إيران تتآمر على مقتدى الصدر في العراق بـ"فيتو" قاسم سليماني

  • 5/17/2018
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

بينما عبَّرت إيران عن راضاها تجاه نتائج الانتخابات البرلمانية اللبنانية الأخيرة، اختلف الوضع فيما يتعلق بالعراق؛ حيث تحاول طهران جاهدة عرقلة مقتدى الصدر خوفًا على نفوذها بعد أن أسفر الاقتراع عن مفاجأة من خلال تقدم التحالف المناهض للنظام ومكافحة الفساد "سائرون". وقالت صحيفة "لو ريون لو جور" الناطقة بالفرنسية في تقرير ترجمته "عاجل": بعد أن احتشد 44.52٪ فقط من الناخبين، وهي أقل نسبة إقبال على الانتخابات منذ سقوط صدام حسين، حلَّ تحالف مقتدى الصدر في المقدمة تلاه قائمة الحشد الشعبي، الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران بزعامة هادي العامري. وأضافت "رئيس الوزراء المنتهية ولايته، حيدر العبادي مهندس انتصار العراق ضد تنظيم داعش ومرشح التوافق الوحيد بين الولايات المتحدة وإيران، جاء في المرتبة الثالثة"، في وقت تصاعد فيه التوتر بين واشنطن وطهران، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي. وأشارت إلى أن الأمر بالنسبة لإيران ملتبسًا فإذا كان الزعيم الشيعي الأكثر عدائية لطهران هو الفائز في هذه الانتخابات، فإن أولئك الذين كانوا في الخط الأمامي خلال المعركة ضد "داعش" والتابعين لها جاءوا في المرتبة الثانية، ولذلك تسعى إلى تعزيز نفوذهم داخل المؤسسات العراقية. وأكدت أنه ليلة الأحد في بغداد، تجمع أنصار رجل الدين الشيعي للاحتفال بالنصر بتكرار شعار "إيران بره"، فيما قال رائد فهمي الأمين العام للحزب الشيوعي، المتحالف مع الصدريين، إن التصويت لصالح التحالف "رسالة واضحة يجب أن نوازن بها علاقاتنا مع جميع الدول، بمنطق عدم التدخل في الشؤون الداخلية العراقية"، في إشارة إلى دور إيران. وتوضح أن التحالف مع الشيوعيين، أراد من خلاله الصدر، الذي يستمد سلطته إلى حد كبير من نسبه للشخصيات الشيعية المرموقة التي سبقته، أن يركز حملته على المشاعر القومية، التي تحظى بشعبية كبيرة في العراق، خاصة منذ استعادة الأراضي من أيدي داعش. ومن منطلق السيادة السياسية الكاملة للعراق، فإن الزعيم الشيعي معروف بمواقفه الحازمة والعدائية ضد طهران، ويرفض أي تدخل سياسي أو عسكري إيراني، وقد ظهر هذا منذ الإعلان عن تأسيس حكومة تشكلت على أساس ائتلاف مع أحزاب شيعية وسنية وكردية ومسيحية أخرى. وتقول مريم بن رعد، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ليدن، بهولندا، والخبيرة في الشأن العراقي للصحيفة: لعب الصدر على بطاقة القومية لجذب معظم الناخبين إليه. لكن يجب ألا نرى في تقدم قائمته أي تأثير على مسألة الدور الذي تمارسه إيران على العراق". وأضافت "للصدر علاقات معقدة مع النظام الإيراني، وعلاقات وثيقة جدًّا وأسرية، ولا يشكك جوهريًّا في تأثير إيران في الواقع، وذلك أبعد مما ينعكس في خطاباته". لكن في المقابل، توضح الصحيفة، أن علي أكبر ولايتي، أقرب مستشار للزعيم الإيراني علي خامنئي، حذر في فبراير الماضي قائلًا: "لن ندع الليبراليين والشيوعيين يحكمون العراق"، فطهران تستعد بالفعل للهجوم المضاد. وبحسب "فرانس برس"، قائد قوة القدس، الجنرال الإيراني قاسم سليماني، كان أمس في بغداد لتجميع الأحزاب الشيعية، كما اجتمع مساء الاثنين الماضي، رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي ونوري المالكي وهادي العامري في محاولة لتشكيل أغلبية، وبالتالي إعاقة مشاريع الصدر. ووفقًا للوكالة، فقد استخدم المسؤول العسكري الإيراني حق النقض (الفيتو) بشأن تحالف قائمة "سائرون" للصدر، وحركة "الحكمة" الشيعة لعمار الحكيم، ونائب الرئيس السني أسامة النجيفي والحزب الديمقراطي الكردستاني (KDP) التابع لمسعود بارزاني. وتقول "لو ريون لو جور" لم يكن مقتدى الصدر مرشحًا للانتخابات التشريعية، ولم يتمكن من ترشيح نفسه كرئيس للوزراء، لكنه يلعب دور صانع الملوك في دستور التحالف المستقبلي الذي ينبغي أن يسمح بتشكيل حكومة جديدة، وفيها يمكن التجديد لعبادي لمنصب رئيس الوزراء. وبينت أن الصدر، الذي قاد تمرد شيعيًّا في أعقاب التدخل الأمريكي عام 2003، يجد نفسه في قلب اللعبة ببلد يديره نفوذ أمريكي إيراني، ونقلت عن ريناد منصور، الخبير في الشأن العراقي بمعهد تشاتام هاوس "سيتعين على الصدر تقديم التنازلات والمفاوضات. وذلك لأنه قد لا تزال هناك فرص للنفوذ الإيراني في الحكومة المستقبلية، كل هذا يتوقف على نوع الائتلاف الذي سيقومون به لضمان المضي قدمًا". وأضاف "إن تفتيت السلطة في الدولة العراقية يسمح لإيران بالحفاظ على نفوذها من خلال قنوات مختلفة، قدم الصدر نفسه كممثل ثوري، لكنه شخص براجماتي. لا يستطيع، على المدى الطويل، استبعاد الحشد الشعبي ويدعي أنه يشكل حكومة تمثل الجميع". وفي نهاية تقريرها تؤكد الصحيفة أن التوترات القوية بين الولايات المتحدة وإيران، في أعقاب الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، لن يسهل المفاوضات لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة.

مشاركة :