول بحصولها، وفق النتائج الأولية شبه النهائية، على 54 مقعدا في البرلمان من أصل 329. وسط سقوط مدو لقائمة المالكي، الذي اكتفى بـ25 مقعدا، بعد أن كانت حصته في المجلس المنتهية ولايته 90. وبعد صدور هذه النتائج، التي وضعت قائمة “الفتح”، برئاسة هادي العامري والمكونة من فصائل الحشد الشعبي المرتبطة بطهران، في المركز الثاني بـ47 مقعدا ولائحة العبادي بالمركز الثالث بـ43 مقعدا، أكد الصدر، في تغريدة وصفت بالذكية، عزمه بدء حوار لتشكيل حكومة ائتلافية بين “سائرون” و”النصر” ولائحة الحكمة بزعامة عمار الحكيم، وائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي وإرادة الانتخابي بزعامة حنان الفتلاوي والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود برزاني، وغيرها من القوائم. واستبعد الصدر، حصرا، أذرع طهران العتيدة، أي العامري والمالكي، بينما حاول استمالة الحكيم لإبعاده نهائيا عن الحضن الإيراني، الأمر الذي دفع طهران إلى دق ناقوس الخطر، وإرسال سليماني إلى بغداد لمحاولة توحيد صف حزب الدعوة، وجمع المالكي والعبادي اللذين خاضا الانتخابات بلوائح مختلفة، لإسقاط أي مشروع لتكيل حكومة بعيدا عن إرادتها. وكان الصدر قال أن العراق مقبل على تشكيل حكومة تكنوقراط، مشيرا إلى أن هذه الحكومة لن تكون “منالا لسرقة الأحزاب”. وقال الصدر في تغريدة له على صفحته في تويتر، “لن تكون هناك (خلطة عطار)”، مبينا “أننا مقبلون على تشكيل حكومة تكنوقراط تكون بابا لرزق الشعب ولا تكون منالا لسرقة الأحزاب”. وقبل يومين أعلن الصدر سعيه لأن تكون الحكومة المقبلة مشكلة من تكنوقراط “لا تحزب فيها”، فيما أعرب رئيس الوزراء حيدر العبادي عن استعداده الكامل للعمل والتعاون في تشكيل أقوى حكومة عراقية “خالية من الفساد والمحاصصة وغير خاضعة لأجندات”. يذكر أن عددا كبيرا من المسؤولين العراقيين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء حيدر العبادي، قدموا تهانيهم لمقتدى الصدر بعد تقدم تحالف “سائرون” المدعوم منه، بالمرتبة الأولى بين القوائم الفائزة في عموم العراق، بحسب ما أعلنته المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.
مشاركة :